يقف اقتصاد المرأة عموما، وفي المتغيرات البيئة عامة، في مواجهة التحديات المتمثلة بسنوات الجفاف، أو الظروف البيئية الحرجة، التي مرت بها المنطقة خلال السنوات السابقة؛ وهذا ما دفع اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار إلى القيام بجملة من القرارات والأعمال، التي تنمي عجلة الاقتصاد نحو التقدم والازدهار، لما يهم المنطقة عامة.
وأكدت الإدارية في اقتصاد المرأة بمؤتمر ستار جوهرة محمد: “إن بناء اقتصاد متين يتطلب خططا مدروسة؛ لمواجهة المتغيرات البيئية المختلفة، تتمثل أغلبها في سنين الجفاف، فمن أجل ذلك قام اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار ببناء مشاريع زراعية هامة، ووضع خطط مستقبلية، للنهوض بواقع المرأة، الذي يؤدي بدوره إلى تقدم اقتصاد المجتمع عامة”.
وحول الأعمال التي قام بها اقتصاد المرأة؛ قالت جوهرة: “وضعنا خططا هامة، وقابلة للتطبيق المبرمج لمشاريع مهمة في الدرباسية، والشدادي، وتل تمر في الأراضي التابعة لاقتصاد المرأة في مؤتمر ستار، بميزانية تقدر بمائة وعشرين ألف دولار أمريكي، كما تم تأمين مستلزمات السقاية والري، وحفر آبار وتوفير مستلزماتها من غطاسات ومولدات كهرباء لاستخراج المياه من الآبار الموجودة، التي تم حفرها، وبناء مسكن للقائمين على العمل في تلك الأراضي”.
قيمة المشاريع وأهدافها
وانطلاقا من قيمة المرأة في المشاركة الاقتصادية، والاهتمام بواقعها الاقتصادي، فقد هدفت تلك المشاريع إلى تطوير وعي العاملات الفني وتدريبهن للقيام بالإعمال الموكلة لهن بمهنية عالية، والمشاركة في تلك المشاريع المهمة، إضافة إلى تنظيم أعمالهن ضمن الجمعيات العاملة، وكل ذلك يصب في تطور شخصية المرأة القيادية، وتنمية نظرتها الفكرية للتطور، وبلوغ مرادها في التنمية الاقتصادية، وبهذا الطرح المهم تحدثت جوهرة محمد: “تم الإعداد الوافي، وتنظيم العمل في جمعيات تنظم وتساعد عوائل الشهداء في قرية كركند في الدرباسية، وقد ضمت تلك الجمعيات ثلاثة عوائل شهداء؛ لإعالتهم ومساعدتهم في مواجهة الواقع المعيشي، وتم العمل في مشروع تابع لاقتصاد المرأة في تل شنان في ناحية تل تمر، ومشروعين أيضا في أراضي “أبوفاس، و”البلاشة” التابعة لمدينة الشدادي، وفي هذا الخصوص تكون هذه المشاريع قد قدمت إعالة مهمة لعوائل الشهداء وتمكينهم في العمل، والمردود المادي، والاستفادة من المشاريع المقامة”.
الخدمات المقدمة للمشاريع
هذا وأوضحت جوهرة محمد الخدمات اللازمة والضرورية، التي يقدمها اقتصاد المرأة، ويوليها جانبا كبيرا من الأهمية؛ لاستمرارية العمل والإنتاج في تلك المشاريع المقامة:” تم مؤخرا تزويد الجمعيات والقائمين على أعمال هذه المشاريع بالبذار، والأسمدة الضرورية اللازمة، وتم تزويدها بالمحروقات الكافية، واللازمة لعمل محركات الطاقة، المستخدمة في استخراج المياه من البئر الموجودة، حسب قدرتنا الكافية، وحسب الخطة الزراعية المتبعة، تجنبا لمخاطر شح المحروقات، أو انقطاع الأمطار”. ونوهت جوهرة إلى أن هذه المشاريع قد تمت زراعتها في هذه السنة من الموسم الفائت، بالقمح والشعير، وقد كان مردود الإنتاج جيدا، ومغطيا التكاليف، في بعض المشاريع التي أقيمت، وكان إنتاج البعض منها الآخر متدنيا قليلا، وقد تم توريد إنتاج المحصول كله إلى مركز شراء المحاصيل، وتخزين قسم منه للبذار في الموسم القادم.
واختتمت الإدارية في اقتصاد المرأة بمؤتمر ستار في ختام حديثنا معها عن دور الجمعيات التعاونية “الكوبراتيفات”، وأهميتها في تطوير الاقتصاد عموما في المنطقة، وتوفير فرص عمل للنساء، اللواتي يسعين لأن يكون لهن دور فاعل في تأمين مستلزمات أسرهن، أو المساهمة الفعالة والتشاركية في بناء اقتصاد المرأة عموما، وهذا ما يجعل المرأة متفاعلة مع القيم المجتمعية، وبناء علاقات توافقية تآلفية، وتعاونية بين أبناء المجتمع الواحد.