No Result
View All Result
المشاهدات 0
قال السفير وأول قنصل لمصر في جنوب كردستان سليمان عثمان أن علاقات الدولة المصرية بالكرد قديمة قدم التاريخ، وهي موجودة منذ الأزل. وأوضح أنه وبعد ثورة يوليو في العام 1952م التي احتفلنا بذكراها في الأيام الماضية، كان الرئيس جمال عبدالناصر من أكثر المهتمين والمتفهمين للمسألة الكردية وكان من الداعمين لحقوقهم.
واعتبر الدبلوماسي المصريّ والسفير السابق سليمان عثمان أن ما يقوم به رئيس النظام التركيّ أردوغان يُمثِّل ردة فعل على سلبيّة على حقوقهم المشروعة تاريخيّاً على مدار سنين طويلة، وتدخل الدولة التركيّة في شمال سوريا يهدف إلى السيطرة والهيمنة والاحتلال، وأن كرامة الشعب الكردي واعتزازه بنفسه لن تسمح له بالوقوف مكتوف الأيدي تجاه ما يتعرَّض له من اضطهاد. جاء ذلك في حوار خاص له مع وكالة فرات للأنباء. وجاء الحوار على الشكل التالي:
-كيف كانت العلاقة بين العرب والكرد تاريخيّاً وبخاصة في مصر؟ وأين وصلنا الآن؟
بالنسبة لمصر، الموجة الأولى للوافدين من الكرد كانت مع مجيء صلاح الدين وتأسيس الدولة الأيوبيّة، واستقرار أتباعه في مصر، ولكن هناك كثيرون لم يعودوا وبقوا في مصر، وهناك في مصر الكثيرون جداً من أصول كرديّة ولكنهم أصبحوا مصريين تماماً، واحتضنتهم مصر، وأكبر مثال العائلة البدرخانية وقاسم أمين وكثير من المشاهير في الفن والأدب من أصول كردية، مثل سعاد حسني ورشدي أباظة وأمير الشعراء أحمد شوقي ونجيب الريحاني وعباس محمود العقاد وغيرهم، لذلك لمصر علاقات مع الكرد منذ الأزل تجسّدها العلاقات بين الفراعنة والدولة الميتانيّة قديماً.
وفي عام 1898م كانت أول جريدة باللغة الكرديّة تصدر من القاهرة، وتطوّرت العلاقات إيجابيّاً، وجاءت ثورة 1952م وكان الزعيم جمال عبدالناصر من الناس المتفهمين جداً جداً للقضية الكردية، وكان هناك دائما صدامات بين الأكراد والقيادة في العراق مثلاً، حيث قسّمت كردستان إلى أربعة أجزاء. وكان الرئيس عبدالناصر يساند الأكراد حتى أنّه استقبل الملا مصطفى البرزاني خلال عودته من رحلته في الاتحاد السوفيتيّ، نتيجة الاضطهاد الشديد اضطر للهروب إلى هناك وعندما عاد مجدداً لكردستان استقبله الرئيس جمال عبدالناصر وكان الاستقبال حافلاً. وهكذا تطورت العلاقات ثم جاءت فترة الرئيس السادات وحدثت المقاطعة العربيّة وعمل صدام حسين ستارة سوداء على ما يحدث داخل جنوب كردستان العراق، وعموماً عانى الشعب الكرديّ في الدول الأربعة خلال عقود من مشكلات في التمييز والمواطنة والحقوق، وأغلبها لم يعطِ الجنسية لكلّ الكرد، أيّ كان هناك من لم يحصل على هوية. وأحياناً كانوا يحصلون على الجنسيّة بالصدفة أو بشكل عشوائيّ غير منظم، حتى أنّ الزعيم الكرديّ مصطفى برزاني اضطر للسفر إلى خارج الوطن بجواز سفر مزوّر، وفي تركيا كان غير مسموح باستخدام اللغة الكرديّة حتى بين الكرد أنفسهم، ولم يحصلوا على حق الحفاظ على هويتهم، وتطوّر كلّ جزء من كردستان وفقاً للظروف التي يعيشها في كلّ بلد من البلدان الأربعة.
