تقرير / جوان محمد –
روناهي/ قامشلوـ لم يترك النظام البعثي أي ورقة ولم يستعملها في روج آفا لضرب الشعوب بعضها ببعض ومحاولة كسر إرادة الشعب الكردي بشكل خاص، وحتى في الرياضة وعبر نادي الجهاد الرياضي لم يكُف عن محاولته، واستغل مباراة ناديي الجهاد والفتوة في آذار في عام 2004م، لتنفيذ مؤامرة دنيئة ضد الشعوب في روج آفا، ولكنه فشل مثلما كان يفشل دائماً.
لم يروق للنظام البعثي سقوط نظام المقبور صدام حسين في العراق وظهور ملامح بأخذ الكرد في باشور كردستان حقوقهم، وعرف بأن هذا الأمر سوف يكن له تداعيته على الكرد في روج آفا، ولذلك أحاك النظام البعثي مؤامرة وكانت له العديد من الأهداف من ذلك، منها كسر إرادة الشعب الكردي بروج آفا وضرب الشعبين العربي والكردي بعضهم ببعض، ليُظهر لكافة الدول بأن النظام البعثي غيّر الأنظمة الأخرى، وهي مسيطرة على الوضع الأمني بشكلٍ كامل.
آذار جديد فاحت مِنهُ رائحة الدماء من قامشلو إلى عفرين
عُرف نادي الجهاد بتعرضه للظلم على مرِّ عقود من قبل الاتحاد الكرة السوري من جهة التحكيم على وجه الخصوص، وقلة تقديم الدعم وسيطرة شعبة حزب البعث بقامشلو على كل مفاصل النادي، وفكر النظام في استغلال مباراة الجهاد والفتوة بين الناديين في الدوري السوري وجلب مرتزقة من البعثيين من أبناء دير الزور وبالطبع كان هناك هدف للنظام وهو ضرب الشعب العربي والكردي بعضهم ببعض، ويوم المباراة قبل انطلاقتها بساعات بدأت الجماهير القادمة من دير الزور تجوب الشوارع بقامشلو، رافعين صور المقبور صدام حسين رئيس النظام العراقي الساقط على مرمى من أعين رجال الأمن التابعين للنظام البعثي ويرددون شعارات فيها سب وشتم للرموز الكردية مما أثار حفيظة الكرد في المدينة.
وعند دخول هذه الجماهير القادمة من دير الزور للملعب قبل المباراة بساعة لم يتم تفتيش أي شخص منهم ليدخلوا معهم الأسلحة البيضاء والحجارة والعصي عكس جماهير نادي الجهاد فقد أخذ منهم ما يجلب الضرر بما في ذلك القداحات ، فلم يسمح بدخول أي شيء معهم وقبل المباراة بحوالي نصف ساعة بدأت تلك الجماهير بسب وشتم جماهير نادي الجهاد وترديد الشعارات المهينة للرموز الكردية وليقوموا بعدها برمي الحجارة، ومهاجمة جماهير الجهاد التي كانت خاوية اليدين وليظهر عبر راديو النظام السوري مراسلهم ويدعي بأنه هناك ستة أطفال قد تم دهسهم وقتلوا في الملعب أثناء عراك جماهير الناديين في خبر منافي للحقائق، ليتحرك أبناء قامشلو للاطمئنان على أبنائهم وتجمع الآلاف أمام الملعب وسط سقوط جرحى جلهم من أبناء قامشلو، بحيث ساعدت قوات النظام المرتزقة القادمين من دير الزور لضرب أبناء قامشلو والجماهير القادمة من باقي المناطق.
وليحضر محافظ الحسكة وقتها سليم كبول ويقوم بإعطاء الأوامر وإطلاق الرصاص على الشعب الأعزل، وليستشهد العديد من أبناء المدينة. واستمر عناصر النظام بإطلاق الرصاص حتى حلول المساء، وفي اليوم الثاني خرج عشرات الآلاف من أبناء قامشلو لتشييع الشهداء الذين استشهدوا برصاص قوات الأمن البعثي، ولتقابل من جديد بالرصاص والاعتقالات ولينتشر الخبر في كل مدن روج آفا ولتخرج مئات الآلاف في روج آفا، وتمدد انتفاضة قامشلو إلى كوباني وديرك وتربه سبيه والحسكة وعامودا والدرباسية وسري كانيه وتل تمر وعفرين والداخل السوري في مكان تواجد الكرد مثل ركن الدين وزورآفا وكل أجزاء كردستان وكل بلدان العالم التي يتواجد فيه الكرد، وليعتقل النظام الآلاف من أبناء الشعب الكردي، وليكون آذار وربيع جديد يفوح منه رائحة الدم الكردي مثل ربيع حلبجة والأنفال سابقاً.
