No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ مصطفى السعيد –
عانت مدينة الطبقة خلال فترة طويلة من غياب الثقافات والمواهب التي كانت موجودة في المدينة بسبب سيطرة المرتزقة لفترة طويلة عليها، ما جعل الفنانين والمثقفين يخفون الكثير من مواهبهم وإبداعاتهم الثقافيّة والفنيّة، وقد كانت العقوبة قاسية على الفنانين، فكانوا تحت رحمة بنادقهم وسكاكينهم التي كانت تحزُّ الرقاب.
عملت فصائل المرتزقة؛ وداعش على وجه الخصوص على إضفاء ثقافة السواد والظلام على كلّ شيء، ليسبح المجتمع في ظلام دامس وثقافة ضلاليّة وجهل مميت، لتنقل فيما بعد كل تلك الثقافة إلى الأجيال القادمة وكانت المجزرة الثقافيّة إن صحَّ التعبير في نهب وتخريب المركز الثقافيّ من قبل مرتزقة جبهة النصرة عام 2013م. ليُكمل مرتزقةُ داعش المهمة بتحويل ذات المركز إلى معتقل وسجن نُفّذت فيه جرائم مروّعة بحق الإنسانيّة.
بعد تحرير الطبقة على يد مقاتلات ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطيّة في العاشر من أيار 2017م. بدأت حركة الثقافة والفن تعود بالتدريج للمدينة لتعود البسمة على وجوه فناني ومثقفي الطبقة من جديد.
وفي لقاء لنا مع الفنان المسرحيّ فراس رمضان إضاءة على بعض الجوانب منها الحديث عن تجربته المسرحيّة ومعاناته، وابتدأ حَدَيثه: (بدأت في عمر أربع سنوات وشاركت في عدّة أعمال مسرحيّة للأطفال، قمت في أحدها بدور «جمال باشا السفاح» وفي مسرحية شعبيّة قمت بدور أبي جاسم ومن هذه البداية نمت بذور الموهبة، وخلال تلك الفترة تعلمتُ إلى جانب الفن المسرحيّ الموسيقيّ أيضاً).
وتابع رمضان: (تميّزت بين أقراني مجال المسرح والموسيقا والفصاحة والخطابة، وأما مرحلة الشباب فكانت مفصليّة فهنا بدأت بالعمل كممثل ومخرج مسرحيّ وكاتب للنصوص المسرحية، وأول مسرحيّة كتبتها كانت تحمل اسم «الموت والجنون» من تأليفي وإخراجي، وحاز هذا العمل على الجائزة الأولى في المهرجان المسرحيّ للشباب، وبعدها كانت الانطلاقة نحو الإخراج في مسرحية «البحث عن طريف الحادي» الذي شاركنا به في مهرجان القاهرة العربيّ، وحصل العمل خلال المهرجان على جائزة أفضل ممثل عربيّ، وفي نفس الإطار شاركت في عدّة مهرجانات في تونس والأردن وغيرها).
المرتزقة يقتلون الثقافة:
عن الأزمة وتأثيرها على حركة الفن في المنطقة أكمل رمضان: (كان آخر أعمالي قبل الأزمة هو عمل بعنوان «الطريق إلى الشهرة» قمت فيه بدور كاتب إنكليزيّ «هيروسترو» وحصل العمل على جائزة أفضل ثاني ممثل، أما في مجال الفنون الموسيقيّة فقد عملت في فرقة الرقة للفنون الشعبيّة التي شاركت في مهرجانات على مستوى العربيّ والدوليّ بالإضافة لإشرافي على تدريب فرقة المراسم النحاسيّة لمدّة عشر سنوات قبل الأزمة السوريّة .أثناء الأزمة توقفت عن العمل بسبب سيطرة المرتزقة على المنطقة، ومنعها لأي شكل من أشكال الفنون، وبخاصة داعش الذين أجبروني على «الاستتابة» من الأعمال الفنيّة والمسرحيّة خلال الفترة الماضية، وكبت مواهبي خلال تلك الفترة بسبب تلك الظروف التي خيّمت على المنطقة.
ولادة جديدة:
بعد التحرير حانت الفرصة من جديد لإعادة حركة الفن إلى مجراها الطبيعي في المنطقة، وإعادة إصلاح ما تمَّ تدميره، ويتحدث فراس عن ذلك بالقول: (بعد تحرير المنطقة من داعش بدأت العمل على إعادة ترتيب مواهبي واستعادة البسمة المخطوفة من وجه أطفال بلدي، وبدأت العمل من خلال تشكيل فرقة مسرح الجوال، وعرض دمى تُمثِّل: السنافر- توم وجيري- ميكي موس – وغيرها، وألَّفت بعد تحرير الطبقة عدة مسرحيات للأطفال الهدف منها إعادة البسمة إلى وجوههم بعد سنوات العذاب، وأسست فرقة الفنون الشعبية والمسرحية في المركز الثقافي للانطلاق بالثقافة من جديد. وأعمالي في الوقت الحالي هي تدريب الأطفال على عمل أوبرا(مسرحية راقصة تعبيريّة) بعنوان «الأطفال يبنون العالم» وفكرة العمل من أجل أن يبني الأطفال عالماً خالياً من الحروب بعيد عن الشر والأشرار، بعيداً عن شريعة الغاب، في عالم نقي كنقاء قلوبهم، بالإضافة إلى تدريب فرقة الفنون الشعبيّة لإحياء تراث الفرات والأغنية الفراتيّة الشعبيّة.
No Result
View All Result