روناهي/ قامشلو ـ أكدت المشاركات في الكونفرانس الثالث للجنة العلاقات والاتفاقات السياسية الديمقراطية لمؤتمر ستار، إلى ضرورة نشر قيم ثورة المرأة على مستوى عالمي والذي هو الضمانة لاستمرارية النضال وحماية المكتسبات المشتركة، فيما خرج الكونفرانس بجملة من المخططات والقرارات، ومن أهمها تعزيز مشاركة النساء في المجال الدبلوماسي، والتحلي بالمسؤولية تجاه الحملات المطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.
تحت شعار “في مواجهة الحرب العالمية الثالثة، سننتصر بكونية فلسفة المرأة، الحياة، الحرية”، عُقد الكونفرانس الثالث للجنة العلاقات والاتفاقات السياسية الديمقراطية لمؤتمر ستار الخامس من تشرين الثاني الجاري 2024 في مدينة الحسكة.
حيث بدأ المؤتمر باستذكار أرواح الشهيدات، اللواتي كنّ نبراساً للثورة، وأُهديت أعمال المؤتمر إلى روح الشهيدتين ريحان عامودا ويسرى درويش، اللتين أضفت تضحياتهما بُعداً عالمياً على نضال النساء، وجعلتا منه منارة أمل للنساء المناضلات حول العالم.
في مداخلات النساء الحاضرات في المؤتمر، تم التركيز على الأوضاع الراهنة في المنطقة والعالم: “تتزايد الأزمات وتتعقد الحلول تحت وطأة هيمنة الأنظمة الاستبدادية ومحاولاتها لتفتيت الحركات النسائية الكفاحية. إن هذه الأنظمة تسعى لاختراق المقاومة النسائية وإفراغها من جوهرها؛ بهدف منع قضية حرية المرأة من أخذ مكانتها كقضية محورية تمسّ قضايا المجتمع. وأكدن أن التصدي لهذه القضية بأسس جذرية وإيديولوجية يمثل حلاً حقيقياً للأزمات، حيث إن حرية المرأة هي المدخل لتحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي”.
ونوهن: “نؤمن أن القرن الواحد والعشرين هو قرن حرية المرأة، وأن انتفاضة ثورة المرأة لديها القدرة على إحداث التغيير وبناء الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم. وبما أن النساء هن الأكثر تضرراً من الحرب العالمية الثالثة وتبعاتها، فعلى الصعيد الدبلوماسي تقع علينا مسؤولية بناء جبهة نسائية موحدة قوية، وتعزيز التعاون بين النساء للتصدي للتحديات المشتركة. إن نشر قيم ثورة المرأة على مستوى عالمي هو الضمانة لاستمرارية نضالنا وحماية مكتسباتنا المشتركة، ففلسفة “المرأة، الحياة، الحرية” تشكّل الدرع الوحيد الذي يمكنه مواجهة الانتهاكات وتحقيق الانتصار”.
نهضة ثورة المرأة
وشددن إلى إن انتصار ثورة المرأة وحمايتها يمر عبر كونية فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية”. “ومع تجاوزنا الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يجب علينا أن نستفيد من هذه الفرصة التاريخية ونجعل من نهضة ثورة المرأة وتأسيسها جوهر الربع الثاني من هذا القرن. كي لا تبقى فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية” مجرد شعار يُردد، علينا أن نترجمها إلى نهج متكامل ونمط حياة يعكس فكرنا وواقعنا اليومي. إن نشر هذه الروح وهذا الوعي بين النساء والحركات النضالية في العالم يجعل منها قوة دافعة حقيقية لحياة حرة وكرامة إنسانية، فتتحول إلى طاقة لا تقهر تجسد جوهر المرأة والحياة”.
وتضمن الكونفرانس مباركة اللقاء الذي عُقد مع القائد عبد الله أوجلان، واستلهام توجيهاته لتعزيز النضال النسائي والمجتمعي، مع التأكيد على عدم الانجرار وراء مخططات الدولة التركية، والاستمرار في الكفاح من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان. على هذا الأساس، توصل المؤتمر إلى وضع برنامج عمل متكامل.
