سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الصحفي سيد آفران: “مخطّط الاحتلال التّركيّ استمرار لسياسة الحزام العربي”

علّق الصّحفيّ سيد آفران على مخطّط الاحتلال التّركيّ في إقليم كردستان، وقال إنّ هدفه القضاء على الكرد، وإنشاء حزام عثمانيّ كما الحزام العربيّ الذي أنشأته الحكومة السّوريّة في المناطق الكرديّة، وأشار إلى وجود اتّفاق سرّي بين حكومة العراق وإقليم كردستان والاحتلال التّركيّ.
يتعرّض إقليم كردستان لهجمات الاحتلال التركي منذ 15 حزيران الماضي، وتشهد المنطقة تطوّرات متسارعة علّق عليها الصحفي الكردي سيد آفران الذي يتابع الأحداث في إقليم كردستان عن قرب.
وركّز الصحفي سيد آفران في تصريح خاص لوكالة أنباء هاوار ANHA، على خلفية الهدف والمخطّط التركي في المنطقة، وقال: “المخطط التركي لا يستهدف جزءاً واحداً فقط من كردستان، فهدف الاحتلال التركي هو القضاء على الكرد في كافّة أجزاء كردستان، ومثال على ذلك في أواخر عام 2017 ، هاجمت تركيا لأوّل مرّة منطقة برادوست في الإقليم، وبعدها في شهر كانون الثاني من عام 2018 توقّفت الهجمات على برادوست، ولكنّها – تركيا- هاجمت عفرين في روج آفا، وفي ذات العام وسّعت رقعة هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، وبعد احتلالها لعفرين أعادت واستأنفت هجماتها على منطقة برادوست حتى عام 2019، وفي شهر آب من العام نفسه هاجمت حفتانين لتنفّذ مخطّط احتلالها. وفي 9 تشرين الأول 2019، هاجم الاحتلال التركي مدينتي سريه كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض واحتلّتهما وارتكبت مجازر وجرائم حرب، وفي ذلك الوقت خفّفت من هجماتها على حفتانين، لذلك لا يسعنا عند ربط الأحداث بأنّ نفصل الهجمات على جزء من أجزاء كردستان عن بعضها”.
لا تريد أن يكون هناك بابٌ مفتوح أمام الكُرد
وتطرّق آفران إلى الأوضاع التي يعيشها الكرد في باكور كردستان، وقال: “من النّاحية السياسية في باكور كردستان،  يصعب العيش في تركيا وتنظيم الذات، لأنّ الدولة تضغط وتكبت أي حركة ديمقراطية، لأنّها لا تريد أن يكون هناك بابٌ مفتوح أمام الكرد”.
ولفت إلى أنّ تركيا تنسّق مع إيران وبشكل خفيّ ضدّ الكرد في روجهلات “شرق كردستان” وقال: “إنّهم يتآمرون معاً فيما يخصّ القضية الكردية”.
ولا يرى الصحفي سيد آفران هدفاً ومخططاً آخر للاحتلال التركي سوى القضاء على الكرد والمكتسبات والإنجازات التي حقّقوها ومحو منطقة تعرف بكردستان.
وأكّد بأنّ المخطّط التركي يبدأ باحتلال مدينة إدلب السورية حتّى حدود مدينة أورميه في روجهلات (شرق) كردستان، وذلك لأنّ الاحتلال يريد أن ينشئ منطقة خالية من الكرد.
ورأى آفران، بأنّ ما تفعله تركيا الآن هو استمرار لسياسة الحزام العربي عام 1973 الذي بدأته الحكومة السورية في منطقة الجزيرة السورية بحقّ الكرد وقال: “مخطّط تركيا الحالي هو القضاء على الكرد وتوطين مرتزقتها في المناطق الكردية”.
واستبعد سيد آفران، تنفيذ حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية التركية مخطّط القضاء على الكرد عبر شنّ الهجمات عليهم، دون مشاركة من أمريكا وروسيا إلى جانب الاتحاد الأوروبّي، وأضاف: “كافّة القوى العظمى متواطئة في المخطّط العثماني للقضاء على الكرد”.
