No Result
View All Result
المشاهدات 1
إعداد/ ليكرين خاني –
في البحث عن مصدر كلمة الموسيقى يتضح أنها يونانية الأصل تشتق من “موسا”، ومعناها الملهمة، ويروي لنا التاريخ أن “جوبيتير” كان يصحب معه في جولاته تسع فتيات يلقبهن “موساجيت”، كل فتاة منهن تزاول فناً من الفنون الجميلة فكان منها: “الغناء، الرقص، الرسم، الدراما، الكوميديا، الخطابة، التاريخ، الفروسية، علم الفلك”. وكلمة الموسيقى تعني بصورة عامة الفنون، ولكن التسمية انفردت فيما بعد بمعنى لغة الألحان والعواطف.
إن قضايا الموسيقى تستمد أهميتها من أهمية الموسيقى ذاتها، كفن يعتبره أفلاطون أرفع الفنون وأرقاها، لأن الإيقاع والتوافق في يقينه يؤثر في النفس الباطنة، والحياة الانفعالية للإنسان، حيث ينعكس أثره على أعضاء الجسم وأجهزته، وقد أثبت العلم الحديث أن ذبذبات الموسيقى تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي، إذ يمكن لكل ذبذبة أو أكثر أن تؤثر على جزء ما في المخ خاص بعصب ما، فتخدره بالقدر الذي يتيح له فرصة للاسترخاء، واستجماع الإرادة للتغلب على مسببات الألم، فيبدأ الجسم في تنشيط المضادات الطبيعية والإفرازات الداخلية التي تساعد الجهاز المناعي وغيره على التغلب على مصدر الداء ومكانه.
كما توصلت دراسة علمية حديثة أجرتها الباحثة منال محمد، بمساعدة المساعد في كلية التربية الموسيقية في مصر، إلى أن الموسيقى تساعد الطفل المريض بالسرطان على التغلب على آلامه بقضاء وقت سعيد مليء بالغناء واللعب والعزف على الآلات الإيقاعية، وذلك من خلال برنامج موسيقي أعدته وطبقته على عينة من الأطفال.
كما وأوصت الباحثة مراكز ومستشفيات الأورام بإدخال الموسيقى ضمن البرنامج العلاجي للأطفال المرضى، وضرورة أن تتضمن المناهج الدراسية لشعبة التربية الموسيقية ما يؤهل الطلبة لمواجهة مختلف أنواع المرض والإعاقات.
وأكدت منال بأن سرطان الدم عند الأطفال بلغت نسبة الشفاء منه60%، ومن الممكن رفع هذه لنسبة إلى80%، في شفاء الأورام الأخرى التي تصيب الأطفال.
التفسير العلمي للعلاج: لقد أحرز العلاج بالموسيقى نجاًحاً باهراً لم يكن في الإمكان تحقيقه باستعمال الأدوية الأخرى التي تستعمل في مثل هذه الحالات.
وكانت أولى النتائج التي حققتها التجارب التي أجراها الباحثون على الإنسان لاكتشاف فعالية الموسيقى وأثرها في تنشيط إفراز مجموعة من المواد الطبيعية التي تتشابه في تركيبها مع المورفين، وهي ما تسمى بالأندروفينات.
ويعتقد هؤلاء الباحثون وهم أشهر العلماء في الولايات المتحدة، أنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق وتعميم هذا الاكتشاف الخطير الذي سيحدث تغييراً جذرياً في الآراء المعروفة عن “الكيمياء الألم” بفضل الأندروفينات، التي هي أحد أنواع “الببتيد” أي الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية وأبرز مراكز تجمعها في اللوزتين وفي الجهاز اللمفاوي حيث يحتويان على مجموعة من الخلايا التي تفرز الأندروفينات.
ولم يعد هناك أي شك في أن الألم والانفعال وكثيراً من الأمراض لها اتصال بعمل الأندروفينات التي اكتشفت عام 1972م، والتي اتضحت أن الموسيقى تساعد مساعدة جبارة على زيادة إفرازها وبالتالي على علاج الجسم وشفائه من الأمراض.
No Result
View All Result