روناهي/ قامشلو- لعبت الإدارة الذاتية الديمقراطية دوراً كبيراً منذ تأسيسها في تغيير المجتمع ولاحظنا تطور دور المرأة ما قبل الثورة وما بعدها بإثبات عملها أكثر فأكثر، بالإضافة إلى صدور قوانين خاصة بها، فنضال المرأة لن يكتفي بهذا القدر من الإنجازات بل سيستمر بالتقدم في العمل هذا ما أكدته لنا الإداريات في مؤسسات الإدارة الذاتية.
شهدت سوريا عموماً ومناطق الشمال والشرق السوري خصوصاً منذ اندلاع الثورة بظروف صعبة وحصار، فجاء إعلان الإدارة الذاتية في الواحد والعشرين من كانون الثاني 2014م في إقليم الجزيرة كخطوة تشاركت فيها جميع شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان وغيرهن، لإعادة تنظيم المجتمع وإدارته وتقديم الخدمات.
وقد برزت في هذه الإدارة مشاركة المرأة، فليس هناك مؤسسة تابعة للإدارة الذاتية إلا وللمرأة مكانة فيها، هذا عدا تشكيل هيئة خاصة بها تعنى بشؤونها من جميع النواحي.
فيصادف 21/1/2019 الذكرى السنوية الخامسة على تشكيل الإدارة الذاتية فكانت لصحيفتنا روناهي لقاء مع العديد من الإداريات في المؤسسات الإدارة الذاتية لتقييم أعمالهن ضمن الإدارة الذاتية بعد مرور خمسة سنوات.
بتقدمها ستبني مجتمع ديمقراطي حر
وفي البداية ألتقينا مع نائبة الرئاسة المشتركة في هيئة التربية والتعليم زهرة علي فتحدثت قائلة: “نفتخر بهذا اليوم العظيم الذي أُعلن فيه تأسيس الإدارة الذاتية في ظروف صعبة ورغم ذلك استطاعت الإدارة إثبات ذاتها في تغيير المجتمع ودعمه مقارنة مع السنوات الماضية، ولم تتوقف الإدارة عن عملها البت بل كانت تفتح مؤسسات تابعة لها حال تحرير المناطق من المرتزقة”.
وأكدت زهرة بأن هدفهم من تأسيس الإدارة الذاتية هو بناء مجتمع ديمقراطي وأخلاقي حر.
نوهت زهرة بأن للمرأة دور كبير في الإدارة الذاتية وبان ذلك بشكل ملحوظ فأصبحت منارة تنير درب الأجيال القادمة وقد أثبتت ذلك بجدارة فنظام الرئاسة المشتركة والذي تم تطبيقه في جميع مؤسسات الإدارة الذاتية لا يوجد له مثيل في العالم أجمع ومن خلال هذا النظام ساهمت المرأة في الرقي بالمجتمع.
وأكدت بأن للمرأة لها الدور الأساسي في المجتمع فهي الحجر الأساس وقالت بأن حرية المجتمع تبدأ بحرية المرأة فكما قال سقراط: “إذا ثقفت رجلاً فأنك ثقفت فرداً، وأن ثقفت امرأة فأنك ثقفت مجتمع بأكمله”.
واختصرت زهرة حديثها في الختام: “لن نستطيع التعبير عما أنجزته المرأة وتضحيتها في السنوات الأخير فقد أصبحت القيادية التي كسرت كافة القيود للتخلص من النظام السلطوي والذهنية الذكورية وتطبيقها لفكر الأمة الديمقراطية”.
على المرأة انتهاز الفرصة التاريخية
وفي السياق ذاته ألتقينا مع الرئيسة المشتركة لبلدية قامشلو غربي زوزان ابراهيم وأوضحت رأيها قائلة: “كانت المرأة البدائية لثورة روج آفا وشمال سوريا هو الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية وتشكيل الهيئات التابعة لها وبالنسبة للمرأة صار لها قوانين خاصة بها تحمي حقوقها من جميع النواحي”.
وشددت زوزان بأن المرأة لعبت دورها كإدارية وسياسية وغيرها على مستوى الشمال والشرق السوري، فنضال المرأة لن تكتفي بهذا القدر من الإنجازات بل ستستمر بالتقدم في العمل.
ووجهت رسالتها إلى جميع النساء “يجب على المرأة إثبات نفسها أكثر فأكثر وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية فهذه الفرصة لا يكررها التاريخ ويجب علينا أن لا نضيع هذه الفرصة فالثورة هي ثورة المرأة كما ذكر قال القائد عبد الله أوجلان”.
عصر جديد بدأ بتشكيل الإدارة الذاتية
ومن جهة أخرى التقينا مع العضوة في هيئة التربية والتعليم فريدة إبراهيم والتي حدثتنا قائلة: “نبارك هذا اليوم العظيم الذي بدأ بعصر الجديد والتي نالت فيها المرأة حريتها أكثر، وذلك بعد الإعلان عن تشكيل الإدارة الذاتية فأثبتت مكانتها ولعبت دور مهم في جميع المؤسسات، فالمرأة قادرة على الإنجاز متحدية كل الصعوبات فشخصية المرأة اثبتت نفسها من ناحية تنظيم نفسها وعلى كافة الأصعدة والمجالات لتشارك في مجتمع يتماشى مع الحضارة والثقافة”.
وتابعت فريدة بأن إرادة الشعب كان الساند الأساسي لبناء أساس لتشكيل الإدارة الذاتية بالإضافة إلى بطولات قواتنا (YPK- YPG) والذي يقمن بواجبهن دفاعاً عن أرضهن للتخلص من المرتزقة، فالمرأة ساهمت في جميع المجالات وبخاصةٍ في المجال العسكري فقد استشهدت الآلاف من المقاتلات في صفوف وحدات حماية المرأة وذلك لحماية وطنهن.
واختتمت فريدة قائلة: “بعد مرور سنوات على تأسيس الإدارة الذاتية نرى أن إنجازات المرأة عظيمة ونقلة نوعية في حياتها، ويعود هذا الإنجاز إلى ما وصلت إليه المرأة من حرية في عملها وزيادة وعيها الفكري وثقتها بنفسها”.