وأشار بأنّ الذين يحتلون كردستان وعلى الرغم من عداوتهم لبعضهم البعض، إلّا أنّهم متّفقون في إبادة الشعب الكردي، ومثال على ذلك علاقة بشار الأسد وأردوغان، وفي هذا السياق قال آفران: “هناك علاقة خصام بين بشار وأردوغان، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالكرد فهما يتّفقان، لأنّهما يعرفان مدى تأثير الكرد في المنطقة”.
مواقف من بعض القوى لكنّها ضعيفة
وبحسب متابعاته للوضع في إقليم كردستان وما تبديه القوى والأحزاب الكردية من موقف حيال هجمات ومخطّطات الاحتلال التركي في المنطقة بشكل خاصّ وعلى كردستان عامّةً، يرى سيد آفران أنّ هناك موقفاً واضحاً من بعض القوى ولكنّها تبقى ضعيفة.
وتابع آفران قائلاً: “قسم من الاتحاد الوطني الكردستاني، والجماعة الإسلامية والشيوعيين، وقسم من الحزب الديمقراطي الكردستاني في إقليم والعراق لهم موقف صارم وواضح ورافض لمخطط الاحتلال التركي في المنطقة”.
وأكّد سيّد آفران بأنّ موقف حكومة إقليم كردستان يشرعن هجمات الاحتلال التركي، وأشار إلى وجود 23 قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال التركي و16 قاعدة للميت التركي في إقليم كردستان، وقال: “جميع هذه القواعد أنشأت بموافقة ودعوة حكومة الإقليم”.
ولفت آفران إلى قرار برلمان إقليم كردستان عام 2005 حول إزالة القواعد العسكرية التركية من المنطقة، وأكّد أنّ حكومة إقليم وبرلمانها لم ينفّذا القرار حتى بعد مرور 15 عاماً على إصداره.
وتطرّق آفران إلى مواقف بعض العشائر الكردية في الإقليم، والتي ترفض مخطّط الاحتلال التركي ولم ترضخ له حتى الآن، وتابع قائلاً: “لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى لإرضاخ تلك العشائر للاحتلال التركيّ”.
وسرد سيد آفران الأحداث التي جرت مؤخّراً من إرسال حكومة العراق لجيشها إلى منطقة ديركاري وبتوفة الذي خرج منهما في عام 1991، وبعد 30 عاماً عاد الجيش العراقي إلى المنطقة دون أن يتوجّه إلى المناطق الحدودية.
وأضاف آفران: “إذا أرادت حكومة العراق الوقوف بوجه الاحتلال التركيّ كان يجب عليها التوجّه إلى الحدود والتمركز بالقرب من منطقة زاخو وحدود حفتانين، ولكن توجه القوات إلى مناطق خرجت منها منذ 30 عاماً يوضّح بأنّ حكومة العراق أيضاً متواطئة مع المخطط التركيّ، لأنّها لم تقف بوجه هجمات الاحتلال التركي حتى الآن”.
وأشار بأنّ حكومة العراق اكتفت بإصدار بيانات خجولة حول هجمات الاحتلال التركي وإرسال لجنة لتقصي ما يجري أو جرى في مناطق تعرّضت للقصف في إقليم كردستان والحدودية، وذلك لكي تتابع الاتفاقية فيما إذا عبرت تركيا الحدود المتّفق عليها أم لا؟”.
“موقف الشعب والمثقّفين والساسة صارم”
وحول مواقف الشعب وجميع شرائح المجتمع في إقليم والعراق، قال سيد آفران إنّ موقف الشعب والمثقّفين والساسة صارم وواضح يرفض مخططات الاحتلال التركي في التوسع بالمنطقة واحتلالها.
وقال الصحفي سيد آفران في ختام تصريحه، بأنه كلما تضاعف الأصوات المنددة والرافضة للاحتلال التركي بين الكرد والعرب في المحافل الدولية سيؤثّر ذلك إيجابياً في ردع هجمات الاحتلال التركيّ.