من عبور مسارات الحواجز، وشد الحبل بشكل سريع إلى إطلاق النار بأسلوب القناصة، يمكن لعضوات أول فريق نسائي تكتيكي تخصصي للعمليات الخاصة (سوات) بشرطة دبي القيام بكل شيء. وترتدي عضوات الفريق الإماراتي المؤلف من 11 امرأة زيهن الأسود، ومعدات الحماية، ويؤدين تدريبات الفريق بشكل يومي منذ تشكيله في الشهر الماضي، ووسط توقعات، بأن يقتحمن أبوابا موصدة لإنقاذ رهائن، يتركز تدريب فريق سوات النسائي على تعزيز اللياقة البدنية ومهارات الرماية.
ويوضح ذلك الملازم أول في شرطة دبي ياسر الزرعوني: “في التمرين يكون التركيز على اللياقة البدنية العالية جدا وهذا أهم شيء يمكن أن يصل إليه المتدرب، وبعد ذلك مهارات الرماية، فيجب أن يكون هناك توافق بين الرماية وبين اللياقة، لأن عنصر المداهمة والعمليات الخاصة، ينبغي أن تكون لديه مهارات رماية عالية جدا (دقة في الرماية)، وتكون لياقته عالية، وجاهزا لأية مهمة سواء ميدانية حقيقية، أو حتى بطولة”.
جهد كبير لتخطي الصعوبات
ومع ذلك لم تكن رحلة تشكيل هذا الفريق النسائي سهلة، إذ يخشى الكثير من الأهالي انخراط بناتهم في مثل هذا المجال من العمل الأمني. وعن ذلك تقول لطيفة السلمان، الملازمة وعضوة فريق سوات: “أول من أعلمتهم، أني سأنضم إلى فريق سوات هم أهلي، أمي كانت ضد الفكرة، كانت متخوفة كثيرا، خاصة أن العملية محتاجة إلى سرعة ودقة ورماية، لكن الحمد لله استطعت أن أقنعها، وأثبت لها أنني بحجم المسؤولية والمكان الذي أنا فيه”.
وتقول عضوات الفريق، اللاتي يبذلن جهدا كبيرا بدنيا ونفسيا، إن رحلتهن تؤتي ثمارها. وأضافت لطيفة السلمان: “الشيء الذي تغير بداخلي هو أن ثقتي بنفسي زادت، وأصبحت أشعر أنني أستطيع القيام بأي شيء. تريدونني أن أنزل البرج؟ ليس عندي مشكلة، أتسلق برج خليفة، أنا جاهزة. يعني الثقة زادت عندي”.
“المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع”
وقال والدها عبد العزيز إبراهيم حسين السلمان: “هذا القرار، الذي اتخذته لم يكن فيما يتعلق بي مفاجئا، لأنني أعرف طبيعة لطيفة، إنها تحب الأشياء الجديدة، وتحب المغامرة. كان الأمر جديدا للعنصر النسائي أن يدخل السلك الأمني لكن ما ساعدنا وساعد لطيفة أن شرطة دبي من الجهات، التي تدعم المرأة في المجال الأمني”.
وبينما تأخذ نفسا عميقا وتمسك بحبلها بقوة، تقفز الرقيب شيخة علي عبد الله خلال جلسة تدريب شد الحبل. وانضمت إلى شرطة دبي قبل سبع سنوات، وهي تشجع النساء الأخريات على الانضمام إلى شرطة الإمارة.
وقالت شيخة علي عبد الله لتلفاز رويترز: “أنا أشجع أي بنت تميل إلى الأمور الميدانية، وترى نفسها رياضية وتحب الرماية، ولديها قوة تحمل، على عدم التردد في الانضمام إلى هذه الفرق، وهذا العمل العسكري الميداني، لأنه يغير كثيرا من شخصية الإنسان، ويجعل الإنسان ملتزما أكثر، يطور ويتغلب على أشياء كان يخاف منها، تحديات وصعوبات”.
وعن عملها ضمن أول فريق نسائي تكتيكي، وتخصصي للعمليات الخاصة بشرطة دبي، قالت الملازمة عفراء النعيمي: “يمكن أن أصل إلى هذه المرحلة، أخاطر بحياتي لماذا؟ لأن اليوم دور المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، دورها كبير وهناك أمور جمة يمكن أن تقوم فيها المرأة، وطبعا اليوم جئت إلى الدوام والتمارين لأضع حياتي في خطر، فالخطر موجود، ونحن على قدر المسؤولية”.