No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ مصطفى السعيد –
لا يزال سكان منطقة «الفرات» يحافظون على لباسهم التقليديّ والموروث عن أجدادهم منذ سنواتٍ بعيدة؛ و»الكلابية» أو كما يحب البعض أن يسميها «الدشداشة» معروفة كزيٌّ تراثيّ في مناطق الفرات واستطاع حتى الآن الصمود أمام منافسة الألبسة العصرية التي غزتِ الأسواق. وعلى الرغم من تقلُّص أعداد الذين يحافظون على هذ التراث الموروث؛ إلا أنَّهم لا يستطيعون الاستغناء عنه بشكلٍ كلي.
والكلابية تفصيلات مختلفة يقوم الخياط بتصميمها وإعطاء جماليّة لهذا الموروث وهي عبارة عن قطعة من القماش تكون فضفاض من الأسفل تكون قطعة واحدة. ولها ألوان مختلفة منها الأبيض والأسود والبني…إلخ.
أما «العقال» و»الشماغ» فهما العلامة التي ميّزت العرب منذ مئات السنين، إلا أنّها بدأت بالانحسار تدريجيّاً، واقتصر ارتداؤها حالياً على سكان الريف، وبخاصة في المنطقة الشرقيّة أو بعض القبائل التي مازالت متمسكة ببداوتها.
تاريخ العقال أشكاله
يعود تاريخ استخدام العقال إلى أكثر من /1300/ عام، وتعود بدايات وجود العقال العربيّ إلى منطقة المشرق العربي وتحديداً العراق وسورية، ثم انتشر في بقية دول الخليج العربي والأردن، وجاء ارتداؤه بداية كرمز للحداد والعزاء، وجاءت تسميته منذ أيام القوافل العربية التي كانت تعبر الصحراء فعندما كانت تحط القافلة رحالها في الصحراء يقوم رجال القافلة بربط ساق الإبل بخيوط من شعر الماعز، ومن هنا جاءت تسمية العقال أي من «عقل الشيء» أي ربطه، ويُحكى أن مجموعة من تجار «بلاد الشام» سموا بقبيلة «العقيلات» لربطهم النوق بهذه الطريقة.
أما طريقة ارتداء العقال فهي حسب الخطوات التالية: بعد ارتداء الرجل للقبعة العربية أو القلنسوة يضع فوقها الشماغ العربي أو الحطة ليأتي العقال على الجزء الأعلى من الرأس، والعقال عبارة عن خيوط سوداء اللون سميكة مغزولة من شعر «الماعز» تتوضع فوق بعض على دورين منفصلين مثبتين من الخلف، وتتدلى منه شراشيب على الظهر مثبتة بخيط لكيلا تفتح الحلقة، وهناك العقال المؤلف من ثلاث دوائر ويسمى العقال «الفيصلي» أو «الأميري».
إن بعض الشعوب العربية بدأت بعمليات تطوير للعقال من خلال صناعته باستخدام خيوط حريرية وبألوان مختلفة منها الذهبي والأصفر والأخضر، وبأشكال هندسية منها المسدس والمثمن والدائري، وتختلف نوعية العقال من الرفيع إلى المتوسط إلى السميك جداً، ويكون العقال بثخن أصبع السبابة ومبروماً، وهذا يعد مناسباً للشباب أما العقال الثخين فيكون للرجال كبيري السن والشرشوبة توضع لتعطي ثقلاً للعقال لكي لا يقع على الأرض. أما أفخر أنواع العقال المصنوع في سورية لكونه مصنوع من شعر الماعز. للعقال عدة أسماء أهمها «المرعز» و»القنب» الذي اشتهر في دول الخليج ومن تقاليد ارتدائه أن يفتح العقال في فلسطين من الأمام ويكون مطبقاً في دول الخليج العربي وسورية.
حركات دلالية ورمزية للعقال
لكل حركة للعقال دلالة معينة فقد كان «ينكس» إلى الأكتاف والرقبة في حالات طلب الثأر لأحد أفراد العائلة، بينما كان العقال يحمل للضرب كالكرباج في حالات الشجار، أما رفع العقال ورميه على الأرض من قبل صاحبه فإن ذلك يدل على أن الأمور وصلت إلى حد لا يطاق، أما نزعه من قبل شخص آخر أمام الناس فذلك يعتبر إهانة لا تغتفر، وعند وقوع النزاعات فإن انتزاع حطة شخص ما أو عقاله تعتبر غنيمة ثمينة يتباهى بها الخصم، كما أن خلع العقال أمام الضيف أو الصديق فهذا يدل على فتح الأسرار بين الشخصين وعدم وجود حواجز بينهما وبالتالي تكون علاقتهم أخوية لأن خلع العقال أمام شخص غير أهل البيت تعتبر عيباً.
ويرى البعض أن السبب الرئيس في وضع العقال للتخفيف من حدة العوامل البيئية والطبيعية كون المنطقة التي يعيشون فيها صحراوية وشديدة الحرارة والبرد في الفصول المختلفة
No Result
View All Result