الكلية: هي عضو في جسم الإنسان لها شكل حبّة الفاصولياء موجود في المنطقة البطنيّة، وظيفتها تنقية الدم وتفريغ الفضلات النّاتجة عن الأيض على شكل بول، وتنظيم تركيز الأيونات في الجسم، مثل:(البوتاسيوم، والصوديوم، والفوسفات، والهيدروجين وغيرها)، وللكلية أهميّة كبيرة في تنظيم ضغط الدم وتحويل فيتامين “د” إلى شكله النّشط في الجسم، كما للكلية دور مُهمّ في تنظيم درجة حموضة الجسم وإنتاج خلايا الدم الحمراء، حيث أن طول الكلية الواحدة في جسم الإنسان يصل إلى 4 إنش، وعرضها إنشان، وسمكها إنش واحد، تزن الكلية الواحدة ما يُقارب 113-170 غرام عند الشّخص البالغ.
الفشل الكلوي
عندما تفشل الكلية في أداء وظائفها، أو يحدث قصور في وظائف الكلى، يُسمّى ذلك بالفشل الكلويّ، وعدم قدرة الكلى على أداء وظائفها يؤثّر على معظم أجزاء الجسم، لأهميّة الوظائف التي تُؤديّها الكلى، وينقسم الفشل الكلويّ إلى نوعين، (حادّ ومزمن).
1ـ الفشل الكلويّ الحادّ
ـ هو حدوث قصور في قيام الكلى بوظائفها بشكل مُفاجئ، ممّا يؤدّي إلى حدوث خلل في مُعظم أعضاء الجسم، لأهميّة الوظائف الحيويّة التي تقوم بها الكلى.
ـ يمكن أن يحدث الفشل الكلويّ الحاد خلال ساعات معدودة، أو يحدث على مدى أيام أو أسابيع مَعدودة.
ـ الفشل الكلويّ الحادّ أمر يستوجب رعاية طبية حثيثة، لكن لحسن الحظّ أنه يمكن إرجاع الكلى إلى حالتها السليمة إذا تم التدخّل الطبيّ في الوقت المناسب وبشكل كافٍ ومناسب.
الأسباب
ـ تعرُّض الكلية لضربة أو حادث.
ـ تعرُّض الكلية لالتهاب أو سموم كيميائيّة، كتناول كميّات كبيرة من الأدوية، خاصّةً المُضادّات الحيويّة، مثل: (الميثيسيلين، أو تناول المعادن الثقيلة، أو الإدمان على الكوكائين).
ـ انخفاض حجم الدم عن طريق الحروق أو الجفاف أو النّزف الشّديد.
ـ حدوث انسداد في القناة البوليّة.
ـ مُتلازمة انحلال الدم اليوريميّ.
ـ كل هذه الأسباب تُؤدّي إلى تدمير الأنابيب الكلويّة بشكل مُباشر أو غير مباشر عن طريق تقلّص الأوعية الدمويّة الكلويّة، ممّا يُؤدّي إلى نقص تروية الكلية.
ـ كما أنّ الجفاف وانخفاض ضغط الدم يُمكن أن يُؤدّيان إلى حدوث نقص تروية الأنابيب الكلوية.
الأعراض
ـ شحّ البول.
ـ انتفاخ الجسم نتيجة عدم التخلّص من السّوائل الزّائدة، خاصّةً في اليدين والقدمين.
ـ إسهال يصاحبه دم.
ـ تعب عام.
ـ غثيان واستفراغ وفقدان للشهيّة.
ـ ألم في منطقة الكليّة أي عند الخاصرة.
ـ ارتفاع ضغط الدم.
ـ ألم في الصدر أو الإحساس بشيء ضاغط على الصدر.
العلاج
ـ بما أن أسباباً كثيرةً تُؤدّي إلى حدوث الفشل الكلويّ الحادّ، يكون العلاج بعلاج المُسبّب، وبما أن الفشل الكلويّ هو قصور الكلى في القيام بوظائفها الطبيعيّة، فيكون هدف العلاج هنا أولاً بإنقاذ حياة المريض إذا كانت حالته حرجةً، ثم مُحاولة إرجاع عمل الكلية إلى وظائفها الطبيعيّة.
ـ ويجب الانتباه أثناء مُحاولة إرجاع وظائف الكلى إلى حالتها الطبيعيّة إلى الانتباه لعدم تراكم المزيد من السّوائل عن طريق إعطاء مُدرّات بوليّة، ومُراقبة والحدّ من السّوائل الدّاخلة إلى جسم المريض.
