إن المرأة هي دائماً الأكثر تأثراً بالأزمات والصراعات خصوصاً في جغرافيَّة دول الشرق الأوسط وأنظمتها التي أُسست على الإنكار والتهميش.
فالمرأة، في سوريا، كانت تعاني من العنف والظلم والاضطهاد، وما زالت تتعرض للتهميش والحرمان من حقوقها نتيجة العقلية الذكورية التي تحكمت بها عبر العادات والتقاليد السلبية التي تواجهها من خلال فرض عادات خارجة عن إرادتها كالزواج المبكر وتعدد الزوجات و(الحيار) وحرمانها من الميراث، ورغم أنها استطاعت إنجاز مكتسبات مهمة على الصعد السياسة والعسكرية والدبلوماسية والثقافية، لكنها ما تزال تحتاج إلى المزيد من النضال والعمل في وجه العادات والتقاليد المُكبِّلة لحقوقها.
فيما استطاعت المرأة خلال ثورة “روج آفا” أن تلعب دورها في شتى المجالات، وتمكنت من ترك بصمة مميزة في الثورة من خلال تنظيمها، فلعبت في الحياة بكل ثقة وإرادة، وأثبتت قدرتها العملية وجدارتها في حماية الوطن والمجتمع، وساهمت بنقل المجتمع نحو التطور والتقدم من خلال مقاومتها لكافة الضغوطات الحياتية التي كانت تُقيّدها وتُهمّش وجودها، وبعد تأسيس مؤسسات المرأة برزت المرأة بشكلٍ أكبر في الإدارة وقيادة المجتمع، ونجحت في الدفاع عن ذاتها، وأخذت مكانتها في كل المؤسسات حتى أصبحت العماد الرئيسي لهذه الثورة ولاتزال مستمرة في نضالها للحفاظ على مكتسبات ثورتها.
وهذا ما يُفسر ربما تعرضها للهجمات اليوميّة من قِبَل الاحتلال التركي؛ حيث إن هذه الهجمات مرتبط بارتباط المرأة في “روج آفا” بالفلسفة والإرادة الحرة فأصبحت رقماً صعباً وتستطيع أن تُغيّر الواقع والمجتمع؛ وذلك بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي جعل من المرأة في روج آفا مثالاً تحتذي به نساء العالم أجمع.