سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المرأة.. الحياة.. الحرية

 استيرك كلو_

نُحيي الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” التي لاقت روحاً ثورية في كافة أرجاء العالم وجمعت النساء تحت سقف هذه الفلسفة التي صاغها القائد عبد الله أوجلان كفلسفة للحياة الحرة. كثيرة هي الآراء والتحليلات عن مكانة المرأة ودورها في الحياة، ولكن لم تتجاوز سياسة التهميش والإبادة تحت ظل سياسة الدولة والسلطة التي تعاظمت على حساب عبودية المرأة، والتي أودت بها إلى درجة القبول بها طوعاً.
 من أكثر السياسات التي تطورت في زمن الحرب والتي نُسميها بمرحلة الحرب العالمية الثالثة كانت سياسة الإبادة ضد حرية المرأة، التي تصاعدت وتيرتها، وتحولت المرأة بفكرها ووجودها إلى قوة ثورية راديكالية ضد سياسة الهيمنة الأبوية، التي حاولت من خلال سياسات الإبادة دوماً تصفية الحقيقة القائمة ما بين الحياة والمرأة والحرية. لدى فصل الرجل عن هذه العلاقة الوطيدة ما بين المرأة والحياة، فقدت الحياة معانيها وتوجه المجتمع نحو الحضيض في ظل هيمنة السلطة الدولتية والمركزية التي تربعت على عرش ثقافة الآلهة التي خلقت على أرض ميزوبوتاميا بنهريها دجلة والفرات.
 لدى البحث في قضية علاقة المرأة بالحياة والحرية، يجب عدم التغافل عن مكانتها في مسيرة الحياة المجتمعية عموماً، فإذا كان المجتمع متأزم ويعاني قضايا حياتية لا يمكن البحث هنا عن حرية المرأة، وإذا كانت المرأة تُقتل وتُغصب وتُسجن يومياً تحت نيران المركزية الأبوية، لا يمكن الحديث عن مجتمع حر. القضية لا تكمن في حرية الجنس التي وصلت إلى درجة الاتجار وأصبحت سيدة السلع، بل في كيفية التصدي لهذه السياسة المبنية على أساس تصفية وإبادة المجتمع عبر إبادة المرأة. لدى الإمعان في مضمون قضية حرية المرأة، سنصل إلى عمق الحياة الحرة.
إن قيام الآلاف من النساء في أرجاء العالم من روجهلات كردستان وإيران إلى الهند وأوروبا، يشير إلى مدى ارتباط المرأة بالحياة، فلا يمكن التفكير بحياة حرة من دون تحقيق حرية المرأة، وهذا بحد ذاته من الأسباب التي تهدد عرش النظام السلطوي المهتز في هذه المرحلة. الشيء الملفت للنظر في جميع هذه الانتفاضات هو اللغة الواحدة كقاسم مشترك رغم اختلاف الأعراق وهذا بحد ذاته يدل على أمة المرأة وضرورة تحويل هذه الأمة إلى نظام حياتي على خلاف النظام الدولتي الذي يتغذى على استعباد المرأة وتهمشيها.تصاعدت الهجمات على أمة المرأة ومحاولات إبادتها تحت ظل النظام الدولتي، وذلك نابع من تصاعد جبهة النساء على الصعيد السياسي والعسكري والاجتماعي، ليكون سداً منيعاً ضد هذه الهجمات، لا يمكن لأي امرأة أن تقبل بما تعيشه المرأة الغزاوية، وتهز وجدان جميع النساء في الهند تجاه الطبيبة التي تعرضت للتصفية بأبشع الأشكال، ولهذا نشاهد ارتفاع صوت الانتفاضة رغم جميع العقبات التي كلفت وتكلف أرواحهن، وهذه الانتفاضة هي بيت رحم الذهنية الديمقراطية. انتفاضة المرأة.. الحياة.. الحرية”، جواب لسؤال كيف نعيش ولماذا نعيش؟ حطمت هذه الانتفاضة التي اندلعت بروح جينا أميني جدار الخوف ضد كافة الممارسات اللا أخلاقية التي تتعرض لها النساء في كل مكان، وكردستان كانت نقطة انطلاق هذا الشروق الذي دفع الملايين للانضمام إلى هذه المسيرة وبصوتٍ واحد “المرأة الحياة الحرية”.