سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الشاعر الكردي شيركو بيكس.. إرث أدبي حي وإرادة نضالية لا تُنسى

في مثل هذا اليوم من عام 2013، فقدت الساحة الأدبية الكردية أحد أبرز شعرائها، الشاعر شيركو بيكس، الذي ترك خلفه إرثاً أدبياً كبيراً لا يزال حياً في صفحات الكتب وعلى ألسنة رواد الشعر. ولد شيركو بيكس في مدينة السليمانية في الثاني من أيار 1940، ليبدأ مسيرته الشعرية والنضالية منذ شبابه، ويصبح رمزاً للأدب والنضال الكردي.
حياة ونضال شيركو بيكس
 كان شيركو بيكس، ابن الشاعر الكردي المشهور والمناضل الوطني فائق بيكس، الذي كان له تأثير كبير على ابنه، حيث ورث عنه الشعر والنضال. تابع شيركو بيكس دراسته في مدينة السليمانية، وأتت تجربته النضالية والشعرية مبكراً نظراً للقمع الذي عانى منه الشعب الكردي تحت الأنظمة العراقية المتعاقبة. التحق بقوات المقاومة الكردية في الجبال عام 1965، حيث كتب قصائد بأسلوب حديث.
 مسيرة أدبية متألقة 
تزوج شيركو بيكس من نسرين ميرزا عام 1969، وفي عام 1970 نشر مع نخبة من الأدباء الكرد بياناً أدبياً تجديدياً يعرف بـ “بيان روانكه ـ المرصد”، الذي دعا إلى الحداثة الأدبية واللغوية. انتقل إلى بغداد في بداية السبعينات، حيث عاش فترة خصبة من الإبداع الأدبي والتفاعل مع الأدباء والشعراء هناك.
 سنوات المنفى والنضال 
في عام 1974، التحق بيكس مرة أخرى بالحركة الكردية للمقاومة، وعمل في الإذاعة والإعلام، لكن بعد انهيار الحركة إثر اتفاقية الجزائر عام 1975، نُفي إلى غرب العراق وظل تحت الإقامة الجبرية ثلاث سنوات. عاد بعدها إلى السليمانية، ثم انضم للمقاومة مرة أخرى في نهاية 1984. بعد أكثر من سنتين، غادر العراق إلى إيران، ثم سوريا، ثم إيطاليا بدعوة من لجنة حقوق الإنسان في فلورنسا.
جائزة توخولسكى واللجوء إلى السويد
حصل بيكس على جائزة توخولسكى الأدبية من السويد عام 1987ـ 1988، وسافر إلى هناك، حيث طلب اللجوء السياسي. في نهاية عام 1990، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عاد إلى السليمانية بعد انتفاضة جنوب كردستان في عام 1991، حيث أصبح أول وزير للثقافة في الإقليم، لكنه استقال بعد عام بسبب الخروقات الديمقراطية.
إرث أدبي دائم
نشر شيركو بيكس أكثر من ثلاثين مجموعة شعرية تضمنت القصائد القصيرة والطويلة، والمسرحيات الشعرية، والنصوص المفتوحة، والقصص الشعرية. ترجم من العربية إلى الكردية رواية “الشيخ والبحر” لأرنست همنغواي، وترجمت مختارات من قصائده إلى أكثر من عشر لغات. حصل على عدة جوائز أدبية، منها جائزة بيرة ميرد للشعر في السليمانية عام 2001 وجائزة عنقاء الذهبية العراقية عام 2005.
وفاة ودفن الشاعر 
توفي شيركو بيكس عن عمر يناهز 73 عاماً في الرابع من آب 2013، في مشفى بالعاصمة السويدية استوكهولم، حيث كان يتلقى علاجاً لمرض السرطان. وصل جثمانه إلى السليمانية في 12 آب، حيث كان في استقباله عدد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين، وجمع غفير من الأدباء والمثقفين وأبناء مدينة السليمانية، ووري الثرى في حديقة “آزادي” بوسط المدينة.
تمر اليوم الذكرى الحادية عشرة لرحيل شيركو بيكس، لكن إرثه الأدبي والنضالي لا يزال حياً ومؤثراً في قلوب محبيه وقراء شعره. يبقى شيركو بيكس رمزاً للحرية والإبداع، وشخصية تستحق أن تُخلد في ذاكرة الشعب الكردي وأدبياته.
وكالة روج نيوز