سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

القولون العصبي

ـ يُعدّ القولون العصبي أو متلازمة القولون المُتهيّج، أو متلازمة الأمعاء الهيوجة، أو تهيّج القولون العصبي؛ أحد الاضطربات الشائعة التي تؤثر في الأمعاء الغليظة، ويتمثل هذا الاضطراب بالمعاناة من ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تختفي لعدة أشهر ثم تظهر فجأة، ومن هذه الأعراض: الانتفاخ، والشعور بآلام في البطن، وحدوث تغيرات في حركة الأمعاء مثل الإصابة بالإسهال أو الإمساك أو كليهما معًا على شكل نوبات، واحدة تلو الأخرى، كما قد يلاحظ المصاب ظهور مخاط أبيض اللون في البراز، وعلى الرّغم من أنّ هذا الاضطراب يرافقه ظهور أعراض مزعجة وغير مريحة للمريض إلا أنه يتميّز بعدم تسبّبه بأي تغيّرات في أنسجة الأمعاء أو بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون.
ـ في الواقع، يُعدّ مرض القولون العصبي من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية شيوعًا، وذلك بحسب دراسة أجريت عام 2016م في المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية، حيث وضحت بأن معدلات انتشار القولون العصبي في جميع أنحاء العالم عمومًا تتراوح بين 10-15٪، ويجدر التنبيه إلى أنه يوجد ثلاثة أنواع لمرض القولون العصبي، وهي:
ـ القولون العصبي المصحوب بالإمساك: ويتمثل هذا النوع ببطء حركة الأمعاء مما يسبب الإصابة بالإمساك، والقولون العصبي المصحوب بالإسهال، حيث تكون حركة الأمعاء متكرّرة بشكل غير طبيعي، ويكون البراز مائيًّا، إضافةً إلى القولون العصبي المصحوب بالإمساك والإسهال معًا.
نصائح وإرشادات للحد من أعراض القولون العصبيّ
يعتمد علاج متلازمة القولون العصبي على السيطرة على الأعراض ومعالجتها وذلك من خلال تغيير النظام الغذائي والتحكم في نمط الحياة، ويمكن بيان هذا النصائح بشيءٍ من التفصيل كما يأتي:
ـ النظام الغذائيّ:
يواجه بعض المصابين بمتلازمة القولون العصبي بعض المشاكل عند تناول العديد من أنواع الأطعمة، وذلك بسبب ردة فعل الأجسام تجاه هذه الأطعمة، وعلى الرغم من أن بعض أنواع الأطعمة قد تسبب الانزعاج لدى المرضى إلا أنه يوجد العديد من الأطعمة التي يمكن للمصابين بمتلازمة القولون العصبي تناولها بدون التسبب بأيّ مشاكل، وفي ما يأتي ذكر لبعض منها:
ـ تناول أيٍّ من أنواع الخضروات المطبوخة، باستثناء الملفوف والقرنبيط لأنها قد تتسبب المعاناة من الغازات لدى بعض الأشخاص.
ـ زيادة الكميات المتناولة من الأطعمة المحتوية على كميات عالية من الألياف تدريجيًّا، والتي من الممكن أن تساعد العديد من المرضى.
ـ التأكد من شرب ما يقارب 1.5-2 لترًا من الماء يوميًّا.
ـ تجنّب تناول منتجات الألبان للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز، والاستعاضة عنها بالمنتجات الخالية من اللاكتوز.
ـ تجنّب تناول الأطعمة الغنية بالغلوتين أو الحدّ منها، إذ قد يساعد ذلك على التخفيف من شدة الأعراض المرافقة للقولون العصبي لدى بعض الأشخاص.
ـ تناول الوجبات في مواعيدها المحددة، وتجنّب تخطي أيٍّ منها.
ـ تجنّب تناول الطعام بسرعة كبيرة.
ـ عدم تناول الكثير من الأطعمة الدهنية أوالحارّة أو المعالجة.
ـ عدم شرب أكثر من 3 أكواب من الشاي أو القهوة يوميًّا.
ـ عدم الإكثار من شرب المشروبات الغازية.
ـ تناول كمية معتدلة من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السوربيتول البديل للسكر، مثل الخوخ المجفف وعصير الخوخ.
ـ تجربة بعض المشروبات العشبية والأطعمة التي تساعد على تخفيف آثار القولون العصبي لدى بعض المصابين، مثل: شراب النعناع الذي يساعد على التخفيف من المغص وإرخاء عضلات الأمعاء، بالإضافة للزنجبيل الذي يخفف من الغثيان ويريح المعدة، والبابونج والمليسة والكراوية للمساعدة على التخفيف من الغازات وتحسين الهضم، كما يمكن تجربة الأطعمة والمكملات التي تحتوي على البكتريا النافعة.
ـ التمارين الرياضية:
 يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في الحفاظ على وظيفة الجهاز الهضمي وتقليل التوتر، وبالتالي تخفيف بعض أعراض القولون العصبي، إذ تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقات إيجابية بين النشاط البدني وتخفيف أعراض القولون العصبي، فمثلًا يساعد استعمال الدراجة الهوائية على حماية الجهاز الهضمي والتخفيف من الغازات الموجودة في الأمعاء، كما أنّ ممارسة اليوغا تساعد على الحد من أعراض القولون العصبي لدى كلٍّ من البالغين والمراهقين.
ـ السيطرة على التوتر:
 يلعب التوتر دورًا هاماً في زيادة عدد نوبات وشدة أعراض متلازمة القولون العصبي، إذ إنّ هناك علاقة وثيقة بين الجهاز العصبي ووظائف الأمعاء، لذلك من الممكن أن يُسبّب نمط الحياة المتوتر والتعرض للضغوطات بشكل مستمر زيادةً في أعراض متلازمة القولون العصبي، وحقيقةً توجد العديد من العلاجات النفسية التي أثبتت فعاليتها والتي يمكن استخدامها لعلاج هؤلاء المصابين الذين تتحفّز أعراض القولون لديهم بمجرّد التعرّض للتوتّر والإجهاد العاطفي، ويمكن اللجوء إلى المختصّين لتجربة هذه العلاجات، ومن الأمثلة عليها العلاج السلوكي المعرفي الذي ساعد بشكل ملحوظ على التحكم بأعراض متلازمة القولون العصبي، إضافة إلى التنويم المغناطيسي، وتقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التأمل أو التنفس.
ـ الإقلاع عن التدخين:
 يؤثّر تدخين السجائر على جميع أجزاء الجسم وليس فقط على الرئتين والجهاز التنفسي، وعليه فإنّ استنشاق الدخان يمكن أن يؤثّر على المعدة والأمعاء، ويسبب تهيّجًا في الجهاز الهضمي، كما يمكن أن يتسبّب في حدوث انتفاخ وتقلّصات وغازات في المعدة، مما يساهم في تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي، لذا يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين في التخفيف من بعض أعراض متلازمة القولون العصبي.