No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ نشتيمان ماردنلي –
روناهي/ قامشلو- خطّت منظمة الهلال الأحمر الكردي مسيرة نضالية طبية وخدمية في الشمال والشرق السوري في ظل سنوات الحرب الدائرة وكان للمرأة الدور الريادي في المشاركة في هذا النضال والرُقي به إلى أعلى المستويات.
منذ بداية الأزمة في سوريا تعرضت مناطق شمال وشرق سوريا للهجمات من قبل المرتزقة والتي أدت بدورها إلى تهجير أهالي المنطقة قسراً وتزايدت الحاجة لمنظمة إنسانية إغاثية تتولى دعم ومساعدة المهجرين في ظل أوضاعهم الصحية المتدهورة, ونتيجة لتلك الظروف تطوع عدد صغير من الأشخاص من بينهم كوادر طبية وتشكلت فرقة صحية تحت مسمى الهلال الأحمر الكردي, لتقديم الخدمات الطبية للنازحين.
تواجد في الخطوط الأمامية للجبهات
تمكن الهلال الأحمر الكردي من إثبات دوره الفعال والضروري في المناطق التي تعاني من الصراع وتمكن من تغطية الحاجات والخدمات الطبية والصحية على نطاق واسع رغم الإمكانات المحدودة حينها, واكتسبت الأفضلية في تقديم الخدمات الطبية من خلال تطوير عمل الهلال خلال فترة قصيرة وافتتاح المزيد من المراكز إلى أن أصبحت منظمة معروفة بالشأن الخدمي الطبي.
“يتضمن الهلال عدة مكاتب تنظيمية لمهمات مختلفة مكملة عمل بعضها البعض, منها مكتب المراقبة والتقييم ومكتب المالية والمحاسبة, مكتب الموارد البشرية, ومكتب الدعم النفسي, بالإضافة إلى غرفة العمليات, في عمل مكلف وهادف في جميع فروعه إلى وجهة واحدة وهو مساندة ودعم الشعوب التي تتعرض لحروب الإبادة, والمهجرين من بيوتهم قسراً كما ويخدم الهلال في الخطوط الأمامية لجبهات القتال من إسعاف المصابين وانتشال ضحايا الحرب وجرائم ضد الإنسانية وتقديم المساعدة والعلاج اللازم للمصابين” هذا ما أفادت به العضوة في الهلال الأحمر الكردي في مركز مدينة قامشلو سوزدار عكو في لقاء أجرته صحيفتنا روناهي معها، وأشارت في حديثها إلى دور المرأة الحافل بالتضحيات والخطوات المرموقة التي خطتها في سبيل ارتقاء العمل الإنساني إلى أعلى مستوياته الخدمية لصالح الشعوب حيث قالت: “إلى جانب العمل الخدمي كانت المرأة في الهلال داعمة عسكرية تقف جنباً إلى جنب مع المقاتلين ووحدات الحماية في الجبهات وتمارس مهامها الإنسانية في تقديم الرعاية المختلفة ومساندة الشعوب على مدار الأعوام التي مرت بها روج آفا من كوارث خلال الثورة”.
المسيرة الطبية للهلال الأحمر الكردي
استطاع الهلال الأحمر إثبات ضرورة وجوده من خلال الأعمال والخدمات الكبيرة التي قدمها بالإمكانيات المتوفرة وبالأخص في الوقت الراهن وضمن الظروف التي تمر بها روج آفا والشمال الشرقي من سوريا عامةً, لاقت المنظمة اهتمام الكثير من الجهات والمنظمات التي بدأت بدعم الهلال لمواصلة أعمالها على نطاق أوسع حيث فتح باب التطوع (تطوع بلا حدود), وبدأت فروع الهلال تنتشر على مستوى شمال وشرق سوريا, ولكي نتعرف على آليات العمل الإنساني الشاق لمنظمة الهلال الأحمر أفادتنا سوزدار بمعلومات عن آلية العمل والمسيرة الحافلة بالخدمات فنوهت بأنه في ظل الظروف الحالية وحالة الحرب التي تمر بها روج آفا كان ولازال ثمة احتياج تام لتواجد إسعافات سريعة وعاجلة لإسعاف الجرحى الذين يقاتلون في جبهات القتال, وأيضاً إسعاف المدنيين في حال حدوث انفجار, وإلى جانب ذلك حاجة المهجرين في المخيمات إلى تزوديهم بالأدوية والخدمات الطبية, نتيجة لذلك توسعت الدائرة الخدمية للهلال وحملت على عاتقها مسؤولية خدمة هؤلاء الأشخاص, وتم افتتاح فروع للهلال في كل من المدن “ديريك, كركي لكي, تربه سبيه, قامشلو, عامودا, الحسكة, الدرباسية, تل تمر, الشهباء, حلب, الطبقة, الرقة, منبج, وكوباني, بالإضافة إلى تواجد نقاط طبية للهلال الأحمر في جميع المخيمات في شمال شرق سوريا ومنها مخيم “روج, نوروز, واشو كاني, الهول, عريشة, حيث يتواجد ضمن تلك النقاط إسعاف في الدرجة الأولى لاستقبال جميع الحالات المرضية من إغماء أو جروح, حروق, أو حالات الولادة, إلى جانب ثلاثة عيادات في كل نقطة طبية, عيادة نسائية, داخلية, أطفال, وأيضاً تتوفر صيدلية في كل منها مع سيارة إسعاف لنقل الحالات إلى المشافي عند الحاجة, وجميع الخدمات تقدم بشكل مجاني.
