No Result
View All Result
المشاهدات 1
روناهي/ منبج ـ لا شك في أن المرأة في الشمال السوري عموماً، وفي منبج خصوصاً كانت غائبة في ظل سَريان الفكر الذكوري في المجتمع، وتزامناً مع تمرّد الرّجل الّذكوريّ، وتسلّطه على قراراتها وإرادتها، والتي انعكست سلباً على ممارستها في العمل، ولكن بعد ثورة روج آفا والشمال السوري وانتشار الفكر الديمقراطي في هذه المناطق تألّقت المرأة وأثبتت نفسها من خلال مشاركتها للرجل في معظم المؤسسات الإدارية والمدنية، لتأخذ مكانها الصحيح في المجتمع.
ومن النسوة اللاتي أثبتنَ مكانتهن في المؤسسات جنباً إلى جنب الرجل لخلق مجتمع سوي وديمقراطي، الرئيسة المشتركة لديوان المجلس التنفيذيّ في منبج “نورة الحامد”، حيث أجرت صحيفتنا حواراً معها لنتعرّف على تفاصيل حياتها وخطوط عملها، وحول واقع المرأة في منبج قبل وبعد انتشار فكر الأمة الديمقراطية وتأسيس الإدارة المدنية فيها، من خلال التقرير التالي:
شخصية مثابرة وناجحة منذ الطفولة
نورة حامد امرأة من منبج، منذ الطفولة كانت مثابرة في مدرستها ومُحِبة للثقافة والشعر ذات شخصية قوية، ولكن في مجتمعنا؛ حيث تتزايد المعتقدات الشرقية حول ضعف شخصية المرأة، وعدم قدرتها على الانخراط في المجتمع؛ ولأن السلطة الذكورية؛ قد كبّلت أفكارها بكثير من القيود، إذ أضحت عادات المجتمع من الأمور الواجب على المرأة عدم خرقها، لم تحظى نورة بدايةً بفرصة في إثبات نفسها، ولكن بظهور ثورة روج آفا والشمال السوري فُتِح لها المجال لتبرز نفسها ضمن الإدارة المدنية الديمقراطية كامرأة مليئة بالثقة وناجحة في إدارة عملها.
حيث تروي نورة في سياق حديثها قائلةً: “إنني سعيدة في عملي هذا؛ لأني أتفهّم معنى أن أيّة امرأة؛ إذا ما أحاطت نفسها بهالة من الثقة، فإن بمقدورها مضاعفة طاقتها بالشكل الذي ينمو بقدرة كبيرة لا يستطيع أحد إزاحتها أبداً، بل وتتحدّى كافة الّظروف والمواقف الصعبة، وهذا إنجاز كبير للمرأة التي عانت كثيراً من سلطوية المجتمع الذكوري الذي غلب عليه إقصاء المرأة وتهميشها”.
بفكر الأمة الديمقراطية استيقظت المرأة
وحول التطورات التي حدثت في منبج بعد تحريرها من مرتزقة داعش ودور المرأة الفعال وإرادتها في إثبات وجودها ضمن الإدارة المدنية الديمقراطية، أضافت نورة قائلةً: “عند النظر إلى قيام الإدارة المدنية، وتطلّع أهالي منبج للخروج من براثن حكم داعش؛ الذي أحال نهار منبج؛ إلى ليلها؛ بأحكامه التي خرجت عن كافة مبادئ الإنسانية، وانحرفت عن جادة الطريق؛ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما أن صور معاناة المرأة التي وصلت إلى كل أذنٍ واعية، وقد علِمها القاصي والداني في المناطق المتّشحة بالسواد آنذاك، ترى بأن مشروع الأمة الديمقراطيّة التي طرحها القائد أوجلان والذي كان أحد معاييره تقديس المرأة؛ بوصفها الرمز الذي تتشابه بخصائصها مع الآلهة؛ حيث برزت المرأة؛ ككائن متآله؛ استطاع فرض وجوده في كافة الأماكن، والمستويات حتى الحربية والقتالية منها ليس في منبج فقط بل في كافة أرجاء شمال وشرق سوريا، مشيرةً إلى إن وحدات حماية المرأة؛ شكلّن ظاهرة فريدة من نوعها”.
وذكرت نورة بأن الفضل يعود للإدارة المدنية في منبج والتي استوعبت آفاق الدور الحضاري للمرأة الذي جسده فكر القائد أوجلان، الذي أتاح للمرأة التغلغل في كافة الأعمال الإدارية والحربية، ومنافسة الرجل حيث مثّل عنصر المرأة نفسه في هذه الإدارة بنسبة٥٠% واستيعاب أفكارها الراغبة بالانحلال من الأفكار البالية؛ إذ تمكنت من إنشاء مجلس للمرأة، ودار للمرأة، ومجلس المرأة السورية، وغيرها؛ وكلّها تُعنى بشؤون المرأة من خلال تصميمها على العمل، وإثبات قدرتها فيه.
نجاح حقيقي ورؤى حكيمة
أما حول شخصية نورة ضمن الإدارة، فترى أنها مميزة من كونها اخترقت عوالم من هيمنة النظرة الدونية للمرأة قائلة: “أشعر بثقة زائدة بنفسي، وذلك أراه في قراراتي تجاه أبرز المعاملات الرسمية التي تجعلني أتعامل معها بواقعية”، ونوهت بأن هذا العمل أتاح لها الفرصة في صنع علاقات موسّعة لاستيعاب أعقد القضايا وحلّها بالتروّي، والحكمة من خلال حدود لازمة لكلِّ شيء، إذ إنها تقدم الأجندة الأكثر أهمية وذلك في الوقت المناسب، ثم الأقلّ منها حرصاً على تقديم المصلحة العامة.
واختتمت نورة حديثها: “قد تواجه المرأة في الشمال السوري في مرحلة إثبات نفسها صعوبات جسيمة، بسبب الظروف الصعبة التي عشناها خلال الذهنية البعثية ومن ثم أيام الحرب التي عاشتها البلاد وخلال حقبة داعش، وليس بالأمر اليسير القضاء على الذهنية المتشددة وتذليل كافة العقبات بخطوة واحدة، وخاصةً إن الطريق طويل وشاق، ويحتاج إلى عمل دؤوب متوازن مع الذات متحرراً من السلطوية الذكورية، ولكن كل تلك العقبات سوف تتلاشى من خلال العمل الجماعي، وذلك بالاجتماعات الصادرة عن إدارة جماعية خاصة بالقضايا التي تتعلّق بالمرأة؛ ومنح المرأة جرعة زائدة من الثقة، وتصحيح أخطاءها”.
No Result
View All Result