No Result
View All Result
المشاهدات 0
فيروشاه أحمد –
الكاتب: عبدالرحمن محمد –
من الصعب أن تكتب عن شخصية ما وتحيط بكلّ جوانب حياتها، لأنّ لكلّ شخصيّة مكنونات لا يمكن معرفتها، بل تبقى في ذاكرته أو ذاكرة أقرب الناس إليه وهذا ما لا نعلمه، في هذه الرحلة الممتعة يأخذنا عبدالرحمن محمد إلى عوالم خاصة لـ 93 شخصية ساهمت في إغناء الثقافة الكرديّة والحضارة الإنسانيّة وكلّ حسب اهتمامه، ويعرِّفنا على جوانب مهمة من كلّ شخصيّة، والتسلسل في إدراج الشخصيات حسب الحروف الهجائيّة من غير مفاضلة بين شخصية وأخرى.
المفكّر والأديب ابراهيم أحمد 1914ـ2000م
قليل من يجمع بين السياسة والأدب، أمّا أحمد ابراهيم فقد جمع بينهما وأعطى كلّ ذي حقٍّ حقّه، فمن الملاحقات والاعتقالات إلى السياسة كان ينتقي الكلمة الرقيقة في أوراقه، وقليلاً ما نجد من يجمع بين الإمارة والعدل، لكن ابراهيم باشا المليّ هو من جمع الصفتين في ذاته في سلوكه وعلاقاته، فمن التحدّي للعثمانيين، كان ينشر عدله بين رعيته ومع من يجاوره من القبائل الأخرى، ومن الغرب السوريّ نسمع الشيخ إبراهيم خليل عيسى 1936 ـ 2012م وهو يرتل لنا أجمل آيات الحب والاهتمام بكلّ علوم الدين والفقه وبخاصة بعد تخرّجه من كلية الشريعة 1969م حينها خصّص جلَّ وقته للتعليم والقراءة، لكن الشيخ ابن تيمية الذي وُلد في 1263ـ 1328م ضليع في القرآن واللغة والفقه والتفسير، وكتب في الفلسفة وعلم الكلام والتصوّف، له الفضل برد عدوان جيوش تيمورلنك في معركة اليرموك، ويطلّ علينا من قاسيون دمشق رجل بحجم أحمد بارافي 1898 ـ 1998م الذي أنزل العلم العثمانيّ من السراي، وساهم بكلّ وطنيّة وشجاعة في محاربة الفرنسيين في مواقع كثيرة، ومن سفح بيازيد ولد أحمد خاني 1650ـ 1708م الذي كان يتحدث العربيّة والفارسيّة والتركيّة ولغته الأم الكرديّة التي ألّف بحروفها ملحمة العشق الأبديّة (مم وزين) ومن عفرين ثانية نرسم ملامح البطل أحمد روتو الذي قاوم الفرنسيين بكلّ شدّة وقوّةٍ وتُوفي 1937م.
ويأتينا صوت أمير الشعراء من مصر أحمد شوقي 1868ـ 1932م الذي قاد النهضة الأدبيّة والفنيّة والسياسيّة والمسرحيّة في مصر، وهو من بَجَّل المعلم بقصائد خالدة، وفي عام 1892م وُلد الشاعر والصحفيّ المتميز أحمد فوزي البرزنجي في السليمانيّة، عاصر محمود الحفيد وسخّر كلّ ما لديه من أجل تلك الثورة، وتوفي في 1958م ومن مدارس عامودا ينشد لنا ملا أحمد نامي على نمط الجزيريّ أجمل القصائد في الحب والوطن، لم يحظَ أحدٌ بحب الكرد بقدر ما ناله آرام تيكران ابن مدينة قامشلو الذي غنّى لكلّ التراث الكرديّ وبكلّ حب، ولد 1934ـ 2009م وبيده شعلة السلام والأخوة.
ومن السليمانية نتعرف على سيدة جليلة؛ من بيت العز والمجد والأدب نهلت علومها وآدابها، إنها حفصة خان النقيب 1881م اتصفت هذه السيدة بالحكمة والشجاعة، فأصبحت مثلاً أعلى لكلّ سيدات زمانها، كونها اهتمت بكلّ جوانب الحياة حتى النضال السياسيّ والقوميّ والوطنيّ فتواصلت مع أغلب أحرار العالم من أجل قضيتها المحوريّة وودَّعت الحياة في 1953م من بحيرة وان ومن مائها الطاهر وُلد حمزة مكسي عام 1892م كان يجيد اللغة التركيّة والعربيّة والفارسيّة والكرديّة، لم يستقر به المقام في دولة واحدة من جرّاء عمله السياسيّ والأدبيّ، بغضِّ النظر عن ملاحقته من قبل الأتراك والفرنسيين، تمّ اعتقاله وسجنه مرات عديدة، ثم حلّ به المقام في عين ديوار وأسس هناك أول مدرسة كرديّة للأطفال وتُوفي في الحسكة عام 1958م وفي الختام نشاهد فاطمة عيسى وهي طفلة أذربيجانيّة تحمل حقيبتها وتتبع أسرتها المنفية نحو أرمينيا، منذ طفولتها كانت تتميّز بصوتها الجميل، تمرّدت وتحدّت كلّ العادات والعوائق في سبيل أن يبقى صوتها يسمع في كلِّ مكان من خلال إذاعة يريفان، فكانت هذه المحطة نهاية المرحلة القلقة وبداية مرحلة التألّق والشهرة، وُلدت عام 1934م.
وأما كاتب هذه الأوراق الكردستانيّة فهو الكاتب عبدالرحمن محمد محمد وقد نشرها في صحيفة «روناهي» عبر زاوية «من ذاكرة التاريخ»، وهو إعلاميّ من مدينة قامشلو، له بالإضافة لكتابه هذا مجموعتان شعريتان ومجموعة قصصيّة، ونال عدة جوائز أدبيّة في مهرجانات ثقافيّة محليّة.
No Result
View All Result