ما هي نتائج هذا الاضطهاد في المشهد الراهن لمساعي الكرد للحصول على حقوقهم؟
الشعب الكرديّ شعبٌ مسالم لا يحب إراقة الدماء ولكن لديه كرامة واعتزاز بالنفس، وبالتأكيد البعض لجأ للحلّ المسلح، حتى الآن حصَّل الكرد القليل من الحقوق، ولكننا لا زلنا نرى ما يفعله أردوغان، وما يقوم به يمثل ردة فعل لما حدث في الآونة الأخيرة من تحقيق مكتسبات لحقوقهم في تركيا، والدولة التركيّة قامت بالتدخل العسكريّ في الأراضي السوريّة لأنّها تهدف إلى الهيمنة والسيطرة واحتلال الأراضي السوريّة.
-ما قدّمه «مجلس سوريا الديمقراطيّة» في الشمال السوريّ، هل يمكن أن يمثّل نموذج للحل اللا مركزيّ الذي يحافظ أيضاً على وحدة سوريا؟
هذا الأمر مطروح ولكن هناك محددات كثيرة للأزمة السوريّة وتفاعلات أخرى يجب أن تؤخذ في الحسبان، وهناك تعقيدات في الأزمة السوريّة ذاتها. ولكي يكون هناك إدارة ذاتيّة حقيقية يجب أن يكون هناك شروط عديدة، ومن بينها عوامل جغرافيّة وقدرات وميزانية وموارد ومطارات وغيرها، وشكل الدستور السوريّ المستقبلي والسلطات التي ستأخذها المناطق السوريّة المختلفة، ومازالت هذه الأمور حتى الآن افتراضية لحين التوصل لها، فضلاً عن الالتزام بتطبيقها والقدرة على تنفيذ بنود الدستور وغيرها.
-برأيكم هل ستستمر الأزمة السوريّة بهذه الصورة وإلى متى؟
هناك دول كثيرة تتحمل المسؤولية عن ذلك، ولكن أكثر ما يدهشني هو الدور القطريّ المشبوه والسيِّء، فهذه الدولة تقوم بأساليب كثيرة غير مشروعة بتغذية الإرهاب، وتصدير المفاهيم الإسلاميّة الخاطئة وزعزعة الاستقرار في الوطن العربيّ كلِّه، ودعمها للإرهاب وتمويلها لمنظمات إرهابيّة في سوريا وليبيا، فهذه الدولة الصغيرة أو الدويلة تقوم بسياسات مخالفة للواقع التاريخيّ والجغرافيّ، ومتى ما توصلت هذه الدول إلى تفاهمات حول الوضع في سوريا، سيكون هناك حلول.
-ما هي تداعيات فوز أردوغان بالانتخابات الأخيرة على الكرد؟
بعد الانتخابات الأخيرة ستكون العلاقة بين تركيا والكرد أكثر سوءاً وبشكل تصاعديٍّ، وهذا هو الواقع من خلال متابعتي للشأن الكرديّ، فهناك هجمات متكررة وضربات ضد الكرد وعمليات وحشيّة وغارات ضد حزب العمال الكردستانيّ، فاليوم أردوغان لن يبدأ فقط رئاسة جديدة، بل أصبح بيده الصلاحيات الكاملة وسيُصَعِّد من سياساته العدائية. ووجهة نظري أنَّ مصر كان يجب أن يكون لها دورٌ قوي جداً في الوساطة بين كردستان العراق والحكومة الاتحاديّة، وأن تكون مصر منخرطة بقوة في المفاوضات بين الأحزاب الكرديّة وسائر الفصائل المعارضة السوريّة، وأدعو لعقد مؤتمر في مصر لهذه القوى وألا تغيب مصر عن الساحة، فغياب مصر والسعودية عن هذا المشهد يعطي الفرصة الكاملة للتدخل التركيّ والإيرانيّ السلبيّ في المنطقة، ولابد من وجود تنسيق مصريّ سعوديّ في هذا الصدد.
No Result
View All Result