سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العالم أبو حنيفة الدينوري… أول من وثّق التاريخ الكردي والعلوم

أبو حنيفة أحمد، ابن داود، ابن ونندي الدينوري، وُلِد في بداية القرن الثالث الهجري في مدينة دينور بمنطقة كرماشان شرق كردستان. مدينة دينور، التي كانت مركزًا للسلطة والعاصمة للدولة الحسنوية الكردية، ولعبت دورًا هامًا في التجارة والعلم على طريق الحرير.
يعتبر العالم والأديب الكردي أبو حنيفة الدينوري، من العلماء الذين تركوا بصمة كبيرة في مجالات متعددة كالرياضيات والفلك والتاريخ، كما يُعد الدينوري أول من وثّق تاريخ الكرد في كتابين، مما جعله شخصية بارزة في توثيق المعرفة والعلوم.
كذلك كان الدينوري عالمًا متعدد التخصصات، حيث برع في الأدب والفلسفة والتاريخ وعلم الفلك، لقد سافر إلى مدن أصفهان والكوفة والبصرة طلبًا للعلم، ودرس في مجالات الأدب والفلسفة والتاريخ، مما جعله واحدًا من أبرز العلماء في زمانه.
كتب الدينوري أكثر من 20 كتابًا مهمًا في مجالات متنوعة، من أبرزها: “كتاب تاريخ الكرد، كتاب النبات، كتاب الجبر، كتاب دارة القمر، كتاب تحقيق المبادئ الفلكية الأصفهانية، كتاب الحساب، كتاب الرياضيات الهندية، ديوان الشعر والشعراء، كتاب التاريخ، كتاب الدول”.
في مجال علم الفلك، كتب الدينوري “كتاب النبات”، الذي يُعتبر عملًا هامًا في البحث العلمي، وقد سجل فيه أسماء العديد من النجوم المختلفة. أصبح هذا الكتاب مرجعًا كبيرًا في عصره، واستفاد منه العديد من العلماء في زمنه وبعده.
في مجال كتابة تاريخ الكرد، كان له دور ريادي. في كتابه “تاريخ الكرد”، وثّق أصول وتاريخ الكرد، وكان أول من سجل الأحداث الكردية على هذا المستوى التاريخي، من قِبل أشهر المؤرخين الكرد مثل شرف خان البدليسي. ولكن يبقى أمراً مشكوك فيه، حيث لم يبقَ أي مصدر لهذا الكتاب، ويُعتبر الآن من الكتب المفقودة. في علم الفلك، كان الدينوري اسمًا بارزًا، حيث كان يمتلك مراصد وأدوات خاصة لدراسة النجوم والظواهر الفلكية، يُقال إن أدوات الدينوري كانت دقيقة جدًا واستُخدمت بعده من قبل العلماء المتقدمين.
من الجدير بالذكر، بعد مئات السنين من وفاته، استُخدمت أعماله كمرجع هام في علم الفلك، وفي الوقت نفسه، كانت كتبه في علم النبات من بين أفضل المصادر في عصره للتعرّف على الظواهر الطبيعية.
الدينوري، الذي عاش في مدينة دينور، قدّم للعالم إسهامات علمية وأدبية غزيرة، مما جعله شخصية مؤثرة في تاريخ العلم والمعرفة. أعماله ومؤلفاته لا تزال تُلهِم الباحثين والعلماء حتى اليوم، وتعتبر مرجعًا هامًا في دراسة تاريخ الكرد والعلوم الطبيعية.
وكالات