قُدِّمت ألوان أدبية مختلفة بين “النثر والشعر” في ملتقى الطبقة الأدبي السابع، قصائد تجسد الواقع، وقد لوحظ اهتمام عالمي بالملتقى الأدبي هذا العام، وحضور نخبة من متذوقي الشعر وناقديه؛ لفتح المجال للقاء أدباء إقليم شمال وشرق سوريا على محاور الشعر والأدب.
انطلق ملتقى الطبقة الأدبي السابع تحت شعار “الأدب تاريخ وحياة” الذي نظمته هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة، في التاسع من أيلول الجاري على مسرح الشهيد مثنى عبد الكريم في مركز الثقافة والفن في الطبقة، بمشاركة 40 كاتباً وأديباً وشاعراً من شتى المقاطعات في سوريا عامة.
حضر الملتقى، عدد من الشعراء من مناطق شمال وشرق سوريا، وممثلون وممثلات عن الإدارة المدنية الديمقراطية في الطبقة، والمجالس المدنية والعسكرية والأحزاب السياسية، والمئات من أهالي المقاطعة.
بدأ الملتقى بالترحيب بالضيوف من عضو اللجنة التحضيرية للملتقى “عامر عناد”، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلا ذلك كلمة باسم اللجنة التحضيرية، ألقاها الكاتب “أسامة الأحمد” جاء فيها: “الأدب جنس من أجناس الفن، وهو بفائدتين، المتعة والمنفعة، فهما متعة الروح في رحلتها نحو فضاء المعنى الفسيح، فتسمو به، وتستقيم به النفس وتعلو، فإن قداسة الكلمة هي بوصلة القلم، تهتدي بها دروب البناء، من نزاهة ومسؤولية وصدق يعمر به القلب”، ثم ألقيت كلمة باسم هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة تلاها الرئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في المقاطعة “علي علايا” جاء بها: “الأدب وجدان الشعوب، والوجدان هو الذاكرة والتاريخ، وهو رئة الحاضر، يتنفس من نوافذه، وأمل مقرون بعمل من أجل غد أفضل”، واختتمت الكلمات بكلمة الإدارة الذاتية الديمقراطية التي ألقاها الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الطبقة “أحمد العمر” أشار بها : “إن التاريخ الحقيقي منبثق من الأعمال الأدبية الخالدة، وليس ما كتب بقلم السلطات، الذي يحمل تاريخها الطابع السردي الباهت، فهو لا يعبر عن مآسي وآلام وأوجاع الشعوب”.
وتخلل فعاليات الملتقى عرض سنيفيزيون عن أعمال الأديبة الراحلة “فوزية المرعي”، وبعدها تم تقديم درع التكريم لعائلة الأديبة تقديراً لما قدمته في مسيرتها الأدبية، واختلف هذا الملتقى عن سابقيه بإرسال رسائل من أدباء عالميين وعلى رأسهم الأديب والكاتب “جون ويلسون” مؤلف الكتاب المصور “الحرية ستنتصر” الذي عبر عن تضامنه وإعجابه بتجربة الديمقراطية في المنطقة، تلاها تقديم فقرة غنائية من فرقة مركز الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة، فألقى بعدها الشعراء قصائد عدة، خير الدين مرعي من الرقة قصيد بعنوان “الوصية”، ومحمود عبدو من الرقة قصيدة باللغة الكردية، وأسامة الأحمد قصيدة “وأشعل سيجارة أخرى”، وعبد القادر حمي من إقليم الجزيرة قصيدة “طفل بلا مهد”، وبشرى منصور من الطبقة قصيدة “حاء باء حب بكاء”، وأحمد اليوسف من منبج قصيدة “ابتسامة مؤجلة”.
تسعى هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة من خلال الملتقى إلى تحقيق الرؤيا الاستراتيجية لقطاع الأدب (ثورة أدبية متجددة) وإعلاء قيمة الأدب في حياة الفرد، وتعزيز حضوره في المجتمع، إضافة لتعزيز فرص التواصل الأدبي وتمكيناً للغة الأدبية بين الأدباء ودعمها في شمال وشرق سوريا لألوان شعوبها، ونظرائهم من الأدباء من مختلف المناطق.
اختلاف هذا الملتقى عن سابقيه
وعلى هامش الملتقى؛ التقت صحيفتنا “روناهي” عضو اللجنة التحضيرية “عامر عناد” الذي أشار بدوره: “إن شعار الملتقى هذا العام “الأدب تاريخ وحياة” هو تجسيد استمرارية الأدب، وحياة الأدباء، وما يكرسونه من نتاجات أدبية تجسد الواقع السوري”.
