سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الصحّةُ العالميةُ تتوقّعُ نهايةَ وباءِ كورونا في أوروبّا بعد أزمةِ أوميكرون

أعلن مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، هانس كلوغه، أن المتحوّرة ”أوميكرون“ التي قد تصيب 60% من الأوروبيين بحلول آذار/مارس، أطلقت مرحلة جديدة من وباء كوفيد-19 في المنطقة، وقد تُقرّب الأزمة الصحية من النهاية.
وقال كلوغه لوكالة ”فرانس برس“: إنه من المحتمل أن تكون المنطقة تقترب من نهاية الوباء، لكنّه حضّ على الحذر من واقع تغيّر الفيروس.
وأضاف: حين تهدأ موجة أوميكرون، ستكون هناك مناعة جماعية مدى أسابيع وأشهر، إما بفضل اللقاح، وإما لأن الناس قد تكوّنت لديهم مناعة بسبب الإصابة.
لكن المسؤول أكد ”أننا لسنا في مرحلة مرض متوطِّن“، وأوضح: ”أن يكون المرض متوطنا يعني أنه يمكننا التنبؤ بما سيحدث، لكن هذا الفيروس أثار مفاجأة أكثر من مرة، فعلينا بالتالي أن نكون شديدي الحذر“.
وفي الاتحاد الأوروبي، والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، ظهرت هذه المتحورة في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، وهي أشد عدوى من دلتا، وباتت الآن المتحورة المسيطرة حسب وكالة الصحة الأوروبية.
ومع الارتفاع الكبير في عدد الإصابات، أصبح الأمر يتعلق الآن بـ“الإقلال من الاضطراب وحماية الأشخاص المعرضين للخطر“، ولم يعد التركيز فقط على الحد من انتقال العدوى.
وكان العلماء قد أعلنوا قبل أيام، أنهم يرصدون عن كثب نسخة جديدة من المتحوّرة أوميكرون اكتُشفت قبل بضعة أسابيع، وتبدو أقرب إلى فيروس كورونا الأصلي.
لكنهم يسعون لتعميق معرفتهم بخصائصها وتداعياتها المحتملة على تفشي الوباء في المستقبل،
وشرحت منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، أن تسمية أوميكرون، هي في الواقع ”مصطلح عام“ يعني دون تمييز عدة سلاسل من الفيروس القريبة بعضها من بعض.
وبين هذه السلالات الخاضعة للمراقبة، التي تندرج تحت اسم أوميكرون، فإن النسخة المسمّاة ”بي ايه،1“ (BA،1) هي تلك المهيمنة تقريبًا.
إلا أن بعض المعطيات تلفت الانتباه، فقد أصبحت نسخة أخرى “بي ايه،2“ (BA،2) مهيمنة في الهند والدنمارك، حيث بدأ عدد الإصابات بالارتفاع منذ بضعة أيام.
وصرّح خبير الأمراض المعدية أنطوان فلاهولت لوكالة ”فرانس برس“ أن الأمر الذي يفاجئنا هو السرعة، التي تنتقل فيها هذه النسخة من المتحوّرة، التي انتشرت كثيرًا في آسيا، وتمركزت في الدنمارك“.
وتابع: ”كانت البلاد تنتظر بلوغ ذروة عدد الإصابات في منتصف كانون الثاني/يناير، لكن ذلك لم يحصل، وربما نجم ذلك عن هذه النسخة من المتحوّرة، التي تبدو شديدة العدوى، لكنها ليست أكثر ضراوةً“ من الفيروس الأصلي.
وتنتظر السلطات الصحية معرفة تفاصيل أكثر عنها، وقالت هيئة الصحة العامة الفرنسية: إن ما يهمّنا هو ما إذا كانت (هذه النسخة من المتحوّرة) لديها خصائص مختلفة عن (بي ايه،1) في ما يخصّ العدوى والهروب المناعي والضراوة“، وحتى الآن، اكتُشفت بي ايه،2 في فرنسا،” لكن بمستويات منخفضة جدًا“.
في المقابل، وتحديدا في الدنمارك، تحلّ هذه النسخة تدريجيًا محل بي ايه،1، النسخة” الكلاسيكية“من المتحوّرة أوميكرون، حسب هيئة الصحة العامة الفرنسية.
وأضافت: أن السلطات الدنماركية لا تفسير لديها حول هذه الظاهرة، لكن تتمّ متابعتها عن كثب“.
من جهتها، تتابع فرنسا عن كثب المعطيات المقدّمة من الدنمارك“، ورغم حذرهم، إلا أن العلماء لا يبدون قلقين، ويرى أنطوان فلاهولت أنه لا يزال من المبكر جدًا القلق، لكن ”اليقظة“ ضرورية.
وأضاف مدير معهد الصحة الشاملة في جامعة جنيف: لدينا حاليًا انطباع أن ضراوة النسخة الجديدة مماثلة لضراوة أوميكرون، لكن أسئلة كثيرة لا تزال مطروحة.
ودعا، إلى وضع تقنيات غربلة من أجل رصد جيد “للإصابات في بي ايه،2، واكتشاف” ماهية خصائصها بسرعة“.
وغرّد خبير الأمراض المعدية في”امبيريال كولدج“ في لندن توم بيكوك أن ”مشاهدات سابقة لأوانها في الهند والدنمارك تفيد بأنه ليس هناك اختلاف كبير في الخطورة مقارنة ببي ايه،1“.
ورأى أن المتحوّرات المكتشفة يجب ألا تثير تساؤلات حول فعالية اللقاحات، وقال: ”حتى مع معدّل عدوى أعلى بقليل“ مقارنة بأوميكرون الأصلية، لا يتوقع إطلاقًا أن يحدث تغيير معادل لذلك الذي حصل عندما حلّت هذه المتحوّرة محل دلتا.
وصرّح: ”شخصيًّا لا أعتقد أنه سيكون لبي ايه،2 تأثير جوهري على الموجة الوبائية الحالية“.