الطبقة/ عبد المجيد بدر – الموسيقا جزء أساسي من حياة الإنسان وثقافته، وتؤثر على العواطف والسلوك الإنساني وعلى حياة الناس والمجتمع بشكل عام، وتلعب دوراً في تشكيل الهوية الثقافية. في سن مبكرة جداً استطاع محمد الخلف أن يدندن أول أنغامه على آلة الأورغ، ليصبح العازف الرسمي لمركز الثقافة والفن في الطبقة.
فعلى ضفاف نهر الفرات وعلى بعد 45 كيلو متراً من مدينة دير الزور وفي مدينة الميادين، ولد محمد الخلف عام 1994 ومنذ صغره شغف بالعزف على آلة الأورغ، وفي عمر لم يتجاوز الخامسة عشر راقصت أصابعه آلة الأورغ، وفي عام 2007 حصل على أول أورغ صغير هدية من والده، فدندن أول أنغامه، وفي عام 2019 انضم محمد لفرقة الثقافة والفن في مدينة الطبقة فأصبح عضوا أساسياً في هذه الفرقة.
عام 2017 كان حال محمد الخلف كحال العديد من أهالي الداخل السوري، ونظراً للواقع الذي كانت تعيشه تلك المناطق نزح مع عائلته لمدينة الطبقة، ولأنها منطقة آمنه في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، طور موهبته وانضم لفرقة مركز الثقافة والفن في المدينة.
شارك الخلف مع مركز الثقافة والفن في المدينة بالعديد من المناسبات الوطنية والفنية، واستطاع أن يجمع الأنغام والألوان الشعبية في المنطقة الشرقية في آلة الأورغ (المولية، السويحلي، النايل، الجوبي، الجولاقي، الزوري)، ويقيم حفلات خارج المركز الثقافي ومع صديقه الفنان “ممدوح المغرم”.
كلمة جعلته عازفاً كبيراً
وفي لقاء مع صحيفتنا “روناهي” بالعازف الأورغ “محمد الخلف” الذي تطرق في بداية حديثه عن بدايات عزفه على آلة الأورغ: “بدأ شغفي بالعزف مذ كنت في الثالثة عشرة من عمري، وكانت محاولاتي الأولى، اشترى لي والدي أورغاً صغيرا، وما زادني حباً لهذه الآلة دعم والدي، كان يردد على مسامعي جملته الداعمة “أرى فيك عازفاً كبيراً” هذه الكلمات لم تكن عبثاً بل دفعتني لأشق طريقي نحو التميز في العزف على هذه الآلة”.
وعن إصراره على التعلم والتميز: “كنت دائماً أجلس وحيداً وأعزف وأخطئ مرة وأصيب مرة، ولا تزال كلمات والدي في مسمعي، فالدافع لطفل في الثالثة عشرة من عمره، كان خطوة لطريقي في هذا المجال، لم أكن أخرج للحفلات بل أعزف هواية، ومنذ خمسة أعوام تقريباً أصبحت عازفاً أساسياً لمركز الثقافة والفن في الطبقة، وشاركت مع المركز في العديد من المناسبات”.
الأورغ عالمي الجميل
بهذه الكلمات اختصر “الخلف” حديثه: “الأورغ عالمي الآخر، ففي المنزل لدي غرفة صغيرة، مزينة بأضواء ملونة وحاسوب وآلتي الأورغ، وأمضي ساعات طويلة وأنا أعزف عليها، وأوثق لحظاتي معها فتارة أسجل فيديواً مصوراً، وتارة حالات على مواقع التواصل الافتراضي”.
ألوان متعددة تعزف على الأورغ
وأشار “محمد الخلف” في ختام حديثه: “إن لكل منطقة طابعاً فنياً خاصاً بها، ولكننا دمجنا الألوان الشعبية في مدينة الطبقة، وأخرجنا أنغامها من الآلات الحية، بالإمكان عزف الكثير من الألوان والأنغام على الأورغ وحاليا نعزف عليها “السويحلي، النايل، العتابا، المولية، والصبا زمزم، ونوعاً خاصاً من أنواع المقامات الموسيقية ويسمى في الطبقة “لقاحي””.
يمضي الشاب العازف محمد الخلف في طريق التميز والنجاح، ويرى في مركز الثقافة والفن سبيلا لتطوير هوايته والتعرف على عشاق النغم والموسيقا الأصيلة ويرسم عبر المركز خطواته القادمة للمشاركة في الفعاليات والمناسبات القادمة فساهم في رسم الفرحة وإضفاء المزيد من التميز على فنه وعلى أعمال المركز ومشاركته في تطوير وتقدم الحراك الثقافي والفني.