روناهي / الشهباء- تحت شعار “بروح مقاومة العصر سنصعّد نضال المرأة الإيزيدية”، انطلقت فعاليات الكونفرانس الثاني لاتحاد المرأة الإيزيدية في مقاطعة عفرين وحلب، وذلك في مخيم سردم بمقاطعة الشهباء، والذي حضره عدد من ممثلات نساء شنكال، وممثلات من مدينة حلب والمئات من نساء عفرين الإيزيديات، بالإضافة لممثلات عن مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومؤتمر ستار.
انطلقت فعاليات الكونفرانس الثاني لاتحاد المرأة الإيزيدية في مقاطعة عفرين وحلب، وذلك بتقديم أطفال الإيزيديين دعاءً دينياً حسب المعتقدات الدينية الإيزيدية، ثم رحبت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإيزيديين في عفرين سعاد حسو بالضيوف والمشاركات، وأشارت إلى أهمية الاجتماع في ظل ما تشهده عفرين من إبادة وانتهاكات من قِبل جيش الاحتلال التركي.
وأشادت بفكر وفلسفة القائد الأممي عبد الله أوجلان، الذي بفضل فكره تحولت ثورة روج آفا إلى ثورة المرأة، وأكدت على مواصلة النضال ورفع وتيرة المقاومة والوقوف في وجه سياسة الإبادة والإمحاء بحق الإيزيديين، كما عرض خلال الكونفرانس سنفزيون حول المرأة الإيزيدية.
التأكيد على تكوين الشخصية الحرة للمرأة
وفي صدد أهمية إقامة هذا الكونفرانس في هذا الوقت قالت عضوة البيت الإيزيدي في حلب روشين موسى لصحيفتنا، بأن هذا الكونفرانس هو الثاني من نوعه، ويهدف إلى تنظيم المرأة وتجميع قواها، بهدف مجابهة ما يمارس ضد المرأة الإيزيدية والمجتمع الإيزيدي من إبادات وفرمانات.
وأشادت روشين بالنقاشات التي دارات خلال الكونفراس، وأكدت بأن نضال المرأة الإيزيدية هو استمرار لنضال الشهداء، وتابعت قائلةً: “تركزت النقاشات على الأمور التنظيمية وآلية تنظيم الجهود كافةً؛ لإظهار موقف حر وموحد للمرأة الإيزيدية في هذه المرحلة الحساسة”.
وبالطبع لم يغب ما يحدث في عفرين من انتهاكات ضد الإيزديين في ظل الاحتلال التركي، ولكن لم يطرح الكونفرانس إحصائية دقيقة لهذه الانتهاكات، وأشارت روشين موسى والتي انتخبت عضوة بالديوان مع أربعةً أخريات لإدارة الكونفرانس، بأن المجتمع الإيزيدي في عفرين عانى الويلات من الاحتلال التركي وتم حرق المزارات المقدسة، وتم مناقشة هذا الشيء في الكونفرانس، لكن بقي هناك تقصير من الناحية التوثيقية.
وتخلل الكونفرانس الذي ناقش الأمور التنظيمية الخاصة بالاتحاد والمصاعب التي تواجهها، كلمةً للرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي لفيدرالية شمال سوريا هدية يوسف، أشارت فيها إلى أن المرأة هي التي تواجه الإبادة في كل المجازر والهجمات التي يقوم بها أعداء الشعب الكردي، كونهم يعلمون بأن المرأة هي أساس بناء المجتمعات وأنها القيادية في الثورات، وبقوتها ينتصر الشعب.
ونوهت هدية إلى أن المرأة في ثورة روج آفا حررت نفسها وباتت منظمة وأزالت عن نفسها الظلم، وأثبتت قوتها ومكانتها في كافة مجالات الحياة”.
وأكدت هدية بأن النساء الإيزيديات وخلال هذا الكونفرانس يرسلن رسالة قوية لأعداء الشعب الإيزيدي والراغبين بإمحاء الشعب الكردي؛ يؤكدن فيها بأنهن موجودات وصامدات ولن يستسلمن.
“عفرين ستتحرّر بتنظيم المجتمع”
وفي لقاء خاص لصحيفتنا مع الناطقة باسم وفد نساء شنكال شمرا رمو، التي نوهت قائلةً: “إن المرأة الإيزيدية لم تعرف تنظيم صفوفها قبيل الغزو التكفيري من قبل مرتزقة داعش على شنكال”، ولكن مع مجيئ تلاميذ القائد آبو، تغير الحال، حيث تم حماية الإيزيديين وتم تنظيمهم ليديروا أنفسهم، وهنا تعرف المجتمع الإيزيدي عامةً والمرأة خاصةً على أهمية التنظيم والفكر الحر”.
وأكدت شمرا لصحيفتنا بأن المرأة في روج آفا تتمتع بقوة التنظيم والمضي في النضال، لذا لن يكون هناك شكاً في إن نضال المرأة سيخدم قضية تحرير عفرين، مشيرةً إلى أن تحرير عفرين والمجتمع الإيزيدي هو قضية وقت فقط.
ودعت شمرا كافة النساء من الإيزيديات وغيرهن لمساندة شعب عفرين في الداخل الذي ما زال يناضل هناك، متمنيةً أن تشارك هي الأخرى في تحرير عفرين، ويذكر بأن شمرا رمو كانت مع وفد من أهالي شنكال قد زارت عفرين لمساندة مقاومة العصر العام المنصرم أثناء العدوان التركي على المدينة.
هذا وناقش الحضور نشاطات وفعاليات الاتحاد خلال عام، وتطرقت النقاشات إلى ضرورة حماية النساء لأنفسهن من مشاكل وعوائق النزوح وعدم التخلي عن مبادئ وأخلاق فلسفة المرأة الحرة، وبشكلٍ خاص المرأة الشابة، بالإضافة لتنظيم الفعاليات والنشاطات بين المؤسسات النسائية في المنطقة، وتفعيل مشاريع تساهم في إبراز دور المرأة في مقاومة العصر.
بعدها انتخبت 3 عضوات لمنسقية اتحاد المرأة الإيزيدية في مقاطعة عفرين؛ وهن “عائشة سيدو ومريم جندو وفي مدينة حلب رانيا جعفر”، اللواتي عاهدن بدورهن على أداء المهام الملقاة على عاتقهن وخدمة النساء الإيزيديات.
لتُختتم أعمال الكونفرانس بإصدار بيان ختامي تضمن شرحاً لأعمال الكونفرانس وأبرز القرارات التي تم اتخاذها وسط التأكيد على الاستمرار في المقاومة ضد الاحتلال والسياسات الهادفة لإمحاء الثقافة الكردية، فيما تعالت الهتافات التي تحيّي مقاومة المرأة.