سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

القطع الجائر للأشجار من قبل المرتزقة كارثة بيئية على طبيعة عفرين..

ذكرت منظمة حقوق الإنسان بعفرين، في تقريرٍ صدر مطلع هذا العام، أن المرتزقة مما تسمى بـ “الجيش الوطني” قطعت نحو /500/ ألف شجرة، من بينها أشجار زيتون وسنديان، بالإضافة إلى حرق أكثر من /11/ ألف هكتار من المساحات الزراعية، منذ آذار 2018.
تُعدُّ عفرين من أهم المناطق السورية في زراعة الزيتون، كما تُعرَفُ محلياً بـ “بلاد الزيتون” لكثرة أشجار الزيتون فيها، حيث بلغ عددها حتى نهاية عام ٢٠١٧ أكثر من /١٨/ مليون شجرة زيتون منها /١٦/ مليون في طور الإثمار، حسب الأرقام المعتمدة من قبل الإدارة الذاتية في عفرين آنذاك.
وحول قطع أشجار الزيتون في عفرين من قبل المرتزقة التابعة للاحتلال التركي التي تسمى بالجيش الوطني السوري، والآثار السلبية الذي يخلفه القطع الجائر على طبيعة عفرين أعدت وكالة نورث برس التقرير التالي:
لم يشفع اخضرار الأشجار لبقائها منتصبةً
وتقول (أ. غ) 45 عاماً، من سكان مدينة عفرين، إن المرتزقة تقوم منذ احتلال المنطقة عام 2018، بالاستيلاء على الأراضي العائدة لسكان عفرين، ومن ثم قطع الأشجار وتحطيبها وبيعها.
مضيفةً بأنهم طردوا جارها جوان عبدو من المنطقة بحجة انتمائه “لأحزاب كردية”، وذلك للاستيلاء على أرضه المزروعة بأشجار الزيتون في محيط مدينة عفرين، والتي تُقدّر مساحتها بأربعة هكتارات، وقطعوا معظم أشجاره وتحطيبها بمناشيرهم الكهربائية، كحال بقية الأراضي التي استولت عليها، حيث لم يشفع اخضرار الأشجار وجمال منظرها لبقائها منتصبةً، على حد تعبيرها.
وأدى الاحتلال التركي لمنطقة عفرين في آذار 2018 إلى تهجير أكثر من /300/ ألف شخص من السكان الأصليين وتوطين الآلاف من عوائل المرتزقة في منازلهم وأراضيهم.
وفي آذار من العام الماضي، قالت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بأن المرتزقة في عفرين تقوم بنهب حصاد زيتون المزارعين واختطاف المدنيين مقابل دفع مبالغ مالية وتطرّقت إلى مضايقات متكررة يتعرض لها السكان على أيديهم.
“قطع الأشجار يهدد باختفاء غابات بأكملها”
وتراجعت نسبة السكان الأصليين المقيمين في عفرين إلى /34.8/ بالمئة بعدما كانت تتجاوز /97/ بالمئة قبل عام 2018، فيما وصلت نسبة المستوطنين في عفرين إلى /65.2/ بالمئة، ومعظمهم من سكان الغوطة بريف دمشق، حسب بيانات أوردتها منظمة حقوق الإنسان في عفرين.
وحذّر فواز الرحيل، وهو مهندسٌ زراعي من سكان عفرين، من المخاطر التي يشكّلها القطع الجائر للأشجار على طبيعة المنطقة وما تقوم به المرتزقة التابعة لتركيا من أجل كسب المال.
وأضاف فواز الرحيل بأن قطع الأشجار بأعداد كبيرة يهدد باختفاء غابات بأكملها في المنطقة، ما يؤثر بشكلٍ سلبي على نقاء الجو والواقع البيئي للمنطقة.