No Result
View All Result
المشاهدات 1
إعداد/ عبد الرحمن محمد –
الشاعر: عبد الرحمن عفيف –
الشاعر عبد الرحمن عفيف، شاعر رقيق مرهف الحس من روج آفا، وقع كتيب صفير يضم عدة قصائد له بين يدي، فرأيت فيه نبض شاعر رقيق ككلمة الشعر، عميق الذات كبحوره، واسع المعرفة كدلالاته، مكتنزا بالحب والعاطفة الجياشة التي رضع حليبها من روج آفا بشمسها وظلها وسهول قمحها، في مجموعته الشعرية الصغيرة “نجوم مؤلمة تحت رأسي” وفي مقدمتها شهادة من شاعر كبير بمثابة جواز سفر في عالم الشعر من الشاعر القدير شيركو بيكس جاء فيها: “موهبة آتية من بلاد ميديا، أرجوحتها سحابات من الحزن الأزلي الممتزج باللوعة الجبلية، إنِّي أحب هذا المهر الشعري وصهيله، حيث يمتد أمامه سهل من الجمر الذي يحرقه دوماً كي يكونه، والشعر هو العذاب أصلاً”.
“جناحَ الصّيفِ الفائتِ“
عامٌ يمضي
في منتصفِهِ هذا الحجرُ البنيُّ
بجانبِ الحجرِ
أنا…ممدّدٌ
لا أحدَ يعرفُ
هل أنا ميّتٌ أم حيٌّ!!
في الشّرفةِ
تلكَ الشّرفة التي أخترعُها في الشّعر
أرى ضفيرتيكِ
وتبتسمين في المرآةِ
– قبل ذلك لا ترينني وبعد ذلكِ
في شرفةِ الشّعر …
نقولُ – بيتي
نقولُ – الحمامةُ
نقولُ- بيتٌ وحمامةٌ فوق البيتِ
ولا نطيرُ
نحسُّ بيأسنا
بقوّة…
أو …نذهبُ إلى المنفى
عسى ننسى
الخريفَ الحقيقيَّ
وبدلاً عنهُ
فقط في الكلمة
ولا نستطيعُ أنْ نأكل من هذه الثّمار
إنّها مرّة وقاسية
الشّجرة كانت بيضاءَ
على جانبِ الشارعِ
عليّ أنْ أعدّ للامتحانِ القريب
الشّجرة أوراقُها بيضاءُ
وسأتسلّقها إلى القمّة
حيثُ أرى عامودا
– الجسر بقربِ البلديّة
إلى اليمين …!!
آخ… لم يحلَّ الشّتاءُ تماماً
وقطعةُ خبز العصافير مبتلّة
ثمرةٌ شوكيّة ساقطة
في أسفل الشّجرة
في الليلِ خلف الليل
قمر ضعيف
يدي… يدي … يدي
يدي الأُخرى
يدي في حبِّ أمينة
يدي فارغة
يدي الأخرى
رأيتُ سيّاراتِ العرسِ
إنّهُ الصّيفُ يدخّنُ في رأسي
– منفلتاً في قرى عامودا … أنجنُّ
وأجمعُ القشَّ والعناكبَ والأكياس الخضراء
لحيةُ الصيفِ ذهبيّة
في رأسي…
أرمي هذهِ الإشارة إلى الغصنِ
وأختبئ في لحافي
وفي الليلِ الشّجرةُ تتمايلُ
أخبّئ نفسي أكثرَ
لا أجدُ بوذا، إنّما الإشارةَ،
نفسي، الشّجرة
– وسطح الأشياءِ
غامقُ الحياةِ
لا تُرى … فاتحُ النّهارِ يُرى
أبيضُ الطّفلِ على أخضرِ البياضِ
ارجوحةُ الجدّ ذي النّهارِ وقبرٌ أخضر
ارجوحة العصفور ذي اليدِ المكسّرةِ
وأبي يأكلُ من الحياة…
الحبُّ مِن أوّل خاتمٍ فضيِّ
بخمسين ليرة سوريّة
صديقي غسّان يأخذهُ إلى الكتابِ
ويذهبُ في الشّارعِ
أو يعودُ الحبُّ بخمسين ليرة سوريّة
تصنعُ منهُ أمينة قفّازات ليدي
الباردة في الحب…
أو… أنا وغسّان سويّة نحبُّ مها
رأيتُها في المرآةِ
ابنة رأس السّنة
– إنّهُ حجري قربَ مدرسةِ المعرّي
– أنت طائش…
أيضاً غبارٌ على جاكيتي
منذ يومين من العرسِ
– سيكارة قربَ قطاةِ
سياجِ المعرّي
بلا جناح
هنا…
غنِّ يا صمتَ مئذنةِ زهرةِ القرمزِ الشتويّة
على أباريقِ مسجدِ عامودا الكبير
حيثُ يستيقظُ ماءُ صلاة الظهرِ
والحبُّ يمشي حافياً في الحواري
مثل لصٍّ منتصفِ النّهار
– رأيناهُ ملثّما يأكلُ الكرز ويقهقهُ
أيّها العندليبُ الفاجرُ على المقبرة
يا قمرَ وسطِ سرّة الحبِّ
لقد قتلنا أنفسنا بالأحلام
وأفلاطون العدسِ في الصّباحِ
يحصدُ أرواحنا الفتيّة
يا وسطَ قمرِ سرّة الحبِّ
لقد قتلنا أنفسنا بالأحلام
في هذه المدينةِ الصّفراءِ
تعلو روائحُ المجاري المتعطّلة
وصيفاً أيضا روائحُ النّعناعِ والأثداءِ الفتيّة
وصيفاً أيضاً ينحفُ الشبّان مِن الغرامِ الأعزلِ
وصيفاً أيضاً تعوي القلوبُ
على ستائر أسرّةِ الصباحِ…
انحر الشّمسَ على المكحلةِ
امشِ في وسطِ الطّريقِ وقل:
– عامودا…!!
قل: قلبي على الأشجارِ يخفتُ
وحين ترى عامودا
قل: مضت ورقةُ شتاءٍ وجاءت ورقةُ شتاءٍ
وانظرْ في الطريق
عسى جناحٌ يعرفُ
كم تألّمنا !!!
وإنْ رأيتَ عامودا
قل: تعالَ يا جناحَ الصّيفِ الفائتِ
تعالَ…!!!
No Result
View All Result