ـ بالإضافة إلى الانتباه إلى غذاء المريض، حيث يجب أن يتّبع المريض حميةً غذائيّةً غنيّةً بالكربوهيدرات وقليلة البروتين والأملاح والبوتاسيوم.
ـ إذا تبيّن وجود أيّ التهاب يجب إعطاء المريض مُضادّ حيويّ، ويُمكن للطّبيب أيضاً أن يصف مُضادّاً حيويّاً لوقاية المريض من أيّة التهابات مُحتملة.
ـ إذا كان هناك خلل في الأيونات في الجسم فيجب اتّباع المنهج الصّحيح في علاج الأيون مُختلّ النّسبة، فمثلاً إذا كان هناك زيادةً في نسبة البوتاسيوم في الدم يجب إعطاء المريض الأنسولين والكالسيوم.
ـ أمّا إذا كانت نسبة الكالسيوم في الدم أقلّ من الطبيعيّ، فيجب تزويد المريض بالكالسيوم.
ـ ويمكن أن يلجأ الطّبيب لغسيل كلى المريض لطرد السّموم المُتراكمة في الجسم.
2ـ الفشل الكلويّ المزمن
الفشل الكلويّ المزمن يعني تقدّم واستمراريّة الكلية بفقدانها القدرة على القيام بوظائفها لكن بشكل تدريجيّ خلال فترة من الزّمن تمتدّ إلى عدّة سنوات، وقد لا تظهر أعراض الفشل الكلويّ المُزمن بشكل جليّ وواضح إلّا في المراحل الأخيرة منه.
الأسباب
ـ السُكّري بنوعيه: الأول والثّاني، خاصّة في المرضى الذين يُهملون حالتهم الصحيّة، فالسكري يُؤثّر على المدى البعيد على الكلى.
ـ ارتفاع ضغط الدم.
ـ أمراض الكلى، مثل التهاب الكلية.
ـ تضيُّق الشّريان الكلويّ.
ـ الإصابة بمرض الملاريا.
ـ الإدمان على المُخدّرات.
ـ بعض الأمراض المناعيّة، مثل مرض الذّئبة الحُماميّة الجهازيّة.
ـ تشوه خلقيّ في الكلى.
ـ تناول مواد ذات سميّة على الكلى، مثل بعض الأدوية، كالأدوية الكيميائية التي تُعالج الأورام السرطانيّة، أو الأسبرين.
ـ التّدخين.
الأعراض
ـ فقدان الشهيّة.
ـ صداع.
ـ جفاف في الجلد وحكّة.
ـ غثيان وشعور بالتّعب.
ـ فقدان للوزن.
ـ حكّة في الجلد.
ـ ألم في العظام.
ـ دوخة وعدم القدرة على التّركيز.
ـ ضيق في التنفّس.
ـ انتفاخ الأطراف.
ـ رائحة للنَّفَس.
ـ استفراغ، خاصة في الصّباح الباكر.
ـ فقر الدم.
ـ حدوث تشنّجات في العضلات.
ـ نزول دم مع البول، ويكون لون البول غامقاً.
ـ ارتفاع ضغط الدم.
ـ كثرة التبوّل، خاصّةً في اللّيل.
ـ ألم في الخاصرة.
العلاج
ـ كلّما تم تشخيص المرض أبكر تمّت السّيطرة أكثر على تدهور وظائف الكلى.
ـ يكون العلاج أولاً بعلاج المرض المُسبّب لفشل الكلى المُزمن، فيجب علاج فقر الدم إن دلّ فحص الدم على وجود أنيميا، وإذا دلّت فحوصات كيمياء الدم على زيادة نسبة الفوسفات في الدم أو نقص نسبة الكالسيوم في الدم فيجب علاج ذلك بإعطاء أدوية لتخفيض نسبة الفوسفات وتزويد المريض بمُكمّلات الكالسيوم، إذا كان جسم المريض يحتبس الماء فيجب إعطاء مُدرّات للبول، ويكون مُستوى فيتامين د عند مرضى الكلى غالباً مُنخفض لأنّه يُحوّل إلى صورته النّشطة عن طريق الكلى فيجب تزويد المرضى بفيتامين د، إذا كان المريض يُعاني من ارتفاع في ضغط الدم فيجب السّيطرة عليه حتّى لا يؤثّر ذلك أكثر على حالة الكلى سوءاً.
ـ قد يحتاج مريض الفشل الكلويّ المُزمن إلى غسل كلى للتخلّص من السّموم المُتراكمة في الكلى خاصّةً في المراحل المُتأخّرة، حتى أن بعض المرضى سيكون علاجهم الدّائم هو غسيل الكلى إلى حين إيجاد مُتبرّع بكلية.