سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المرأة الريفية تُدير الأزمة الاقتصادية بالكد والتعاون

أكدت عائشة أمين بأن المرأة الريفية استطاعت إدارة الأزمة الاقتصادية باعتمادها على تربية الماشية، مشيرةً بأن المشاركة والتعاون بين كافة النساء تزيد من جمال الحياة الريفية وتميزها.
تعد تربية الماشية في المناطق الريفية عملاً أساسياً تقوم به النساء من أجل المحافظة على تراثهن والنهوض باقتصاد مجتمعهن. المساهمة القيمة التي تقدمها المرأة الريفية في التنمية يزيد الاعتراف بدورها في ضمان استدامة الأسر والمجتمعات الريفية، وتحسين سبل المعيشة لتتحمل أعباء العائلة.
عائشة أمين البالغة من العمر 54 عاماً إحدى نساء قرية بيزارة التابعة لمدينة الحسكة، اتخذت من تربية الماشية عملاً لها، وقالت لوكالة JIN NEWS بأن المرأة انخرطت فعلياً في ميادين العمل المختلفة, وتساهم بشكل بارز في تقدم المجتمع واقتصاده.
جمال الحياة الريفية يكمن في المشاركة
وأكدت عائشة على أن جمال الحياة الريفية تكمن في المشاركة والتعاون في تربية الماشية، وأضافت قائلةً: “منذ صغري وأنا أقوم بتربية الأغنام، أمتلك الآن 33 رأساً من الغنم، جميع من في القرية يملكون أغناماً، نقوم بمساعدة بعضنا من خلال جمع الأغنام مع بعضها وتعيين شخص من أجل رعايتها في البرية”.
وأوضحت عائشة بأنه عند سماعها صوت أجراس الأغنام تعلم بأنها عادت إلى المنزل؛ فتقوم بتحضير العلف والماء لهم، وتابعت : “كما أن سماع صوت أجراسها يجلب الفرح والبهجة، وهذا الصوت يعني لي الكثير، ومن خلال عملي في تربية الأغنام استطعت إعالة أطفالي السبعة”.
أهمية تربية الأغنام وكيفية الاستفادة
وأشارت عائشة إلى أهمية تربية الأغنام وكيفية الاستفادة من رعايتها، وقالت: “أكثر الأشخاص حظاً في ظل الأزمات الاقتصادية من يمتلك الأغنام، فنحن نستفيد من حليبها، وحتى صوفها وجلدها. نحن نمر بأزمة اقتصادية. لكن؛ بفضل عمل المرأة وحفاظها على تراثها لم تستطع هذه الأزمة التأثير على المناطق الريفية؛ لأننا نستخلص المواد الأساسية والمستلزمات المعيشية من خلال تربية المواشي والعمل في زراعة الأراضي وإعداد خبز التنور”.
وتعمل النساء في المناطق الريفية على صناعة الجبن واللبن والسمن من حليب الأغنام، ويستخدمن جلود الأغنام في صنع “شجوة” وهو وعاء يضعن فيه حليب الأغنام ويتم هزه يدوياً حتى يتحول الحليب إلى زبدة، كما يعملن على تربية الدواجن، وإعداد الأرض والزراعة والقطاف.
دور المرأة الاجتماعي والإنتاجي
تعمل المرأة الريفية في أعمال الحقل ورعي الأغنام والماشية، كما أنها تساهم في زيادة دخل العائلة وتحسين مستواها المعيشي, وبذلك فهي تؤدي دورها الاجتماعي والإنتاجي.
وتابعت عائشة حديثها بالقول: “في الصباح الباكر تنهض جميع النساء من أجل القيام بأعمالهن، منهن من يحلبن والأخرى تخبز، كما وتقوم بالزراعة. يكمن جمال الحياة الريفية وتميزها في مساعدة النساء لبعضهن البعض”.
وعن كيفية تحمل المرأة الريفية مسؤولية إعالة ذاتها وعائلتها قالت عائشة: “اتخذت من تربية الماشية عملاً خاصاً بي وذلك لإعالة عائلتي ودعمها مادياً، كما أنني بذلك أساهم في النهوض بالمجتمع اقتصادياً”.
وناشدت عائشة في ختام حديثها جميع النساء بتقوية روح المساعدة والمساهمة في إيقاف هذه الأزمة الاقتصادية من خلال زراعة الخضروات وتربية الحيوانات.
وتمثل النساء النسبة الكبيرة من القوى العاملة الزراعية، ويمارسن الجزء الأكبر من المساهمة في الإنتاج الزراعي وإدارة الأراضي، وتأمين المستلزمات المعيشة من المواد الغذائية، فضلاً عن إسهاماتهن في بناء القدرات على التكيف مع المناخ.