بروحه الوطنية ونضاله الباسل، سجل تاريخ مقاومة مدينته على صفحات التاريخ، وتحدى أعداء شعبه وقضيته، رغم كبر سنه وتدهور حالته الصحية، العم “Nemir” “خليل عثمان حمي”، كان ولازال رمزاً من رموز مقاومة كوباني ومثالاً للروح الوطنية.
“خليل عثمان حمي”، المعروف بـ العم “Nemir”، ولد عام 1950 في قرية دهابن شرقي كوباني، وكان الابن الوحيد لأسرته، أخ لخمس شقيقات، وأب لستة أولاد، ترعرع في كنف عائلة وطنية محبة للوطن، وقضية الشعب الكردي، في منزل متواضع في حي كانيا كردان، حيث كان يعمل في الزراعة لإعالة أسرته، لكن رغم ذلك واصل مسيرته النضالية في قضية الشعب الكردي، وعليها اعتقلته حكومة دمشق ثلاث مرات.
لقائه مع القائد عبد الله أوجلان واندلاع ثورة 19 تموز
وقد التقى العم “Nemir” القائد عبد الله أوجلان، في 1980، حيث شكل ذلك اللقاء منعطفاً تاريخياً في حياته النضالية، كان كفيلاً بأن يخلق منه شخصية وطنية، ليضحي بأغلى ما لديه في سبيل وطنه وقضيته.
ومنذ اندلاع شرارة ثورة 19 تموز في مدينة كوباني، حمل العم Nemir”” على عاتقه حماية أرضه وشعبه من الأعداء والمحتلين، ومع بداية الثورة أصبح مقاتلاً ريادياً في وحدات حماية الشعب، حيث شارك مع أبناء مدينته في حماية قرى مدينته من مرتزقة “جبهة النصرة”.
وإبان شن مرتزقة داعش الإرهابي بدعم لوجستي وعسكري من دولة الاحتلال التركي، على قرى ومدينة كوباني في 15 أيلول عام 2015، شارك مع أبنائه الأربعة في مقاومة كوباني التاريخية، ولم يتركوا مدينتهم للأعداء، بل توزعوا على جبهات مختلفة في المدينة إلى جانب رفاقهم، وقدموا مقاومة باسلة في سبيل تحرير مدينتهم، ودحر المرتزقة من أرضهم، ليستشهد على إثره أحد أبنائه “عثمان حمي” في المجزرة التي ارتكبت في كوباني بتاريخ 25 حزيران 2015.
وأثناء تصديهم لمرتزقة داعش الإرهابية في كوباني، أصيب العم “Nemir” مرتين خلال مقاومتهم، فقد إحدى ذراعيه، وعلى الرغم من ذلك كله لم يتنحَ المناضل “Nemir” عن هدفه، بل واصل نضاله حتى تمكن مع رفاقه من دحر المرتزقة من مدينتهم، وعلى إثره أسماه رفاقه بالعم “Nemir” أي الخالد.
استشهاد العم Nemir”“
وفي 14 تشرين الأول استشهد العم ” Nemir”، إثر تعرضه لنوبة قلبية، بعد صراع طويل مع المرض، ليوارى جثمانه الثرى في مزار الشهيدة “دجلة”، بمراسم مهيبة، قد حضره المئات من أهالي مقاطعة الفرات بمدينة كوباني.
وفي السياق ذاته، التقت صحيفتنا روناهي ذوي ورفاق العم “Nemir”، وكانت من بينهم زوجته “شمسة محمد“، والتي قالت: “عندما سلك زوجي وأولادي درب النضال والمقاومة كانوا مدركين جيداً بأن الثمن سيكون أرواحهم”.
وتابعت: “عندما استشهد ولدي عثمان في سبيل حماية أرضه ووطنه، أدركت حينها بأنه يتطلب منا بذل المزيد من الجهد في سبيل درب الكفاح والنضال، وباستشهاد زوجي زادت على عاتقنا مسؤولية أكبر تجاه قضيتنا وشهدائنا”.
وأشارت بأن “الشهيد “Nemir”، كان يركز دوماً على الالتفاف حول القضية الكردية، والسير على فلسفة القائد عبد الله أوجلان، وكان دوماً يعلم أولاده كيفية الحفاظ على قيم الشهداء والثورة، لذا فنحن عائلة الشهيد Nemir” “، نعاهد بالسير على خطاه وإكمال مسيرته النضالية حتى الرمق الأخير”.
فيما تحدث عضو فدراسيون جرحى الحرب في مقاطعة الفرات، ورفيق درب الشهيد “”Nemir، “جوان آزاد“، عن التضحيات الذي قدمها العم Nemir في ثورة روج آفا: “رغم كبر سنه وتدهور حالته الصحية المتدهورة، صان عهده بحماية مدينته وأهلها من المتربصين، وقاوم في وجه الطغاة والمرتزقة، حتى أصبح رمزا للمقاومة والنضال لمقاومة كوباني التاريخية”.
وأكد، بأنه كان صاحب إرادة وإصرار وروح وطنية بحتة: “في معركة كوباني الباسلة ناضل بكل جسارة مع أبنائه الأربعة، حتى أصبح أحد قادة مقاومة كوباني، وتمكن من دحر مرتزقة داعش من كوباني”.
فيما اختتم عضو فدراسيون جرحى الحرب في مقاطعة الفرات، ورفيق درب الشهيد “”Nemir، “جوان آزاد” حديثه: “بتلك الروح الذي صان بها العم Nemir مدينة كوباني من برابر الإرهاب؛ نعاهده بمواصلة دربه والسير على خطا الشهداء وصون إرثهم المقدس حتى الرمق الأخير”.