الرصاص العشوائي أضحى مصدر قلق… والأمن الداخلي يعتقل 25 شخصاً

عبر مواطنون من مدينة الحسكة في إقليم الجزيرة بشمالي سوريا، عن تخوفهم وقلقهم إزاء الرصاص العشوائي الذي يُطلق في الأفراح والمناسبات، فيما أكدت قيادة الأمن الداخلي على اعتقالها لأكثر من 25 شخصاً مداناً بهذا الخصوص.

شهدت العديد من المناطق في إقليم الجزيرة خلال الفترة الفائتة ظاهرة إطلاق النار بشكل عشوائي وخاصةً في المناسبات، والتي أودت بحياة عدد من المدنيين وإصابة عدد آخر.

وآخر ضحايا هذه الظاهرة، كانت الطفلة “هلز مرعان” من مدينة قامشلو التي أصيبت برصاصة طائشة في الرأس في الـ 5 من شهر تشرين الأول الجاري،  حيث لازال وضعها الصحي بخطر، والمواطن عبد الرحيم أوسي، البالغ من العمر 35 عاماً، فقد حياته مطلع شهر أيلول، متأثراً بإصابته بطلقة نارية عشوائية في مدينة الحسكة.

وفي هذا الإطار، يقول حسين أوسي، وهو ابن عم الفقيد عبد الرحيم، “فقدت ابن عمي على خلفية هذه الظاهرة، لقد تألمنا كثيراً، فإطلاق الرصاص عشوائياً في مدينة يعيش فيها ما يقارب مليون نسمة فعل خاطئ ويجب على الجميع التفكير جلياً قبل أن يقدم على فعل كهذا”.

واحتجاجاً ضد هذه الظاهرة، نظمت مجموعة من نشطاء مدينة قامشلو، اعتصاماً في الـ 11 من شهر تشرين الأول الجاري، تحت شعار “طيش رصاصكم يقتلنا”، كما تناقل رواد التواصل الاجتماعي على نطاق واسع هذا الشعار.

فيما يقول المواطن محمد الصالح، أن شقيقه أصيب بطلقة نارية عندما كان جالساً أمام منزله، مشيراً بأن هذه الظاهرة تسبب الخوف لديهم.

كما أعرب المواطن عصام عباسي، بدوره عن قلقه تجاه هذه الظاهرة الشائعة، وتابع بالقول: “الشعب بأكمله مستنكر لهذه الممارسات التي تسببت حتى الآن بحصد أرواح عدد من المدنيين”.

وناشد المواطنون الجهات المعنية لمعالجة هذا الأمر ووضع حد له.

وتنتشر ظاهرة إطلاق الرصاص بشكل عشوائي بكثرة في الأفراح والمناسبات، وكانت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا قد أصدرت تعميماً بهذا الصدد تحث جميع المواطنين بمنع إطلاق الرصاص بشكل عشوائي إلا أن هذه الحالة تكررت.

وفي لقاء لوكالة أنباء هاوار مع القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي في مدينة الحسكة، أوضحت الأخيرة بأنهم اعتقلوا حتى الآن أكثر من 25 شخصاً أدينوا بإطلاق الرصاص عشوائياً في المناسبات وتم تحويلهم إلى النيابة العامة ليتم محاسبتهم أصولاً، مع مصادرة السلاح.

كما بيّنت القيادة، بأنهم يقومون بكتابة تعهد خطي على اللذين يقيمون الأفراح في صالات المدينة، وفي حال حدوث أي خرق سيتم محاسبتهم فوراً، في محاولة لضبط الأمر وسد الطريق أمام هذه الظاهرة.

ودعت القيادة المدنيين التعاون مع قواتهم والالتزام بالتعاميم الصادرة من قبلهم حفاظاً على السلامة العامة.