شهدت الآونة الأخيرة ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً بدرجات الحرارة في مناطق الشهباء، وارتفاع الحرارة يعني تكاثُر الحشرات وزيادة انتشارها في المنازل والتي بدورها تنقل الأمراض والأوبئة.
يعاني الأهالي القاطنون في مناطق الشهباء من كثرة انتشار الحشرات في المخيمات والمنازل، ومن الحشرات المنتشرة (الذباب والبعوض)، ويعتبر الذباب والبعوض من بين أخطر الحشرات المتواجدة في المنازل فهي واسعة الانتشار، وتُسبِّب أمراضاً كثيرة لأنها تنقل الجراثيم، ومن الأمراض التي ينقلها الذباب: (حمى التيفوئيد والسل والحمى القلاعية والأمراض الوعائية والجلدية) وتنتقل من خلال اللسع الذي ينتج عنه التورمات والأوجاع والحكة المزعجة. ومن بين الأمراض أيضاً التسمُّم الغذائي ولدى الأطفال بخاصَّة. ويهاجم الذباب الأماكن الدافئة والرطبة والتي تنعدم فيها النظافة، فهي تُفضِّل الأماكن الرطبة لتتغذى عليها وتنقلها إلى حيث تهاجم الإنسان في مختلف أعضاء جسمه، وبخاصة العيون والشَّفة؛ علماً أنها تنشط في الساعات الأولى للصباح والمساء. فيما يقل نشاطها أيام الحرِّ والبرد الشديدين، أما البعوض فهو من الحشرات ذوات الجناحين، تمتص إناثها دم الإنسان وهي أكثر الحشرات الماصة للدماء انتشاراً، وتسبب الإزعاج والأذى بسبب لسعاتها المتكررة، والبعوض من أهم الحشرات الناقلة للأمراض بين البشر بسبب نقله للفيروسات والطفيليات، وينتقل المرض عندما تلسع البعوضة الحاملة للفيروس أو الطفيليات أو الديدان (الأحياء الدقيقة) المسببة للأمراض إنساناً ما، فإنها تنقلها إلى داخل جسمه عن طريق حقن اللعاب المحتوي على الأحياء الدقيقة بجلد الشخص.
ومن الأمراض التي ينقلها البعوض (الملاريا، حمى الضنك، الحمى الصفراء، مرض الشيكونغونيا، داء الفيل وغيرها).
قِلَّة المساعدات الطبية
وبهذا الصدد؛ يقول المواطن أحمد فريد: «نحن من أهالي عفرين المهجرين إلى مناطق الشهباء، ونقيم اليوم في قرية تل قراح، تعاني القرية من عدم وجود نقطة طبية من طرف الهلال الأحمر الكردي وليس هنالك سوى طبيبٍ وحيد، ولا توجد صيدليات لشراء الدواء وقت الضرورة». وأشار فريد: «لم تزرنا أي كوادر أو لجان طبية للسؤال عن الأوضاع الصحية للأهالي. ونعاني الآن من كثرة الحشرات الضارة كالبعوض والذباب اللذين ينقلان الأمراض».
أما عن الجهات التي قامت برش المبيدات فقال أحمد فريد: «قامت البلدية برش الطريق الرئيس فقط ومن ثَمَّ توقَّفتْ، وتمَّ الرش في يومٍ ماطر، حيث أنَّ الأمطار لم تبقِ شيئاً من المبيدات، ونرجو أن يقوموا باستكمال عملية رش المبيدات، ونطالب الجهات المعنية بتوزيع الناموسيات من أجل تفادي الأمراض التي ينقلها البعوض».
وبعد مطالبة الأهالي بمتابعة الموضوع قمنا بزيارة مقر الهلال الأحمر الكردي في أحرص والتقينا بالإداري في الهلال الأحمر الكردي الدكتور رشيد إيبش للسؤال والاستفسار عن متابعتهم للمسائل الصحية والأوبئة والأمراض التي ينقلها الذباب والبعوض وعن تأمين الأدوية والمبيدات الحشرية فقال: «بعد التمركز في مناطق الشهباء قام الهلال الأحمر الكردي بفتح وإنشاء نقاطٍ طبية في عدة أماكن، وكان الهدف من إنشاء هذه النقاط هو التغطية الطبية في معظم مناطق الشهباء، وعملنا يتضمن توزيع الأدوية وتقديم المساعدات الطبية للمهجرين، فهناك حملات تلقيح من أجل اللاشمانيا الذي تتسبب به حشرات البعوض في ثلاث نقاط وهي أحرص ومخيم برخدان ومخيم سردم، ونقوم بتوزيع الناموسيات من أجل الوقاية من البعوض والذباب، إلا أننا نعاني من قلة الكادر الطبي وهذا هو سبب قلة النقاط الطبية».
أما عن موضوع تكاثُر البعوض فقال الإداري في منظمة الهلال الأحمر الكردي الدكتور رشيد إيبش: «لاحظنا وجود أنواع غريبة من البعوض، فهنالك نوع من البعوض حين يلسع يتسبَّب بتورُّم العين والوجه، ونطالب الجمعيات بالمساعدة، فالجمعية الوحيدة التي قامت برش المبيدات الحشرية هي جمعية اليد وهذا لا يكفي، إذ يتوجب رش المبيدات بشكلٍ أسبوعي لكي يتم التخلُّصَ من البعوض، وهنالك العديد من المنظمات التي زارتنا ووعدتنا بالمساعدة وتقديم العون لكنها لم تفعل، وهي الصليب الأحمر الدولي واليونيسيف والهلال الأحمر السوري».