وددت في زاويتي هذه المرة أيضاً أن أشير إلى الخطوات والمساعي الحثيثة التي تصب باتجاه تحقيق وحدة الصف الكردي، لما لها من أهمية بالغة في هذه المرحلة المصيرية، هذه الوحدة التي ينتظرها الكردستانيون في كل مكان بشوق كبير، آملاً أن تكلل الجهود الرامية إلى ذلك بالنجاح التام، حيث يترقب الجميع وضع النقاط على الحروف في الأيام القليلة القادمة، آملين أن تكون النتائج كما نتمناها جميعاً.
بعد هذا المخاض العسير والشهور الطويلة من النقاشات واللقاءات والمشاورات بين الأطراف الكردية، التي أبدت الجدية في التعامل مع مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، تلك المبادرة التي جاءت في الزمن والوقت المناسبين، في وقت كنا جميعاً بأمس الحاجة للتعاضد والتكاتف ووحدة الصف والكلمة، وفي وقت يتكالب على الكرد الأعداء من كل حدب وصوب.
المبادرة جاءت لتفند المزاعم التي تدعي بأن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية غير مهيأة، وغير جادة بالسعي إلى وحدة الصف الكردي ولا يريدون مشاركة أحد في إدارة المنطقة. ولكن المبادرة أتت لتؤكد بأن هناك من يحاول جاهداً لتأسيس أرضية قوية ومتينة للاعتماد عليها وإنجاح ما تم بناؤه خلال السنوات الماضية من عمر الإدارة الذاتية التي نجحت في إدارة مناطقها وبمشاركة جميع الشعوب التي تحتضها، فنجحت فيما سعت إليه وبنسبة كبيرة، ونحن هنا لا نقول بأنه ليست هناك أخطاء هنا وهناك يجب الوقوف عندها.
بالمجمل فإن العمل الذي قامت به الإدارة الذاتية عمل كبير رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها خلال سنوات عمرها القصير، وبطبيعة الحال فإن وحدة الصف الكردي ستزيد من قوة وعمل وتقدم هذه الإدارة. لذلك من الضرورة بمكان تحقيق الوحدة واستغلال جميع الظروف المحيطة، وبخاصة أن الخطر الذي يحدق بنا ما زال قائماً، والعدو يحاول استغلال ظروف التشتت لصالحه ويستعجل الأمور قبل وصول الكرد إلى تحقيق مساعي الوحدة والتوصل إلى النتائج التي لا يتمناها العدو.
في الأيام الأخيرة لمعت بوارق الخير وبشائره في تحقيق حلم الوحدة والتوصل إلى حل الكثير من نقاط الخلاف، والجميع ينتظر التوقيع النهائي على الاتفاق، وهذا ما خلق ارتياحاً كبيراً لدى الشارع الكردي ليس فقط في روج آفا شمال وشرق سوريا فحسب، بل في جميع الأجزاء الكردستانية، التي ستدعم بكل تأكيد مثل هكذا اتفاق لإنجاحه، لأنها في النهاية تصب في خدمة القضية الكردية والكرد في كل مكان.
إن قضية وحدة الصف الكردي من أهم القضايا المصيرية بالنسبة للكرد، لأنها ستجلب معها القوة والهيبة وستحقق المصالح العليا للشعب الكردي، وستدفع بالمجتمع الدولي للاعتراف بالإدارة الذاتية، كما ستساهم بتقديم جميع أنواع الدعم لهذه الإدارة. والأهم من كل ذلك فإنها ستسد الطريق أما الأعداء الذين يحاولون احتلال مناطق جديدة من شمال وشرق سوريا، والوحدة الكردية سيكبح جميع تلك الأطماع، وكلنا يعلم أن من أساسيات المقاومة والبقاء والصمود تقوية الجبهة الداخلية، واتحاد الكرد سيؤدي حتماً إلى الاتحاد بين جميع شعوب المنطقة، للتصدي لكل من يفكر بالنيل من إرادة الشعوب التي قهرت الإرهاب وداعميه.