سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الشعلة الأولى للحرية بدأت من الشهيدة “زيلان كناجي”

إعداد/ إيفا ابراهيم –
روناهي/ قامشلو- لم تقبل الحياة الفردية والوطن والأرض تحت نير الاستعمار والعبودية، ولتصنع حياة على أساس الحرية والنضال، قررت أن تشعل من جسدها شعلة تنير بها درب جميع النساء المناضلات؛ الشهيدة “زيلان كناجي”.
مسيرة الحرية بالإخلاص للوطن تبدأ من المناضلة زيلان “زينب كناجي”، التي استطاعت أن تحرر المرأة من العبودية والظلم، ودونت صفحات التاريخ كونها قادت الحرية حتى النصر.
ولنعرف من هي هذه البطلة التي يتكلم العالم عن مسيرة نضالها ومقاومتها، ولنسرد حكايتها أعددنا هذا التقرير.
نبذة عن حياة الشهيدة زيلان
زيلان كناجي من منطقة “ملاطيا” كانت في الرابع والعشرين من عمرها، خريجة جامعة “اينونو” قسم “علم النفس” وكانت متزوجة، اختارت الانضمام إلى صفوف الحركة التحررية الكردستانية بمحض إرادتها، وبالرغم من أنها كانت صاحبة مهنة، لم تقبل حياة فردية والوطن والأرض تحت نير الاستعمار والعبودية، وشعبها يعاني من الظلم والاضطهاد.
زيلان قمّة عظمى في التجدد والنصر
نفذت الشهيدة زيلان “زينب كناجي”، عملية فدائية لأول مرة في تاريخ الحركة التحررية الكردستانية في إحدى مراكز النظام التركي بتاريخ 30 حزيران، والتي كانت حينها مقاتلة لعام واحد، وذلك ضد الهجمات التي استهدفت القائد “آبو”، بالأخص العملية التي قامت بها الدولة التركية في عام 1996م، والتي صرفت الآلاف من الدولارات واستخدمت العشرات من أطنان المواد المتفجرة في اللغم الذي استهدف القائد عبد الله أوجلان لاغتياله في العاصمة السورية دمشق، وقد حققت عمليتها في مركز مدينة ديرسم ضد القوات الحربية التركية أثناء مراسيم رفع العلم، وهي محملة بثمانية كيلو من المواد المتفجرة “TNT”، وقطع من الحديد وقنبلتين يدويتين، فنفذت عمليتها في المكان المستهدف بنجاح، وكانت حصيلة عمليتها ثمانية عشرة قتيلاً وواحد وعشرون جريحاً، فزرعت عملية الرفيقة زيلان رعباً وخوفاً كبيراً بين صفوف الجيش التركي، كونها كانت العملية الأولى من نوعها.
بعمليتها الفدائية رسمت درب الحرية
وقبل أن تنفذ الشهيدة زيلان عمليتها الانتحارية وجهت رسالة إلى الشعب الكردستاني المناضل والرأي العام الثوري لإيضاح سبب قيامهم بهذه العملية الفدائية، ومجمل ما جاء خلال رسالتها هو الانهيار التاريخي المنحدر نحو الهاوية وتهميش الكرد، ومع إعلان تأسيس حزب PKK بشكل رسمي في 27 تشرين الثاني من عام 1978م، حاول العدو التركي مرة أخرى تحويل كردستان إلى وطن بدون شعب من خلال فرض المذابح الجماعية وغيرها العديد من الانتهاكات الوحشية بحض الشعب الكردي، كما شددت خلال رسالتها بأن الحزب اقترب من النصر من خلال ضرباته المؤثرة، وبعزيمة كبيرة وعبر خلق التطور القوي في داخلها، والنمو على هذا الأساس مع مرور كل يوم في مواجهة الهجوم الشامل والواسع من قبل العدو.
وناشدت الشهيدة زيلان خلال رسالتها الأخيرة الإنسانية جمعاء، وقالت فيها: “إذا كنتم لا تريدون أن تقترفوا هذه الجريمة بحق الإنسانية،  تضامنوا مع الشعب الكردستاني وساندوه، نظفوا قلوبكم وذهنكم من صدأ الإمبريالية الذي ألحق الضمور بأذهانكم وقلوبكم، واستمعوا لنداء وخفقات الحرية لهذا الشعب، لأنه هناك الأخوة والفضيلة الإنسانية والصداقة في هذا الصوت”.
يصادف ذكرى شهادة زيلان 30 حزيران من كل عام حيث استشهدت في عام 1996 بعد قيامها بعمليتها الفدائية وها قد مرت الذكرى السنوية الرابعة والعشرون، على استشهاد الفدائية زيلان كناجي التي باتت عمليتها رمزاً للتضحية والفداء.