روناهي/ الحسكة ـ التعليم هو عملية معرفية منظمة تكسب الفرد مهارات لغوية وكتابية تتجسد في غرس القيم الأخلاقية والثقافية والاجتماعية والتاريخية للمتعلم، تساعده على العيش في الرقعة الجغرافية التي يعيش عليها بكل طمأنينة من خلال كسب المهارات المختلفة التي يكتسبها من التعليم سواء أكانت فكرية أم مهنية، وله أهمية كبيرة في حياة الأشخاص بكل مراحل الحياة لما له القدرة على نقل المعارف والخبرات والمهنات والمهارات إلى الآخرين.
يهدف التعليم في روج آفا وشمال سوريا إلى بناء مجتمع ديمقراطي حر تسوده العدالة الاجتماعية والفكر النبيل الحر بين جميع المكونات المتواجدة على أرضها ولما للتعليم من تأثير قوي في تحسين مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وبهدف تطوير المستوى العلمي بشكلٍ أفضل؛ قامت لجنة إدارة المدارس في مقاطعة الحسكة بافتتاح مراكز لتدريب المعلمين والمعلمات على المناهج الجديدة للصفوف الرابع والخامس والسادس، ليكتسب هؤلاء المدرسين من خلالها طرق التدريس بوسائل متطورة، تساعدهم على التمكين والإعطاء بشكلٍ جيد للتلاميذ، وقد قامت صحيفتنا بأخذ آراء النساء القائمات على عملية التعليم والتدريب في مقاطعة الحسكة كما في تقريرنا التالي:
والتقينا بالناطقة باسم لجنة التدريب والتعليم في مقاطعة الحسكة زينب عبد الله وحدثتنا قائلةً: «التدريب والتعليم يأتي قبل كل شيء لبناء الإنسان بفكر ديمقراطي حر، بعيداً عن النزعة القومية والطائفية التي تقوم في الكثير من المجتمعات القومية، حيث يهدف التدريب والتعليم في روج آفا وشمال سوريا إلى بناء مجتمع أخلاقي سياسي يسوده العدالة الاجتماعية بين جميع الأطياف والمكونات والأديان، فالكل يتعلم بلغته الأم دون تمييز عنصري بين هذه المكونات بفكر ومفهوم المجتمع الديمقراطي والبيئي وحرية المرأة».
دور المرأة في لجان التدريب والتعليم
لجنة التدريب والتعليم في المقاطعة تنقسم إلى قسمين: (اللجنة التنفيذية ولجنة المتابعة). مهمة اللجنة التنفيذية التنسيق مع لجنة إدارة المدارس والأشراف على سير العملية التربوية والتعليمية والمخططات المتعلقة بالتدريب والتعليم، وتعتبر مرجعية عامة ضمن جغرافية المقاطعة بما لا يتعارض مع القرارات العامة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة ونظامه الداخلي وعددهم ثلاثة أعضاء.
أما لجنة المتابعة وعدد أعضائها اثنان فهي مسؤولة بالدرجة الأولى عن مراقبة مدى قيام اللجنة التنفيذية بعملها وتطرح المشاريع التعليمية وتهتم بتطبيقها.
أما بالنسبة لدور المرأة في لجنة التدريب في مجلس المقاطعة أشارت زينب: «للمرأة دور فعال في مؤسسات التدريب والتعليم كافة، ونلاحظ انضمام المرأة لميدان التدريب والتعليم بنسبة عاليةٍ جداً، يظهر ذلك مدى الارتباط المتين للمرأة بلغتها وأرضها وثقافتها».
