سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الهلال الأحمر الكردي: دعماً لمرضى التلاسيميا وتقديم العلاج لهم.. الحملة المادية مستمرة

قامشلو/ ملاك علي –

بهدف تقديم المساعدة الطبية اللازمة لصالح مشفى الأورام والتلاسيميا والحروق في مدينة قامشلو؛ أعلنت منظمة الهلال الأحمر الكردي، حملة دعم مالي في شمال وشرق سوريا، حيث بدأت التحضيرات لهذا المشروع منذ أكثر من ثمانية أشهر، ودخل حيّز التنفيذ قبل خمسة أشهر عبر لجنة مركزية تابعة لمنظمة الهلال الأحمر الكردي.
تحوي حملة الدعم المادي صناديق تبرّع موزعة في المؤسسات المدنية والمجتمع المحلي ضمن المدن والبلدات كافة، لتمكين الأهالي بالتبرع المفتوح، والتي من خلالها سيتم تقديم الرعاية الصحية اللازمة والأدوية النوعية، ومن ضمنها “الجرعات الكيماوية”.
خدمات المشفى
وفي الصدد، تحدثت إدارية مشفى الأورام والحروق “هدية عبد الله” لصحيفتنا “روناهي”: “على الرغم من عدم الإعلان الرسمي عن افتتاح قسم التلاسيميا في المشفى، إلا أنه بدأ باستقبال المرضى منذ افتتاح المشفى، حيث استقبل حتى الآن 170 مريضًا، معظمهم من الأطفال الذين يعانون من مرض التلاسيميا، والذي يعتبر مرضاً وراثياً”.
وعن الخدمات التي يقدمها المشفى للمرضى، بينت هدية: “يوفر المشفى خدمات متنوعة لمرضى التلاسيميا، كاستشارات طبية دورية، والتحاليل اللازمة، والأدوية، ونقل الدم، حيث تبدأ كل زيارة طبية باستشارة يتم من خلالها فحص المريض ووضع خطة علاجية استنادًا إلى نتائج التحاليل، كما تُقدّم الأدوية للمرضى بانتظام، مع التأكيد على توفر جميع الأجهزة المخبرية وأجهزة بنك الدم اللازمة في القسم”.
نقص الدعم والتمويل
وأكدت هدية: “على الرغم من الأهمية الكبيرة لقسم التلاسيميا، إلا أنه لم يتلقَّ أي دعم من المنظمات الدولية حتى الآن، باستثناء (منظمة الهلال الأحمر)، التي قدّمت له يد العون”.
وتابعت: “ففي البداية، عانى المشفى من نقص في جرعات العلاج، ولكن بعد مرور بضعة أشهر من الافتتاح تم تأمين جزء كبير من هذه الجرعات، حيث يتوفر حالياً نحو 70% من الجرعات المطلوبة، فيما لم يتوفر بعض الأنواع منها، لغلاء أسعارها”.
وأضافت: “فعلى الرغم من التحديات الكبيرة، كنقص التمويل وغياب الدعم الدولي، إلا أن المشفى يعمل جاهداً على تلبية احتياجات المرضى، معتمداً بشكلٍ أساسي على التبرعات المحلية”.
تكلفة متفاوتة لأسعار الجرعات
وعن تكلفة الجرعات، أوضحت هدية: “تتراوح تكلفة الجرعات بين 70 إلى 100 دولار لكل جرعة، في حين أن بعض الحالات قد تتطلب جرعات تصل تكلفتها إلى 800 دولار للجرعة الواحدة. يسعى المشفى لتأمين هذه الجرعات الباهظة الثمن وتوفيرها في المستقبل”.
مضيفةً: “فيما يتم الحصول على الدم اللازم لنقل الدم للمرضى من خلال تبرعات المتطوعين، وخصوصًا من ذوي مستويات الهيموغلوبين (الخضاب) المرتفعة، أو الذين يعانون من صداع، والذين يتم تشجيعهم على التبرع”.
واختتمت إدارية مشفى الأورام والحروق “هدية عبد الله” حديثها: “في ظل التحديات التي يواجهها المشفى لتأمين العلاج والدعم المالي، أطلقنا حملة مالية لمساندة المرضى وتوفير العلاج لهم”.
أهمية الحملة
وعن أهمية الحملة، تحدثت المشرفة على الحملة التي أطلقتها منظمة الهلال الأحمر الكردي لمساندة المرضى “سوزدار عكو“: “بدأنا تنفيذ الحملة بشفافية تامة، دون أي أخطاء، ويعتمد بشكلٍ أساسي على مساهمات المحلات التجارية، ومحلات الصاغة والصرافة، وبعض المؤسسات المدنية، بالإضافة إلى غرف الصناعة والتجارة في المجتمع”.
وأشارت: “فقد لاقت الحملة استجابةً جيدة من المجتمع، حيث تم وضع نحو 70 صندوق تبرعات في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، بما في ذلك “ديرك، تربه سبيه، كركي لكي، قامشلو، عامودا، الدرباسية، الحسكة، دير الزور، منبج، الرقة، الطبقة، وكوباني”، فيما يخطط الهلال الأحمر لزيادة عدد الصناديق في المستقبل”.
آلية جمع التبرعات وشراء المستلزمات الطبيّة
وبينت سوزدار: “تتم عملية جمع التبرعات بآلية شفافة، حيث يُبرم عقد مع الشخص الذي يُوضع الصندوق لديه، وعند تفريغ الصندوق تكون اللجنة المُشرفة حاضرة مع هذا الشخص كشاهد، ومن ثم يتم توثيق البيانات المالية بدقة، ويجري تفريغ الصناديق مرة كل شهرين، وتُستخدم الأموال التي تُجمع في شراء الأدوية والمستلزمات الطبية للمشفى، مع إصدار بيانات رسمية للمجتمع حول كيفية استخدام التبرعات”.
استمرار حملة التبرعات في غياب دعم المنظمات الدولية
وفي ختام حديثها، كشفت المشرفة على الحملة التي أطلقتها منظمة الهلال الأحمر الكردي لمساندة المرضى “سوزدار عكو”: “إن الحملة مستمرة بدون موعد محدد لانتهائها، ولكن إذا تلقى المشفى دعمًا كافيًا من المنظمات الإنسانية الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، سيتم تعديل خطط المشروع”.
مضيفةً: “فمع الأسف، لم تقدم منظمة الصحة العالمية أي دعم للمشفى حتى اللحظة، رغم دعمها لمشافي السرطان في جميع دول العالم، ويبقى المشروع قائمًا على التكاتف الاجتماعي لتقديم الدعم للمرضى، وضمان استمرار الخدمات الصحية في المنطقة”.