No Result
View All Result
المشاهدات 2
إعداد / جوان محمد
رُوناهي / قامشلو ـ مُنذ عقود والرّياضة السّورية تُعاني وعلى وجه الخصوص كرة القدم من الكثير من المشاكل والمعضلات، بدءاً من الفساد الإداري إلى المالي وصولاً لتسيِّد العسكر زمام الأمور في انتقاء المنتخبات الوطنية وإدارات الأندية، وهذ الأمر واضح بحيث رئيس الاتحاد السوري هو برتبة لِواء سابق في الجيش “العربي” السوري، واستلم مؤخراً أيضاً رتبة عميد إدارة دفّة الاتحاد السّوري “العربي” لكرة القدم.
سوريا تعجّ بالمواهب والنّجوم ولكن المحسوبيات والفساد يطغى على رياضاتها بشكلٍ عام، ممّا شكل عدم بروز إنجازات حقيقية للرياضة السورية باستثناء بعض المرات بالفوز بميداليات على صعيد الألعاب الأولمبية، وفي لعبة كرة القدم معشوقة الجماهير السّورية مازال حلم الجماهير هو التأهّل لمونديال كأس العالم، ولكن بسبب عدم التّعاقد مع مدربين أكّفاء وخبرات حقيقية قادرة لإدارة دفّة الفريق، ناهيك عن تدخّل المحسوبيات والتداخلات العسكرية لانتقاء اللاعبين، تسبّب كل ذلك بعدم تأهل المُنتخب ولو لِمرَّة واحدة إلى مُونديال كأس العالم.
وقبل نهاية العام 2019، تم انتخاب العميد حاتم الغايب رئيساً للاتّحاد “العربي” السّوري لكرة القدم، وفاز العقيد زكريا قناة بمنصب نائب الرئيس، إذاً عميد رئيس للكرة السورية ونائبه عقيد بغض النّظر عن تاريخ الشخصين من النّاحية الرّياضية، ولكن متى نشاهد أشخاص رياضيين لم يتطوعوا في السّلك العسكري يديرون الدّفة الرياضية؟ فحتى رئيس الاتّحاد الرّياضي العام هو اللواء المُتقاعد موفّق جمعة، كل ذلك يدلّ بأن النّظام السوري لم يترك شيئاً إلا وربطه بالمؤسسة العسكرية، والرّياضة مثلها مثل الجوامع والجامعات والمدارس كلها أصبحت تابعة لإدارة العسكر، وهذا الأمر وحده كافياً بعدم تحولنا وتوجهنا لتصحيح المسار في البلد ككل.
استقالات وإقالات؛ فَسَاد وخلافات
لن نعود كثيراً للوراء بحيث الرياضة السورية المسلسل متشابه فيه منذ عقود، وخاصة قضية رئيس الاتحاد الرياضي العام ورئيس الاتّحاد “العربي” السّوري لكرة القدم، فهي دائماً رهينة العسكر، وبعد قيام الثورة بعام 2011، ووسط انتظار الجميع بإصلاحات حقيقية في البلاد، فأننا لم نشهد أيّة خُطوة حقيقيّة من قبل النظام السوري في كافة الأصعدة، ووضع الحل العسكري قبل كل شيء، وفي الرّياضة لم تتحسن حالة الرّياضة وفي لعبة كرة القدم الشّغل الشّاغل للجماهير السورية الأمور مازالت تدور في دوامةٍ مجهولة إلى ما لا نهاية، بحيث تولّى صلاح رمضان رئاسة الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم في عام 2012 خلفاً لفاروق سرية الذي أصبح معروفاً بفساده داخل الرّياضة السّورية والكرة السورية بشكلٍ خاص.
ولكن صلاح رمضان قدّم الاستقالة في آذار من عام 2018، بعد خلاف بينه وبين رئيس الاتحاد الرّياضي العام اللواء موفق جمعة، بسبب عقد اتفاق تعاون وقّعها رئيس اتحاد الكرة صلاح رمضان مع القطري حمد بن خليفة آل ثاني، ولكن تم معارضة هذا الأمر بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس وقتها:
بعد اندلاع الثّورة في سوريا عام 2011، قَطَعتْ دول خليجية منها قطر علاقاتها بالنّظام السوري، بينما تتهم دمشق قطر بدعم مجموعات مُتطرفة مسلحة في سوريا، وعلى الرغم من ذلك، بقي التواصل الرياضي بين البلدين قائماً في بعض أوجهه، لا سيما لجهة اعتماد أندية سورية الدّوحة كـ «أرض» لها خلال المسابقات الآسيوية، نظراً إلى منع إقامة مباريات رسمية في سوريا بسبب الوضع الأمني، وأعلن الاتحاد القطري لكرة القدم عن توقيع اتفاقية تعاون بين آل ثاني ورمضان في عمان، على هامش الجمعية العمومية لاتحاد غرب آسيا لكرة القدم، وأفاد رئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة لفرانس برس في وقتها «لن يتم العمل بهذه الاتفاقية لأنّها تمّت من دون إعلام القيادة الرياضية» وأضاف «هكذا اتفاقيات تحتم على اتحادات الألعاب الرّياضية ومنها الاتحاد العربي السوري لكرة القدم إعلام القيادة الرياضية برغبتها في إجراء اتفاقية تعاون مع أي جهة وأخذ الموافقة المُسبقة وفي حال القبول يتم عرض بنود الاتفاقية ومضمونها لتصديقها من القيادة الرياضية قبل العمل بها».
