سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الذهب الأبيض… اللمسات الأخيرة لجني المحصول في الطبقة

الطبقة/ عبد المجيد بدر ـ

تمت زراعة 6500 دونم بالقطن في مقاطعة الطبقة هذا العام، كما أكد المزارع “محمد العبد” أن ارتفاع تكاليف الإنتاج أبرز معيقات تطور زراعته، في حين يستعد مزارعو القطن لاستقبال جني المحصول للموسم الحالي.
يُعدُّ القطن من المحاصيل الاستراتيجية في إقليم شمال وشرق سوريا، ويُسمى “الذهب الأبيض” ومن المعروف أن القطن السوري من أفضل أصناف القطن وتشغل سوريا المرتبة الثانية بإنتاج القطن بعد الهند، كما يُساهم في جلب القطاع الأخضر إلى المنطقة.
خطوات زراعة محصول القطن
تبدأ زراعة محصول القطن في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا من أخر شهر آذار إلى نهاية شهر نيسان، ويتم إضافة خمسة كغ من بذور القطن للدونم الواحد، وتتم زراعته إما في أحواض أو على شكل خطوط بمسافة 65-75سم وبين النبات 30 سم ويقوم المزارع بهذه العملية لتسهيل عملية الحراثة، وبعد نموه تجرى له عمليات الخدمة من تعشيب وتفريد، وإضافةً الأسمدة، مع الحفاظ على مستوى ريات ثابتة، حتى النصف الثاني من شهر آب، حيث تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض وحينهما تمدد الفترة بين الريتين، ويستمر ذلك حتى 15 – 20 أيلول حيث يتم فطام القطن بقطع المياه عنه نهائياً.
وفيما يبدأ مزارعو القطن بقطاف المحصول في أواخر شهر أيلول وبداية تشرين الأول وتستمر لنهاية شهر تشرين الثاني، ويتم قطاف القطن على قطفتين “دفعتين” وأحياناً نادرة يتم قطاف القطن في ثلاث قطفات “دفعات” ويلجأ للقطفة الثالثة عندما تكون نباتات القطن غزيرة الإنتاج بحيث تكون الكمية المنتجة قادرة على توفير مردود إضافي للمزارع وتغطي تكاليف قطفها.
انخفضت زراعة محصول القطن في مقاطعة الطبقة بشكلٍ ملحوظ في موسم هذا العام 2024، ففي العام المنصرم بلغت المساحات المزروعة بالقطن 18000 دونم، أما العام الحالي 6500 دونم، ومن أهم أسباب هذا الانخفاض هو التغيّر المناخي، وارتفاع تكاليف الزراعة، وعدم وجود محالج لتسويق القطن ضمن المقاطعة.
تكلفة الدونم الواحد 100 دولار أمريكي
وحول موسم القطن في هذا العام أوضح أحد المزارعين في بلدة الحمام في مقاطعة الطبقة محمد العبد: “من أهم أسباب انخفاض زراعة القطن هذا العام، التغيرات المناخية التي طرأت على المنطقة، إلى جانب المصاريف الباهظة لزراعة المحصول سواءً من الأسمدة والبذار إذ وصلت تكلفة الدونم الواحد لـ 100 دولار أمريكي، وبالإضافة لهذه الأسباب عدم وجود محالج لتسويق مادة القطن ضمن المقاطعة، فالقطن من المحاصيل الاستراتيجية ويحتاج للتسويق، في العام المنصرم اضطررنا لبيع المحصول للتجار بأسعار تتناسب مع أهوائهم والكثير من المزارعين خسروا مبالغ كبيرة ما أدى لقلة زراعة القطن هذا العام”.
تحديات تواجِه المزارعين
استهدفت دولة الاحتلال التركي محطة السويدية بريف مدينة ديرك بإقليم شمال وشرق سوريا في السادس من شهر تشرين الأول من العام الفائت، ونجم عنه نقص حاد في مادة المحروقات في كافة إقليم شمال وشرق سوريا، وباعتبار المناطق المزروع بها القطن في مقاطعة الطبقة تحتاج لاستجرار المياه عن طريق المحركات الكهربائية وهذه المحركات بحاجة لمادة المازوت، ما أدى لعرقلة زراعة القطن في المقاطعة وانخفاض في المساحات المزروعة، كما بينه العبد: “غلاء مادة المازوت وعدم توفره في مقاطعة الطبقة، من أكبر التحديات التي تواجهنا كمزارعين، نحن نقوم بري القطن عن طريق المحركات الكهربائية وهذه المحركات تحتاج لمادة المازوت، وارتفاع أسعار الأدوية والأسمدة لمكافحة الأمراض التي تصيب المحصول، واحتياج القطن لليد العاملة منذ بداية الزراعة وحتى موسم القطاف، فالقطن ليس كالمحاصيل الاستراتيجية الأخرى “القمح والشعير” فهو بحاجة ليد عاملة أثناء القطاف على عكس المحاصيل الأخرى التي يتم حصادها عن طريق الآليات”.
وفيما يخص الدعم الذي قُدِم من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية من مادة المحروقات للمزارعين في مقاطعة الطبقة، قامت بتسليم 60 ليتر فقط من مادة المازوت منذ بداية الموسم إلى هذا الوقت وذلك بحسب المزارعين.
اللمسات الأخيرة لِقطاف القطن
يضع مزارعو القطن في مقاطعة الطبقة لمساتهم الأخيرة، فقد وصل القطن لمراحله الأخيرة من النضج قبل القطاف، ويحتاج إلى الري ثلاث مرات متتالية قبل قطفه، وأشار المزارع “محمد العبد ” في ختام حديثه إلى: “وصل القطن لآخر مرحلة قبل القطاف وهو بحاجة للري ثلاث مرات من أجل أن تكبر أجراس القطن، ومن المقرر قطافه في منتصف شهر أيلول من العام الجاري”.
والجدير ذكره بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا استحدثت المؤسسة العامة للأقطان والتي ستكون معنية بشراء وتخزين وتسويق وحلج الأقطان في المنطقة، فيما لم تكشف الإدارة الذاتية الديمقراطية بعد عن سعر القطن لعام 2024.