وأردفت سوزدار بالقول: “نحاول في الهلال اتخاذ خطوات جديدة للتطوير على الصعيد التنموي إلا أن الظروف الأمنية في المنطقة غير مساعدة على ذلك, ولهذا السبب يكون الاهتمام مركزاً دائماً على الحالات الإسعافية, وبالرغم من ذلك إلا أننا نحاول أن يتم العمل على تطوير البرامج التنموية ومن بينها برنامج الأطراف الصناعية حيث يتم العمل عليها على أن تغطي خدمة المشروع ضمن روج آفا جميع الأشخاص الذين فقدوا أحد أطرافهم, بالإضافة إلى برنامج التخلص السليم من النفايات والتي تنقسم على مركزين أحداهما في قامشلو والآخر في الحسكة ويتم العمل عليه منذ شهرين بإدارة وتنظيم المرأة, كما وتم الاهتمام بشكل خاص بالتثقيف الصحي للمرأة, من ناحية الأمومة والطفولة والعنف ضد المرأة”.
المرأة في الهلال الأحمر الكردي أصبحت مثالاً
جسّدت المرأة دوراً لافتاً في الهلال الأحمر الكردي من خلال الإنجازات التي حققتها في فترة الثورة في روج آفا وشمال سوريا وأثبتت دورها الفعال في جميع المجالات واستطاعت أن تترك بصمتها من جميع النواحي.
وتحدثت سوزدار عكو عن هذا الدور الذي أبدته المرأة المقاتلة في الهلال الأحمر الكردي والتي كانت دوماً ما تنهي مهمتها الإنسانية بجدارة حيث قالت: “منذ تأسس الهلال الأحمر الكردي كانت الأكثرية من الأعضاء نساءً متطوعات للعمل الإنساني ولأن الثورة في روج آفا هي ثورة المرأة من كل بد، فقد استطاعت المرأة أن تقدم خدمات وإنجازات عظيمة في ظل ظروف صعبة وقاسية كانت تمر بها, وأثبتت دورها الرئيسي والفعال على الصعيدين الخدمي والعسكري, وفي الهلال الأحمر الكردي أيضاً تولت المرأة مهام الإدارة والتنظيم إلى جانب الرجل, ولاقت المرأة التقبل والإقبال على عملها بشكل مناسب للتضحيات التي أبدتها, لأن المرأة بشكل عام عالجت وأنقذت وحاولت تخفيف المعاناة بشتى السبل ولبت الحاجات وأظهرت عزيمتها لتقديم الرحمة كأم للجميع بإرادتها القوية.
واستأنفت سوزدار حديثها قائلةً: “أثبتت المرأة في الهلال الأحمر الكردي عزيمتها فعلاً وليس قولاً حيث كانت في الجبهات في ظل هجمات المرتزقة على عفرين وسري كانيه( رأس العين) وشنكال, ودير الزور والرقة وواصلت عملها على الصعيدين الإسعافي والعسكري بشجاعة تامة وتولت مهمة قيادة سيارات الإسعاف عند حاجة الوضع إلى ذلك وحظت أعمال المرأة في الهلال الأحمر الكردي بتغطية إعلامية مميزة من قبل الإعلام في الداخل والإعلام الأوربي أيضاً”.
واختتمت العضوة في الهلال الأحمر الكردي في مركز قامشلو سوزدار عكو حديثها قائلةً: “استطاعت المرأة في مجمل روج آفا ومن بينها الهلال الأحمر الكردي إثبات نفسها وتجاوز العوائق التي كانت تقف بوجه تقدمها ودائماً ما تحاول التقدم أكثر والتطور في نتاج عملها أياً كان والمرجح أنه في ظل كل ما خطته نساء روج آفا أنها أصبحت شعلةً تحتذي بها جميع النساء في جميع بقاع الأرض”.
No Result
View All Result