الشدادي/ حسام الدخيل ـ تعد قرية “الحنة” لؤلؤة مكنونة في قلب صحراء الجنوب الحسكاوي، حيث تتميز بطبيعتها الصحراوية وتاريخها العريق، من أبرز معالمها تل “الشيخ حمد” الصغير.
تقع قرية الحنة، على بعد ثمانية كيلو مترات شمال مدينة الشدادي، وتبعد 55 كيلومتراً عن مدينة الحسكة، يشطرها نهر الخابور إلى قسمين رئيسيين “شرقي وغربي”، ويبلغ عدد سكانها قرابة الـ 5000 نسمة، أغلبهم من عشيرة المحاسن التي تنحدر من الأخوين صالح وغنام الليل، أما الشق الغربي من القرية فيسكنة خليط من العشائر العربية العكيدات والبكارة والجبور والدليم.
تاريخ عريق ومعالم بارزة
ويعود تاريخ تأسيس القرية إلى عام 1945، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى شخص مسيحي يدعى “حنا بيطار”، كان يملك معظم أراضيها في خمسينيات القرن الماضي، حيث تتميز القرية بطبيعتها الصحراوية، وأبرز معالمها تل الشيخ حمد، وهو تل صغير يقع على ضفاف نهر الخابور، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى أحد الأولياء الصالحين.
عدد السكان
ويبلغ تعداد سكان القرية قرابة الـ ٥٠٠٠ نسمة، تتبع إدارياً لمدينة الشدادي، سكانها ينحدرون من عشيرة المحاسن وهم أبناء صالح وغنام الليل.
ويعد المختار “سطم عبد اللطيف”، أحد أهم رموز القرية، بالإضافة إلى أنه أحد وجهاء عشيرة المحاسن، وبعد وفاته استلم ابنه وجاهة المنطقة وبعد وفاة ابنة، تعين شقيقة أيوب عبد اللطيف وجيهاً للمنطقة. أما في العصر الحديث فكان علي الكردي أحد وجهاء المنطقة وممثلاً رسمياً لها لدى عشيرة المحاسن وقبيلة الجبور.
أما الشق الغربي يعد سكانها خليطاً من القبائل العربية من جبور وعكيدات وبكارة بالإضافة إلى وجود عوائل عراقية وفلسطينية استوطنت المنطقة من عشرات السنين، ويعد بيت الراوي من أشهر البيوت في القرية.
ثروة تحت الأرض وتحديات تواجهها
وتحتوي أراضي الحنة على ثروة طبيعية هائلة تتمثل في مالحة الجبسة، والتي يتم استخراج منها كميات كبيرة من الملح سنوياً. إلا أن هذه الثروة قد تسببت في مشكلة بيئية خطيرة، حيث أدى وجود المالحة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في المياه الجوفية، مما أثر سلباً على الزراعة والغطاء النباتي في المنطقة.
وتواجه القرية تحديات وصعوبات كبيرة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في المياه الجوفية، مما يؤثر على الزراعة والصحة العامة، يعاني المزارعون في الحنة من شح المياه الجيدة، مما يحد من إنتاجهم الزراعي ويؤثر على دخلهم، وتسبب خسارة لكثير من أهاليها لمورد رزقهم بعد جفاف نهر الخابور بشكل نهائي.
وتحتاج القرية إلى تطوير البنية التحتية، خاصة في مجال الطرق والمياه والصرف الصحي، حيث تفتقر القرية لأدنى مقومات الحياة في العصر الحديث حيث لا تحتوي على طرقات منظمة ولا صرف صحي ولا مياه ولا أدنى مقومات الحياة.
أبرز أعمال سكان الحنة
ويعمل معظم سكان قرية الحنة بالزراعة حالهم كحال الكثير من أبناء الريف الجزراوي، بالإضافة إلى ذلك وجود المالحة ضمن أراضيهم جعلها مصدر رزق للكثير من أبنائها.
وبعد جفاف نهر الخابور بسبب قطعة من دولة الاحتلال التركي، أصبحت الزراعة في القرية معدومة نهائياً بسبب عدم وجود مياه لري المزروعات، وخاصة إن المياه الجوفية لا تصلح نهائياً بسبب ملوحتها المرتفعة.
وبعد فقدان الأمل بالزراعة، توجه غالبية السكان للبحث عن مصادر دخل أخرى، قسم كبير توجه إلى التجارة وقسم آخر هاجر خارج البلاد للبحث عن ظروف معيشة أفضل.