مركز الأخبار ـإبادات عدة؛ ترتكبها دولة الاحتلال التركي في الشرق الأوسط، وتستهدف شعوبها المسالمين وعلى وجه الخصوص الشعب الكردستاني؛ سائرة على خطا جدتها الدولة العثمانية في ارتكابها للفرمانات المتعددة بين الفينة والأخرى، وما الهجمات الاحتلالية على باشور كردستان؛ سوى السير في السياسة نفسها. في الوقت الذي ناهضت دول وشعوب عدة تلك الممارسات..
شنت دولة الاحتلال التركي خلال الأيام الماضية هجمات متكررة على جبال شنكال ومخمور ومناطق الدفاع المشروع؛ ما أثار ردود فعل عراقية وعربية منددة بهذه الهجمات، في الوقت الذي تمارس فيه سياستها الاستبدادية في المناطق السورية المحتلة من جرابلس، إعزاز، كري سبي، سري كانيه، وعفرين، وكذلك هجماتها على ليبيا؛ بغرض احتلالها.
وبيّنت الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة ليلى إبراهيم أن الهدف من الهجمات الأخيرة لجيش الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع ومخيم مخمور وشنكال بشكل خاص زعزعة الأمن والاستقرار في شنكال وحرمانه من حقوقه المشروعة في الحياة.
وأكدت ليلى إبراهيم أن هجمات الدولة التركية ليست بجديدة وإنما هي امتداد لسلسلة الهجمات ضد الشعب الإيزيدي منذ مئات السنين، وقالت: “اليوم أردوغان يستكمل ما عجز عنه أجداده العثمانيون، وحليفته داعش بإبادة الشعب الايزيدي”.
وأشارت إلى أن شعب شنكال يعيش على أرضه ولم يطلق يوما طلقة باتجاه أحد، وفي المقابل تقوم دولة الاحتلال التركي بقصف هذا الشعب، في محاولة لإنهاء وجوده على أرضه، على الرغم من أنه ما زال يعاني من هجمات حليفته داعش التي شنت هجمات على شنكال عام 2014.
وأوضحت ليلى ابراهيم أن الدولة التركية تعادي شعوب المنطقة كافة من الكرد والعرب والسريان، وقالت: “تركيا تستهدف الشعب الإيزيدي لأنها مدركة بأن الشعب الايزيدي هو أصل ثقافة الشعب الكردي لذلك تحاول النيل منه”.
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالخروج عن صمتها تجاه جرائم وهجمات جيش الاحتلال التركي بحق شعوب المنطقة، وبينت أن صمتها هو بمثابة الموافقة على قتل شعب عريق ومسالم.
ومن جانبه؛ أكد المحلل السياسي العراقي الدكتور عبد الكريم الوزان أن الهجمات التركية تعكس ضعف الموقف والسيادة العراقية التي شجعت تركيا وغيرها على انتهاكها، وأشار إلى أن كل القوانين الدولية ترفض الانتهاكات التركية.
واستنكرت وزارة الخارجية العراقية بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة انتهاك سيادة البلاد. واستدعت وزارة الخارجيّة السفير التركي في العراق مجدداً (الخميس)، وسلّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة داعية إلى الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة، مطالبة الحكومة التركية “أن تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حدّاً لهذه الاعتداءات”.
وحول ذلك قال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان لوكالة هاوار: “إن الانتهاكات التركية تحدث في وقت يمر فيه العراق بأزمات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية، وفي وقت مرشح فيه العراق لأن يصبح ساحة حرب بالنيابة بين أمريكا وإيران؛ مما تسبب في عدم الاستقرار، بالإضافة إلى استغلال جيوب داعش”.
وبدورها؛ أكدت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آنييس فان دير مول، وبلهجةٍ حازمة: “إن ما حصل لن يبقى دون ردّ، فباريس تدرس وسائل الردّ على الانتهاكات التركية الأخيرة وتتشاور مع شركائها الأوروبيين لمواجهة مخاطر استراتيجية على أوروبا.” بحسب ما أفادت شبكة العربية.
ولا تتردّد فرنسا في القول همساً إن تركيا أصبحت مشكلة داخل الحلف الأطلسي، وتكشف باريس تباعاً عمّا تسمّيه سلسلة انتهاكات تركية سُلّط الضوء على بعضها فقط.
وترى فرنسا أن تصرفات تركيا تفرض مخاطر استراتيجية على أوروبا، من هنا استُنفر محور باريس – برلين ـ لندن لتسريع وقف إطلاق النار في ليبيا، كما تعدّ فرنسا أيضاً أن الأتراك ينتهكون سيادة العراق في تحركهم ضد مقاتلين من الكرد هناك ويتحالفون في سوريا مع “إرهابيين” يحاربهم التحالف الدولي ضد داعش وتنقل تركيا بعضهم إلى ليبيا ليكونوا على مرمى حجر من القارة العجوز.