سقوط المؤامرة وإفشالها من قِبل شعوب روج آفا
راهن النظام على مرتزقته من المنتمين لحزب البعث العربي من دير الزور وقامشلو ومدن مثل سري كانيه والحسكة وتربه سبيه لتحدث فتنة بين العرب والكرد ولكن بفضل العقلاء لم تنحدر الأحداث التي حصلت وانتفاضة الشعب الكردي ضد أي شعب من شعوب المنطقة، وكان الشعارات واضحة ضد النظام البعثي فقط، ولتسقط المؤامرة التي أحاكها والنظام الذي لم يتوقع بأن يجابه بهذه المقاومة من أبناء روج آفا، وكان كل ظن النظام البعثي بأن الكُرد سوف يخنعون لهم، ولم يعلم بأن الانتفاضة قادمة لتسقط جدار الخوف طوال سنوات مرت وبالفعل كانت رسالة قوية وتداعياتها بقيت لسنوات والدليل تحاشى النظام الاصطدام مع الكُرد عندما شاركوا في انتفاضة الشعب السوري ضد النظام في عام 2011م.
من جانبه أكد اللاعب (ح.ك)، ممن يلعبون الآن في أحد نوادي إقليم الجزيرة، ومن الذين كانوا حاضرين وشاهد ما حصل في ملعب الشهداء في عام 2004، حيث قال: «إن النظام كان يحاول استغلال الرياضة دائماً لتنفيذ أجنداته وحاول عبر مباراة الجهاد والفتوة أيضاً فعل ذلك، ولكنه فشل لأنه شاهد كيف كانت ردة فعل أبناء قامشلو وروج آفا وقتها»، وأشار إن حالة الرياضة في سوريا في المناطق التي يديرها النظام مستفحلة بالفساد والطائفية والاستغلال السياسي، وأضاف النظام حاول دائماً إبعاد نادي الجهاد عن الدوري السوري وإنزاله للدرجات الأدنى وحتى فكر بعد انتفاضة قامشلو بشطب النادي، ولا ننسى بأن ظلمه على نادي الجهاد مستمر حتى الآن، ولا يقدم الدعم المطلوب للنادي، وكان جزء من المؤامرة بالتعاون من قبل بعض اللاعبين والإداريين في بيع المباراة لنادي الجزيرة قبل فترة، ولكن اسم الجهاد سيبقى عالياً.
ثورة روج آفا امتداد لانتفاضة قامشلو لِتُكلل بالتآخي بين الشعوب
في التاسع عشر من تموز بدأت ثورة روج آفا وإخراج النظام البعثي من مدن روج آفا لينحصر في مربع الأمني بقامشلو والحسكة، وكانت تلك الثورة امتداد لانتفاضة قامشلو وهذه الثورة المستمرة والتي شارك فيها كافة أبناء المنطقة والذين الآن يديرون مناطقهم من قامشلو إلى الرقة وريف دير الزور، وفي هذه الثورة برز الجانب الرياضي وعلى الرغم من رياضتنا لم تصل للمستوى المطلوب في بعض النقاط، ولكنها حققت إنجازات هامة مثل بروز فرق نسائية لمختلف الألعاب مثل كرة القدم والطائرة والسلة ورياضات الكاراتيه والتايكواندو الكيك بوكسينغ والطاولة والشطرنج، وشاركت بدورات تحكيم وتدريب. وكانت روج آفا تقام فيها بطولات للفئات العمرية وسط ترنح رياضة النظام الذي ينخر فيه الفساد من الباب إلى المحراب، وتنشط الكثير من الألعاب بروج آفا، وأقيمت بطولة على مستوى شمال وشرق سوريا باسم «انتفضوا»، وشارك فيها منتخبات من دير الزور والرقة ومنبج وإقليم الفرات والطبقة وإقليم الجزيرة في ملحمة رياضية فيها كافة الشعوب في شمال وشرق سوريا ولتظهر روح التآخي والمحبة بين الشعوب بعيداً عن الرياضة الطائفية والعنصرية التي كان يمارسها النظام على كل أبناء سوريا، وبفضل دماء انتفاضة قامشلو وشهدائنا في ثورة روج آفا سوف تستمر الرياضة لدينا وستزدهر في المستقبل القريب.