مخططات وقرارات الكونفرانس
فيما اختتم الكونفرانس بمسودة مخططات وقرارات، تضمنت الأهداف والمبادئ الأساسية للجنة العلاقات والاتفاقات الديمقراطية لمؤتمر ستار وهي:
1-تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان: يعد هذا الهدف من الركائز الأساسية لدبلوماسية المرأة، لذا يتوجب النضال والمشاركة الفعالة في الحملات التي تنظم من أجل حرية القائد، بشكل منهجي ومستمر، مع التمسك بروح المسؤولية.
2-نشر نموذج ومشروع القائد عبد الله أوجلان عالمياً: استناداً إلى المبادئ الديمقراطية، الأيكولوجية، وحرية المرأة، فيجب تعزيز الأنشطة الأيديولوجية والدبلوماسية لتعريف العالم بهذا المشروع بشكل مستدام ومنهجي.
3-حل القضية الكردية ودعم الإدارة الذاتية: يعد دعم الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا من أولويات دبلوماسية المرأة، مع تعزيز الجهود لإيجاد حل شامل للقضية الكردية.
4-تعزيز التعاون مع النساء العربيات: تطوير العلاقات الاستراتيجية مع النساء العربيات داخل وخارج التنظيمات النسائية أمر مصيري. فيجب بناء اتفاقات وإنشاء منظمات مدنية، سياسية وثقافية مشتركة، بدءاً من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، لتمتد إلى كامل سوريا، بهدف حماية مكتسبات الثورة واستمراريتها.
5-مناهضة الاحتلال: يجب على دبلوماسية المرأة مواصلة العمل الدؤوب والثابت في الساحة الدبلوماسية من أجل تحرير المناطق المحتلة، والتصدي لكل أشكال الاحتلال.
6-دبلوماسية الأمة الديمقراطية دبلوماسية مجتمعية: في جوهرها، ترتكز دبلوماسية الأمة الديمقراطية على المجتمع، حيث يجب اعتبار الحركات النسوية، البيئية، الاشتراكية، الأناركية، الثقافية، والمدنية قوى استراتيجية أساسية في بناء الاتفاقات.
7-المرأة قيادية لدبلوماسية الأمة الديمقراطية: المرأة هي جوهر دبلوماسية الأمة الديمقراطية. يجب العمل على تعزيز دورها وضمان تمثيلها المتساوي في الدبلوماسية، مع زيادة عدد النساء وتعزيز مشاركتهن في المجال الدبلوماسي.
8-الشرق الأوسط مركز لثورة المرأة، بما أن الشرق الأوسط هو الجغرافيا المحورية لثورة المرأة الكردية، فإن على دبلوماسية المرأة التركيز على تعزيز التعاون مع الحركات النسائية في المنطقة، بهدف نشر أيديولوجية تحرير المرأة وترسيخ مكتسبات الثورة.
9-عولمة الثورة النسائية: لتوسيع نطاق الثورة النسائية على المستوى العالمي، يجب تعزيز الأدوات الدبلوماسية، لا سيما وسائل الإعلام الرقمية والمعلوماتية كأدوات استراتيجية فعالة.
10- الاستراتيجية الدبلوماسية وفق ثلاثة محاور:
أـ الوحدة الوطنية للنساء الكرديات: تهدف الاستراتيجية إلى تحقيق الوحدة الوطنية بين النساء الكرديات كخطوة نحو حل القضية الكردية وتعزيز الديمقراطية.
ب ـ الكونفدرالية الديمقراطية للمرأة: تسعى الاستراتيجية إلى تطوير الكونفدرالية للمرأة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، انطلاقاً من مبادئ ثورة المرأة، مما يعزز العلاقات والاتفاقات الديمقراطية.
بشأن القائد عبد الله أوجلان
1-التحلي بالمسؤولية تجاه الحملات المطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وجعل هذه الحرية محوراً أساسياً في جميع أعمال العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار.
2-إدراج المشاريع الاستراتيجية التي طورها القائد عبد الله أوجلان من أجل تحرر المرأة، مثل نظرية الانقطاع، مشروع تغيير ذهنية الرجل، الحياة الندية المشتركة، نموذج الرئاسة المشتركة، جنولوجي وغيرها، ضمن جدول أعمال الحركات النسائية.