وتعليقاً على رفض الاتحاد العام، أوضح رمضان لفرانس برس «وقّعت على اتّفاقية فنية واستغرب رفضها من قبل الاتحاد الرّياضي، ومن حقي أن أجري اتفاقات لمصلحة الكرة السّورية». وتابع «أنا أعمل بدافع وطني واعتبر الاتفاق مع الاتحاد القطري مسألة مهمة جداً، الأمور الفنية هي من صلاحية اتحاد الكرة وهي مسألة يؤكد عليها اللواء جمعة والاتفاقية مع الاتحاد القطري هي فنية بالدرجة الأولى».
بعد ذلك قدم استقالته صلاح رمضان ليتولى المهام عنه محمد فادي الدباس في أيار 2018.
الدباس تعرض لانتقادات شديدة على إثر الخروج المخيب للمنتخب السوري من بطولة كأس آسيا 2019، وطالبت الجماهير والمختصون باستقالته نظراً لسوء إدارة المنتخب وتهميش الإعلام، واعترف بارتكاب أخطاء ولكنه ظل متشبثاً بالمنصب رافضاً أن يستقيل.
في أواخر العام نفسه قدم فادي الدباس استقالته مع كافة أعضاء الاتحاد بعد الخسارة من منتخب لبنان في بطولة غرب آسيا، وجاء ذلك بسبب الضّغوطات وخاصةً الإعلامية، بعدها أصدرت دائرة الرّقابة الماليّة السورية قرار يقضي بالحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة للدّباس وزوجته، وأعلنت اللجنة الأولمبية السّورية عن تشكيل لجنة موقتة لتسيير أعمال اتحاد الكرة المستقيل برئاسة عضو اللجنة الأولمبية إبراهيم أبا زيد وعضوية فايز الباشا وفايز خراط ومحمد جقلان، وفي الأيام الأخيرة من العام المنصرم 2019، تم انتخاب العميد حاتم الغايب رئيساً للاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، خطوة وجدها البعض بأنها في مكانها بخصوص شخصية حاتم الغايب الّذي يُمارس الرّياضة مُنذ عقود.
ولكن ظهرت أصوات أخرى تنتقد الخطوة وهي الإبقاء على العسكر للسيطرة على المناصب الرياضية في سوريا، وبالفعل لم يتغير شيء على حال الكرة السورية رغم بعض التسريبات الإعلامية والتي أدعت بأنّ حاتم الغايب قال بأنّ اللواء موفق الجمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام لن يتدخّل بعمله في الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، ولكن سرعان ما ظهر زيف هذا الكلام وعدم قدرة الغايب حتى الآن لتغير واقع الرّياضة السورية واتهمه الكثيرين بأنه فاسد مثله مثل الذين سبقوه بعد أن رفض الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم اعتراض نادي حِطّين على نادي الجيش وحضور مدرب الجّيش المعاقب لمباراة الفريقين ودخوله الملعب، وليتم معاقبة نفس المُدرِّب وحرمانه مباراتين من مرافقة الجيش مع تثبيت نتيجة المباراة والتي خسرها حطين.
مَنْ يقرأ هذا المنشور: عقد رئيس اتحاد كرة القدم “العميد” حاتم الغايب صباح يوم الاثنين ٣\٢\٢٠٢٠ اجتماعاً موسعاً مع الحكام العاملين في الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم وبحضور رئيس لجنة الحكام “العقيد” زكريا قناة وكافة أعضاء اللجنة، وذلك في قاعة المؤتمرات في مبنى الاتحاد.
يتأكّد تماماً بأنّنا أمام حقيقة واقعة وهي سيطرة العسكر على المفاصل الرّياضية في سوريا.
فَسَاد ومَحَاكم دوليّة رياضيّة
ووضع ملف فساد كامل على طاولة المحكمة الدّولية الرّياضية (الكأس) يتضمن الملف حسب تسريبات جميع تجاوزات الغير قانونية التي قام بها رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم فادي دباس وأعضاء الاتحاد السوري لكرة القدم، والمكتب التنفيذي، واللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام.
وحسب التّسريبات أنّ ملف الدّعوى يطال شخصيات لها وزنها في الرّياضة السّورية وكرة القدم خاصة.
الجّدير بالذِّكر أنّ هذه ليست الدّعوى الوحيدة المرفوعة على اتحاد كرة القدم السوري لدى محكمة الكأس حيث إنه هناك دعوى أخرى مرفوعة على الاتحاد السوري سابقاً من قبل شركة هولندية ضد الاتحاد السوري بخصوص مستحقات الشركة المالية التي يتغاضى الاتحاد السوري بتسديدها وتضاعف المبلغ بسبب تقاعس رئيس الاتحاد فادي الدباس المستقيل في العام 2019 في تسديد حقوق الشركة.
وبالتّالي في حال صدور أي قرار بحق الرياضة السورية يعتقد أن إيقاف وتجميد النشاط الرياضي في سوريا سيكون قائماً، وهذا ما لا يحمد عقباه وخاصةً الرياضة السّورية تترنح منذ عقود بسبب الفساد الإداري والمالي الذي ينخر في جسد الاتحاد الرّياضي العام واتحاد الكرة بشكلٍ خاص.
No Result
View All Result