روناهي/ قامشلو- تأتي أهمية الأنشطة الترفيهية للفئة الشابة في إحياء وتجدد الطاقة والقوة لديهم، حيث يملؤون من خلالها أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة ويروحون عن أنفسهم بالوقت ذاته ليستطيعوا الربط بين سلامة العقل وصحة الجسد.
يعد الترفيه جزءاً هاماً من حياة الإنسان وتختلف أشكاله تبعاً للاهتمامات الفردية والتركيبة الاجتماعية المحيطة أيضاً، ومن الممكن أن تكون أنشطة الترفيه جماعية أو فردية، فعالة أو غير فعالة، خارجية أو داخلية، صحية أو غير صحية، ومفيدة أو ضارة للمجتمع، وتكاد أن تكون قائمة الأنشطة المألوفة غير منتهية فهي تشمل معظم الأنشطة التي يقوم بها الإنسان ليرفه ذاته.
إعادة إنعاش الروح وتجدد الطاقة
وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” مع المرشدة النفسية في مركز الشهيدة أمارة للاستشارات النفسية التابعة لهيئة المرأة بإقليم الجزيرة “خلات إسماعيل”، حيث أوضحت أهمية الأنشطة الترفيهية المفيدة للفئة الشابة ما بين سن المراهقة وسن الرشد، وقالت: “يعد النشاط الترفيهي مطلباً مهماً وضرورياً لحياة الإنسان وبمختلف المراحل العمرية التي يمر بها الفرد، إلا أنها تزداد وتظهر في فترة مرحلة الشباب التي تمتاز بأنها مرحلة النمو السريع والتطور، حيث تكون ذات خصوصية معينة وتتبلور فيها ملامح الشخصية، وتكون في بداية استعدادها للنضج والاكتمال وتكون الطاقة الذهنية والقدرة الجسمية في أعلى درجاتها، ويأتي مفهوم “الترفيه” بمعنى إعادة إنعاش الروح وإحياء القوة بعد التعب أو إدخال السرور في النفس”.
درءاً للوقوع في الأخطاء
وأشارت خلات إلى أن هناك أنواعاً للأنشطة ومنها الأنشطة الترفيهية والتعليمية والثقافية والرياضية، وذكرت بأن أهمية الأنشطة الترفيهية تكمن في التفاعل وزيادة التواصل بين الأشخاص، ومساعدة الشخص على اكتساب الخبرات ومهارات معرفية جديدة، والاعتماد على الذات والثقة بالنفس.
مشيرةً إلى أنها تفيد أيضاً في ملء وقت الفراغ من الملل والضجر بما هو مفيد، ويساعد على تفريغ طاقات الشباب السلبية، وتحفزهم على الابتعاد عن التفكير السلبي أو الوقوع في الأخطاء مثل الإدمان على المخدرات وغيرها من العادات السيئة.
واختتمت المرشدة النفسية في مركز الشهيدة أمارة للاستشارات النفسية التابعة لهيئة المرأة بإقليم الجزيرة “خلات إسماعيل” حديثها بالتشديد على دور الأهل في توجيه أبنائهم للاستفادة من أوقات فراغهم بالأنشطة الترفيهية المفيدة، وتشجيعهم على ممارسة مواهبهم.
التركيز على الأنشطة الثقافية
وعلى صعيد النشاط الثقافي، ولأن الشباب هم الفئة الأكثر أهميةً في المجتمع ولهم دور فعال في دفع عجلة التقدم إلى الأمام والارتقاء بالواقع أكثر، فهم من يبنون آمال المستقبل بسواعدهم وهِمَمِهم. لوحظ تطور للعولمة وسيطرتها على عقول الشباب؛ حيث استقطبت الكثير منهم وصرفت طاقاتهم في أشياء لا نفع لها، ولربما هذا ما تطمح إليه العولمة والرأسمالية العالمية ألا وهو إبعاد الشباب عن القراءة والمطالعة والدراسة والفعاليات والرياضة وكل ما هو مفيد، وحجز تفكيرهم في بعض الأمور التي تلقي بهم إلى حافة الهاوية، لذا يجب التركيز على النشاطات والفعاليات الثقافية والفنّية الترفيهية التي لها دور إيجابي على الفئة الشابة.
هذا ومن أبرز الأمثلة على الأنشطة الترفيهية الهادفة: “القراءة، وعزف الموسيقى أو سماعها، ومشاهدة الأفلام أو البرامج الثقافية والتوعوية، والصيد، وممارسة الهوايات والرياضة بكل أنواعها، …إلخ”.