سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المعمر بعمر 104 سنة “أثقلت كاهله معاملة مرتزقة داعش البارحة وتقاعس المنظمات اليوم”

تقرير / ماهر زكريا – مصطفى الخليل –

روناهي/ الطبقة -راضي حمود نازح من ريف مدينة حماة من منطقة عقيربات، والذي أثقل كاهله الكبر في السن، حيث يبلغ من العمر حوالي 104 سنوات، ويسكن حالياً مخيم الطويحينة.
حدثنا الشيخ الكبير بالعمر راضي حمود عن معاناته، وعما رأى من المصاعب والعقبات في مراحل حياته، ومعيشته التي هي عبارة عن الغصة والألم، لأنه وجد نفسه في نهاية الأمر في مخيم للنازحين، بعد أن عاش طوال حياته مجهداً في العمل، ليعود إلى منزله في نهاية النهار ليهنأ وينام رغم مصاعب الحياة التي كان يوجهها أثناء عمله وتنقله، ليؤمن قوت يومه لأطفاله الصغار.
مقتطفات من ذكرياته
وذكر راضي بأن وضعه الصحي الآن في حالة جيدة، نتيجة تناوله السمن العربي والحليب والتمر والعيش في البادية وتربية الإبل، حيث الحياة الصحية والمجتمع الطبيعي، ولكنه يعاني فقط من مرض الضغط.
وأشار المعمر راضي حمود بأنه من مواليد عام 1914م، من ريف حماة الشرقي قرب بلدة عقيربات، ونوه بأنه عاصر وجود الفرنسيين في سوريا، وأنه لم يواجه مأساة كما يوجهها اليوم خلال حياته على مرِّ السنين.
تحدث راضي لصحيفتنا عن ماضيه وخروجه للعمل، وعن عمله في تجارة التمر التي كان يتاجر بها من العراق، والفرحة تغمر قلبه عند تذكر تلك الأيام الخوالي، قائلاً: “كنت أخرج للعمل في شبابي بكل نشاط، وكنت أرعى الإبل وأبيع بعضها وأتاجر بالأغنام، وكنت أذهب حينها للعراق لشراء التمر والبلح وأبيعه في مناطقنا السورية، وأعود بعد سفري لأقضي عدة أيام في بيتي ومع أسرتي، كنت أشعر وقتها بالراحة النفسية، رغم أن عملي كان فيه الكثير من التعب والكثير من الغربة والسفر ولم أشعر بمثل هذا الألم يوماً من الأيام، اليوم أشعر بمرارة مختلفة هي ليست كمرارة الحزن على شخص توفى لك أو شخص سافر لمدة من الزمن، بل هي المرارة التي تفقدك حسك الإنساني أن تترك مدينتك دون سبب، فقط لأن المدافع تقصف بيتك أو الطيران يدمر حارتك. لقد تغيّرت نفوس الأهل والأقرباء، وقد تشتت الأهل”.
وعن رحلة العذاب والتشرد التي عاش بها راضي ليصل لبر الأمان أضاف قائلاً: “عشنا في ضيق شديد، ولم نعرف ماذا يجري أو أي طريق نسلك، حيث معظم المدن في مناطقنا كانت ملغمة، وكان هناك عصابات مسلحة، وبقاؤنا في تلك الأماكن هو أن تكون معرضاً في أي لحظة لتكون هدفاً لرصاصهم ضمن الحرب الدائرة في المنطقة، حيث كان الطعام قليل والأطفال يبكون والنساء أصابهنَ الأرق والتعب. عدا الجور الذي كان يقوم به عناصر من مرتزقة داعش، حيث كانت تتهم الأبرياء بأنهم عملاء ومرتدين”.
همجية داعش بحقِ العُزّل
وعما جرى للمعمر راضي في المرحلة السابقة أثناء وجوده في مناطق مرتزقة داعش، أجاب راضي: “كنت مستغرباً من وجود هكذا أناس ومن هم وما حقيقة تصرفاتهم، وكانت تجري معنا العديد من المواقف التي لا يمكن أن تضعها في قائمة التصرفات الإنسانية، مثلاً لقد تعرضت للكثير من المواقف السيئة من قبل بعض عناصر مرتزقة داعش مما جعلني أبيع كل ما أملك من الإبل والماشية لأهرب من بطشهم”.
وذكر راضي قصته مع داعش التي كانت تقتل وتنهب الأراضي من أهالي المنطقة، وكيف قطعوا عنهم الطعام والماء، ونوه بالقول: “تلقينا الكثير من المأساة على يد مرتزقة داعش، حيث كانوا يهينوننا بالمسبات والشتائم، واتهمونا بالكفر”، ومن الفظائع التي ذكرها بأنه كيف تم قتل ابن عمه بتهمة قتل عنصرين من عناصر مرتزقة داعش، وتابع راضي: “كما قام أحدهم بإهانتي وتعذيبي، إلى أن استطعت الهرب مع النازحين لحين وصولي إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية الآمنة، وأنا الآن مع زوجتي العجوز في مخيم طويحينة منذ أكثر من حوالي سنة ونصف”.
أما بخصوص المعيشة داخل المخيم يروي العم راضي بأنهم يعانون من برد الشتاء وتقاعس المنظمات عن القيام بدورها الملقى على عاتقها، ولفت قائلاً: “نعاني حالياً من ظروف الشتاء وأيامه القاسية، والعيش في هذه الخيم القديمة البالية التي لا تمنع عنه ريح الشتاء وبرده وأمطاره، فبسبب سننا الكبير لا نقوى على مقاومة هذه الظروف الصعبة، ونشكر الإدارة الديمقراطية على احتضاننا بالرغم من قلة إمكاناتها، ولكننا نشجب المنظمات التي تدّعي الإنسانية، حيث لا تقدم لنا إلا الشيء القليل”.