وأردف: “هذه النسخة تحمل ألواناً أدبية مختلفة من الشمال والشرق السوري، وجاءت رسائل من أدباء من خارج إقليم شمال وشرق سوريا، ومن أدباء عالميين وعلى رأسهم الكاتب مؤلف الكتب المصور “الحرية ستنتصر”، وتم إرسال الرسالة عن طريق فيديو مصور من مكان إقامة الكاتب إهداءً لهذا الملتقى”.
وفي ختام حديثه بين عضو اللجنة التحضيرية لملتقى الأدب في الطبقة “عامر عناد”: “تسعى هيئة الثقافة والفن دائماً إلى إحياء هذه المحافل والملتقيات الأدبية لأهميتها في نقل الواقع السوري ومعاناة شعوب المنطقة”.
أهمية الملتقيات الأدبية
يعد الأدب فناً تعبيرياً، وخلاصة من التجارب الإنسانية المزركشة بجمال الألفاظ والمزدانة بجلال المعاني، ولمعرفة مدى تطور شعب ما يتم النظر إلى مستوى نضجه عن طريق معرفته الأدبية، ومدى قدرة أدبائه على توضيح صورة البيئة الأدبية التي يعيشون بها.
وفي هذا الصدد؛ قالت الشاعرة “بشرى منصور” إحدى المشاركات في ملتقى الطبقة الأدبي السابع: “كانت لي مشاركات عديدة في الملتقيات السابقة، فلهذه الملتقيات أهمية ثقافية كبيرة جداً، حيث تجمع العديد من الشعراء والأدباء في إقليم شمال وشرق سوريا”.
وأشارت إلى: “الكثير من دول العالم أخذت فكرة الحرب الدموية لمناطقنا، وأننا مازلنا تحت ظلام مرتزقة داعش الدامس، ومثل هذه الملتقيات ترسل رسالة إلى العالم أجمع أننا مناطق ثقافية وحضارية متنوعة الحضارات، وبالمعرفة الأدبية”.
وأنهت الشاعرة “بشرى منصور” حديثها: “أضيف لهذا العام وجود النقاد، وممثلين عن مؤسسات النشر، هذه الإضافات كان لها دور في تبادل الأفكار والتعارف والتقارب بين جموع كتاب، وأدباء مناطق شمال وشرق سوريا”.
سعي مستمر لدعم الفعاليات الأدبية
تسعى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إلى إعلاء شأن الكتاب والأدباء وإعطاء المساحة الكافية لالتقاء الأدباء عبر العديد من المهرجانات والملتقيات والندوات على مدار العام.
وفي هذا السياق؛ نوه الكاتب والأديب في مقاطعة الطبقة “أسامة الأحمد“: “الإدارة الذاتية الديمقراطية حريصة بفعاليات مختلفة كالفعاليات الفنية والأدبية وفتح المجال لإعطاء المساحة الكافية لالتقاء الأدباء عبر العديد من المهرجانات والملتقيات، والندوات على مدار العام، هذه الملتقيات من شأنها أن ترفع من سوية الأقلام وإغناء الكاتب نفسه ودفع حركة الحركة الأدبية وحركة النشر والطباعة في شمال وشرق سوريا بالمضي قدماً نحو الأمام”.
وتابع: “هناك معان ربما أعمق من مسألة الشكليات في أداء الأديب من حيث عدد النتاجات وغير ذلك، وإنما هناك مسائل فكرية تتعلق بأعماله الأدبية نفسها والنتاجات الأدبية التي يطرحها الأديب، فهذه الملتقيات من شأنها أن ترفع عمق المواضيع الأدبية، التي تقدم من خلال هذه النتاجات”.
وفي الختام؛ أوضح الكاتب والأديب “أسامة الأحمد”: “الواقع الذي تعيشه مناطق شمال وشرق سويا في هذا الفترة عصيب جداً، خاصة وأنها تعيش العديد من أوجه العنف الداخلي والخارجي، ولكن وبالرغم من ذلك إلا أنها فتحت الأبواب أمام العديد من الأعمال عالية المستوى على الصعيدين الفني والأدبي، وهنا دور الكاتب والأديب لا يقل أهمية عن دور السلاح على الجبهات، فلطالما حققت الأقلام مستقبل أفضل لشعوبها، وكانت المنارة والضوء التي تسير به الشعوب لبناء مستقبل وغد مشرق”.
هذا وستسمر فعاليات الملتقى للثاني عشر من شهر أيلول الحالي، وستقدم العديد من النصوص الأدبية، وفي اليوم الثاني ستنظم جلسة مسائية في الساعة السابعة مساء في حديقة الرابع من نيسان في مقاطعة الطبقة، وسيختتم المهرجان في اليوم الثالث بحفل تكريم للأدباء والشعراء في قلعة جعبر، حسب ما صرح به أعضاء اللجنة التحضيرية للملتقى الأدبي.