روناهي/ الشهباء- أكدت النساء في الشهباء بأن ما يفعله المحتل التركي مجرد من الأخلاق والإنسانية وعلى المجتمع الدولي محاسبته على جرائمه، مشددات على أن المرأة ستكافح من خلال تسلحها بفكر القائد حتى تُفشِل المشروع التركي العنصري.
تستمر حكومة العدالة والتنمية التركية بانتهاكاتها بحق المرأة في تركيا وباكور كردستان من قتل واعتقال وسجن وتعذيب النساء لأنهن ناشطات في المجتمع المدني أو يدافعن عن حقوق الإنسان أو يمتلكن رأي حر، فتاريخ تركيا حافل بالانتهاكات بحق المرأة فهنالك آلاف النساء المعتقلات في السجون التركية يتعرضن للتعذيب بسبب مواقفهن الرافضة للظلم والاضطهاد، ففي تركيا وباكور كردستان الرأي الحر يعتبر جريمة، وكذلك تخطى جرائمه إلى الأراضي السورية فارتكب أبشع الجرائم بحق نساء سوريا في المناطق المحتلة.
وصدر تقرير عن مركز (النسمات) تحت عنوان مأساة المرأة في تركيا بين السجن والتشرد بشهر شباط 2019 وجاء فيه: “حكومة العدالة والتنمية قامت في أعقاب أحداث 2016 باعتقال أكثر من 18ألف امرأة شملت كل فئات المجتمع من ربات بيوت إلى صحفيات ومعلمات وأكاديميات وطبيبات ومهنيات بلا أي سند قانوني”. كما تعد النساء الكرديات والمدافعات عن حقوق الإنسان هن الأكثر تعرضاً للقمع، أما في الشمال السوري لم يتوقف المحتل التركي عن انتهاكاته بحق المرأة، حيث ارتكب العديد من الجرائم بشكل متعمد من قبل مرتزقتها مما تسمى بالجيش الوطني السوري، مثل عملية اغتيال الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف إبان الهجوم على شمال وشرق سوريا حينما قاموا باغتيال المناضلة هفرين بطريقة وحشية، ولازالت انتهاكاته مستمرة بحق المرأة في المناطق التي احتلها، حيث تعاني المرأة من القمع ويتم إهانتها والغاية من ذلك هو كسر إرادة الشعب المقاوم والرافض للاحتلال والتسلط، وإرادة المرأة الحرة، وأكبر دليل هو ما يجري في عفرين فهنالك حملات اعتقال تعسفية بشكل دائم وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي كما هنالك العديد من حالات الاغتصاب الجماعي والزواج من الفتيات القاصرات دون رضاء عائلاتهن.
وفي كوباني التي لم يستطع المحتل احتلالها رأينا مؤخراً كيف قامت طائرتهم المسيرة باستهداف منزل بشكل متعمد في قرية “حلنجة” وجراء القصف تم استشهاد ثلاثة نساء في المنزل.
“هدف المحتل الأول هو كسر إرادة المرأة”
وخلال استطلاع للرأي حول هذا الموضوع قامت صحيفتنا بجولة ميدانية، حيث التقينا مع المدرسة نسرين محمد التي تحدثت قائلةً: “تركيا تستهدف المرأة الحرة لأن حرية المرأة تعني دمقرطة المجتمع فحكومة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان تخشى كل المشاريع الديمقراطية، ولهذا تقوم بمحاربتها لأنها تتناقض مع أطماعها التوسعية والسلطوية، كما أن تشجيع ومساندة الحكومة التركية للمرتزقة في عفرين بقمع النساء وقتلهن، لم تحدث بالصدفة بل هي بمثابة رسالة من المحتل للمرأة والمجتمع وهي بقاء المرأة بعيدة عن كل فكر وإرادة حرة لتكون تحت هيمنتهم، كما أن مجزرة حلنجة في كوباني هدفها الأول كان لكسر إرادة المرأة وحجب حريتها”.
وختمت نسرين محمد حديثها بالقول: “نحن النساء الكرديات سنواصل النضال على درب المقاومة حتى نرفع أصواتنا ونقف في وجه تلك الجرائم، فالمرأة لم تخلق لتكسر، كما إننا نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف هذه الجرائم”.
المرأة ستزداد تصميماً..
وفي السياق ذاته حدثتنا زلوخ مصطو قائلةً: “ندين ونستنكر العنف الممنهج الذي يطبقه جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على نساء عفرين من قتل وسجن واغتصاب وتعذيب في معتقلاتهم فهذه التصرفات البعيدة كل البعد عن الأخلاق والأعراف الإنسانية، لن تكسر إرادة المرأة بل ستجعلها أكثر تصميماً على النضال من أجل إعلاء صوتها وليكون لها دور في بناء المجتمع عبر ما تمتلك من إرادة وفكر حر يمثل هوية المرأة”.
وأضافت زلوخ مصطو بأن المرأة الكردية ستسعى لإيصال صوتها للعالم عبر جميع السبل التي تمتلكها حتى يتم تحريرها.
مجازر يجب محاكمة مرتكبيها
كما أشارت في خضم الموضوع شيراز محمد بالقول: “نحن نساء عفرين في الشهباء هجرنا من عفرين قسراً بسبب الانتهاكات التي كانت تطال الأهالي وبالأخص المرأة، فهنالك المئات من النساء معتقلات في سجون عفرين من قبل المحتل التركي ومرتزقته، ولا معلومات عن بعضهن، وهنالك حالات اختطاف بشكل متكرر واغتصاب أمام مرأى ومسمع العالم، كما إننا ندين ما قامت بها تركيا من استهداف منزل في قرية حلنجة حيث استشهد جرّاء ذلك ثلاثة نساء عن طريق الطيران المُسيّر الذي يتم استخدامه في الحروب، وهذا منافي لجميع الأعراف والأخلاق الإنسانية، فحكومة العدلة والتنمية مدانة بارتكابها مجازر ويتوجب محاكمتها في محكمة دولية”.
وأكدت شيراز محمد بأن المرأة التي تسلحت بفكر وفلسفة القائد آبو ستكافح وتناضل لتفشل المشروع التوسعي الديكتاتوري والعنصري الفاشي التركي.
واختتمت شيراز بأن المرأة صاحبة إرادة وفكر وأثبتت في ظل المشروع الديمقراطي ضمن الإدارة الذاتية بأنها قادرة على ردع العدو ومصممة على تحرير المجتمع من براثن أردوغان راعي الإرهاب.