ومن جهتها؛ حدثتنا الإدارية في معاهد مقاطعة الحسكة ميديا عبد السلام شمدين عن أهمية المعاهد قائلة: «افتتح معهد إعداد المدرسين في روج آفا وشمال سوريا منذ ثلاث سنوات على أساس تعليم الطلاب على المناهج الابتدائية والإعدادية، مع العلم أنه يوجد سبعة معاهد في مقاطعة الحسكة يتواجد فيها كل المكونات واللغات (الكردية والعربية والسريانية)، وتقام الدورات على مراحل في المعاهد، الفترة الأولى أربعة أشهر يتم فيها تقييم الطلاب ويتلقون فيها دروساً فكرية ودروس عن اللغة الأم، وبعد النجاح في التقييم الأول، ينضمون إلى المنهاج الأساسي في المعهد (الابتدائي). أما المنهاج الإعدادي فيضم قسمين، قسم أدبي وقسم علمي، مع العلم أنه في كل أسبوع يؤخذ تكميل الطلاب ويعقد اجتماع عام للمعلمين يناقشون خلاله الوضع العام للمعاهد والمتدربين والمدربين، وكل ما يتعلق بسير آلية العمل للمعاهد والنظر في المشاكل والصعوبات التي تواجههم ووضع الحلول والاقتراحات المناسبة بشكل يخدم مصلحة التعليم والتدريب. وفي كل شهر يوجد تقييم كامل عملي ونظري للطلاب لمعرفة مستواهم ومدى تقبلهم، ويركز التقييم في المعاهد بشكلٍ كبيرٍ على أخلاق الطالب وأسلوبه في الحياة ومستوى استيعابه لأفكار ونظريات جديدة، ونركز على الدروس الفكرية وطرائق التدريس، وقد تخرجت ثلاث دورات في كل معاهد مقاطعة الحسكة بنجاح وتفوق، الأمر الذي زاد نسبة إقبال الطلاب عليها ومن جميع شرائح المجتمع».
الالتحاق بالعملية التربوية
كما وحدثتنا الإدارية في مدرسة سعد بن أبي وقاص بثينة صالح علي من المكون العربي قائلةً: «تعيش شرائح ومكونات روج آفا وشمال سوريا من كرد وعرب وسريان وأرمن ثورة تعليمية وتربوية، حيث يهدف التعليم والتدريب في روج آفا إلى تحسين الوضع الاجتماعي والفكري والاقتصادي، وبناء جيل جديد بمفهوم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وعلى مبدأ الأمة الديمقراطية، والتعايش المشترك بين المكونات كافة. ومع اندلاع الثورة في روج آفا والإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية بطرح مشروع تعليمي تربوي لمنهاج جديد على مبدأ الأخلاق الاجتماعية الفاضلة دون التمييز العنصري بين أي مكون، لاقى هذا المنهاج استحساناً من الأهالي، وانضم إلى العملية التربوية الكثير من الشباب والشابات بكل الأعمار، ورأينا إقبالاً واسعاً من خريجي الجامعات السورية من كليات الآداب بكل فروعها، ومنهم من أكمل تعليمه الجامعي والتحق بمعاهد الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومنهم من توقف عن الإكمال الجامعي ليتمم دراسته في المعاهد التربوية للإدارة الذاتية الديمقراطية، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مدى ديمقراطية هذه المناهج في التعريف الصحيح بتاريخ وثقافة الشعوب وفتح المجال أمام الشباب والشابات للعمل في المجال التعليمي وممارسة حياتهم الاجتماعية والفكرية والاقتصادية بكل حرية وشفافية لما للمناهج الجديدة المصداقية لكل المعلومات التاريخية والفكرية والاجتماعية ولكل الشرائح والأطياف».
وأكدت بثينة: «على أنَّ للمرأة الدورَ الفعال والإيجابي في العملية التربوية والتعليمية بنسبة عالية جداً، وتعتبر المرأة الأساس للنهوض بالمجتمع، لأن الرقي والتقدم يتحقق بحجر الأساس، وهذا الأساس هو تربية الأجيال الناشئة على الأخلاق والعدالة الاجتماعية، وكما رأينا أنَّ ما يميز أفراد مجتمع ما عن مجتمع آخر هو الثقافة المجتمعية والثقافة التربوية والتعليمية، وكانت المرأة المؤثر الإيجابي في عملية التعليم لما تمتلك من فن وخبرة في إيصال المعلومات والمهارات بوجهها الصحيح إلى المتلقي، وهذه كانت من أهم أسباب نجاح العملية التربوية في روج آفا وشمال سوريا».