” جوان محمد “-
تعد ممارسة لعبة كرة القدم من قبل الشابات في الكثير من بلدان العالم مهمة شاقة ومتعبة في وسط مجتمعات تحتكر رياضة كرة القدم، والكثير من الألعاب الأخرى للرجال فقط، ويسخرون في الكثير من الدول في العالم في حالة مارست المرأة الشابة اللعبة، وحتى في دول يُشاع عنها بأنها دول ديمقراطية؛ وفيها حق المساواة بين الرجل والمرأة، فالكثير من التقارير والتصريحات من قبل لاعبات كرة القدم تؤكد وجود التفرقة والعنصرية في دولهم، وعدم الاهتمام بدعمهن كما يتم دعم منتخبات الرجال، على سبيل المثال صرحت اللاعبة السابقة لمنتخب إسكتلندا روندا جونز في تصريحات لموقع “euronews”، قائلة: أتذكر أول مباراة دولية لي مع الفريق عام 1998، استخدمنا ملابس مستعملة من قبل بواسطة منتخب الرجال هذا ما كشفت عنه وأضافت: كان الحضور الجماهيري متواضعا وكنا نفتقر للتسويق والدعم الحكومي لذا لم تحظ الكرة النسائية بالاهتمام، وحتى لاعبات المنتخب الأمريكي واللواتي يعدن حاملات اللقب لمونديال كأس العالم لكرة القدم للسيدات 2019، وهذا المنتخب هو الأفضل على مستوى العالم، ومع ذلك فإن اللاعبة ضمن هذا الفريق تكسب أجراً قدره 90 ألف دولار، أما اللاعب الرجل فيحصل على ستة أضعاف المبلغ المذكور، الكثير من النقاط تدل على مدى الإهمال التي تعانيه اللاعبات في مختلف دول العالم، ونجد مؤخراً توجه الكثير من دول في العالم لتفعيل رياضة كرة القدم لدى السيدات، في دول كانت تحتكر لعبة كرة القدم فيها للرجال فقط، ففي السودان يتم التحضير لانطلاق أول دوري لسيدات كرة القدم في تاريخ السودان وفي الكويت تم الاحتفال بتسجيل لاعبة هدف في مباراة ودية حيث سجلت اللاعبة إيمان الحيي هدفاً لمنتخب الكويت النسائي لكرة الصالات، بمرمى منتخب تركمانستان علماً بأن المنتخب الكويتي تأسس في منتصف العام الماضي 2018، حيث أسست اللجنة النسائية بالاتحاد الكويتي لكرة القدم في بداية هذا العام النسخة الأولى من الدوري الكويتي لكرة الصالات 2019، بهدف تطوير منظومة كرة القدم النسائية في البلاد، وفي خضم ما ذكر بحيث نجد في دول مثل أمريكا تعاني اللاعبات من عدم المساواة ونقص في تقديم الدعم المادي والمعنوي المطلوبين، وفي الكويت الدولة الغنية بالنفط، كيف نشهد تأسيس أول دوري لديهم في هذا العام 2019الجاري، بينما يشهد إقليم الجزيرة تجربة مميزة على صعيد كرة القدم النسائية ومنذ العام 2017، ولكن هذه التجربة أيضاً تفتقر للاهتمام في الجانبين المادي والمعنوي من قبل المعنيين بالرياضة النسائية، عكس إدارات الأندية والتي تحاول قدر الإمكان تسخير كل الإمكانيات لرفد فرقها النسائية لكرة القدم بما يمكن ويطلب، ولكن إهمال هيئة المرأة والمنظمات النسائية المختلفة في إقليم الجزيرة وشمال شرق سوريا عامة للاعبات الأندية في إقليم الجزيرة لكرة القدم، أمر لم يعود مقبولاً ويقف حائلاً لتطور هذه الرياضة وتطور اللاعبات كذلك، فحتى لو لم يقدموا الدعم المادي فل يقدموا الدعم المعنوي على الأقل، وأن يقوموا بحضور مباريات السيدات لكرة القدم فدائماً ما نجد غياب المعنيين بالمرأة في البطولات والمباريات ولكن إلى متى؟؟؟.