3-ترجمة تقييمات وتوجيهات القائد عبد الله أوجلان المتعلقة بالمرأة إلى عدة لغات ونشرها.
4-تنظيم وإقامة مؤتمرات وندوات ومحاضرات حول القائد ودوره في قضايا المرأة، في المنصات المناسبة.
5- تعزيز الأنشطة الحقوقية مع النساء الحقوقيات بما يتعلق بقضية القائد عبد الله أوجلان.
برنامج عمل للسنتين المقبلتين
1-يجب أن تتماشى جميع الأنشطة مع الوثيقة الاستراتيجية للجنة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار.
2-بهدف نشر تجربة ثورة المرأة – روج آفا، والتعريف بنموذج المرأة في الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية، يجب خلال السنتين المقبلتين تنظيم مؤتمرات، ورش عمل، محاضرات وندوات.
3-المتابعة المستمرة لقضايا قتل النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، ووضع هذه القضايا على رأس جدول الأعمال بشكل دائم.
4-تنظيم أنشطة ممنهجة لتوثيق الأوضاع في المناطق المحتلة من قبل تركيا، مع التركيز على إبادة المرأة (Feminised) التي تمارسها الدولة التركية من خلال مرتزقتها.
5-العمل مع الحركات والقوى النسائية لتحرير المناطق المحتلة وتطوير هذه الجهود.
6-بناء منصة مشتركة على المستوى الدولي لمناقشة أوضاع النساء الداعشيات.
7-إعادة تقييم حملة “النساء يدافعنّ عن روج آفا” بما يتناسب مع المرحلة الجديدة.
8-تعزيز التدريب وإنشاء كوادر محلية في المجال الدبلوماسي لتلبية احتياجات الساحة.
9-لضمان استمرارية العمل الإعلامي والمعلوماتي ورفعه إلى مستوى المعرفة المطلوبة، يجب إجراء التعديلات الضرورية وترسيخها. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تطوير العلاقات القائمة وبناء علاقات جديدة، خاصة مع الصحفيين، الحركات النسائية، والمؤسسات الإعلامية. كما يجب التركيز على تأسيس شراكات مع تنظيمات وحركات المرأة على مستوى عالمي، والعمل على تعزيز العلاقات والاتفاقيات معهم.
10-لضمان نشر وتعريف ثورة المرأة، وخاصة أجندة المرأة المتعلقة بالمرحلة الإنشائية، يجب التحضير وإعداد نشرات شهرية باللغات الكردية، العربية، والإنجليزية. كما ينبغي القيام بالتحضيرات اللازمة لإصدار النشرة باللغة العربية بشكل نصف شهري.
11-تنظيم الوفود النسائية وتشجيعها على القدوم إلى روج آفا، وبالمثل تنظيم وفود نسائية لفتح ساحات جديدة.
12-تعزيز العلاقات والاتفاقيات المؤثرة مع الشخصيات والتنظيمات النسائية على مستوى الشرق الأوسط والعالم لتبادل مكتسبات ثورة المرأة.
13-تفعيل لجنة المرأة التي أُنشئت مسبقاً بهدف تعزيز الوحدة الوطنية في روج آفا.
14-إعادة تنظيم ودعم ممثليات مؤتمر ستار في باشور، لبنان وأوروبا بشكل عاجل.
15-العمل على تنظيم مجلس دبلوماسية المرأة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا.
16-تعزيز الأنشطة الدبلوماسية لإيجاد حل ديمقراطي لسوريا.
17-تنظيم ورشات عمل دولية لمناقشة أوضاع النساء الداعشيات.
18-استهداف المؤسسات الدولية، مثل المجلس الأوروبي، لتنظيم ورشة عمل لمناقشة أوضاع النساء في المناطق المحتلة وجعل هذه القضية ضمن جدول أعمالها.
19-متابعة أنشطة الحركات والمؤسسات النسائية التي يشارك فيها مؤتمر ستار وتعزيز عضويتنا فيها.
20-الحفاظ على التوثيق والأرشفة الشاملة للأنشطة الدبلوماسية لتعظيم المنجزات والمكتسبات.
21-تعزيز نظام الاجتماعات الدبلوماسية مع ممثلي اللجان وفقاً للتوجيهات الجديدة.