هناك بعض الملاحظات، يجب أن يؤكد عليها الممثل المراد منه تجسيد شخصية مسرحية معينة هي:
أولاً: عند دراستك للشخصية التي ستجسدها عليك عدم التركيز على دورك فقط، وأقصد الشخصية التي ستمثلها لاحقاً، وإنما تدرسها في إطارها العام، أي علاقتها ببقية الشخصيات، وذلك من خلال قراءتك للنص بالكامل، وأكثر من مرة، وذلك لمعرفة موقع الشخصية وأهميتها ومبرراتها وهل هي إيجابية أم سلبية وطبيعة صراعها مع بقية الشخصيات، وخاصة الرئيسية، وأيضاً علاقتها بالأحداث من بعيد ومن قريب، وعلى الممثل جمع المعلومات عن النص، ومن خارجه إذا كانت شخصيات معروفة اجتماعياً، أو تاريخياً، من المصادر التاريخية والكتب المختلفة المعاصرة للشخصية وسيرتها الذاتية.
ثانياً: من عيوب الممثل المبتدئ عدم تقطيع جمل الحوار؛ يجب تقطيع الجمل وتقسيمها لمقاطع، لأنها ستنظم لك عملية التنفس، وببساطة تستطيع أيها الممثل الحفاظ على كمية الهواء المطلوبة لنطق كل جملة… لذا يجب الوصول إلى المعنى التام للجملة.
ثالثاً: بالنسبة لحركة الممثل على خشبة المسرح يجب أن تكون مدروسة بعناية إذ يقسم المسرح واقصد خشبة المسرح، إلى ستة أقسام -يمين أمام -يمين خلف -وسط أمام-وسط خلف -يسار خلف، وهذه الأقسام منها قوي، ومنها ضعيف ويستطيع المخرج المبدع تحويل مناطق الضعف إلى مناطق قوية من خلال حركة الممثل، والديكور، والموسيقا والإضاءة؛ لذلك على الممثل تنفيذ ملاحظات المخرج بالنسبة لحركته على الخشبة بشكل مطلق.
وعلينا أن نعرف بأن حركة الممثل تتغير حسب دوافع وأفكار الشخصية المسرحية وأيضاً الشعور والإحساس والعوامل النفسية لها تأثير كبير على حركة الممثل فالحركة في خط مستقيم تدل على الصرامة والصدق واتخاذ القرارات الهامة والتحدي، أما الحركة المتعرجة (التوائية) وتعني التردد والغموض، وتتدخل سرعة الحركة أو بطؤها أيضاً في توضيح الحالة النفسية للمثل، وطبيعة الموقف الدرامي، الذي يعيشه الممثل في تلك الحالة المسرحية.
رابعاً: أن أوضاع الممثل لها أهمية في توضيح دوافع الشخصية، ومنها وضع المواجهة 180درجة، وهو أقوى الأوضاع ويتخذ من خلاله القرارات المهمة للشخصية، أو توجيه خطاب للجمهور، أما الوضع الـ45 درجة يمين أو شمال، وهو أكثر الأوضاع توظيفاً على المسرح، يستخدم في الحوارات بين شخصين، أما وضع الـ90 درجة، وهو وضع البروفيل، وهذا الوضع يتوظف في مواقف التحدي بين الشخصين، والمواجهة، أما وضع الثلاث أرباع فهو ضعف المواقف ويستخدم، للإنصات إلى الشخصيات، أما وضع المواجهة الكاملة بالظهر ويوظف في مواقف الرفض.
ما قدمناه لكم هو عبارة عن أساسيات، وهي ليست مطلقة إذ بإمكان المخرج المبدع تغيير بعض الأمور، عن طريق الإضاءة أو الموسيقا أو التشكيل الحركي للممثل، وللمشهد وطريقة البناء والهدم، للتشكيل الحركي بطريقة سلسة وهادئة دون أن ينتبه المشاهدون لذلك.