الحسكة تختنق عطشاً؛ جزيرتنا الخضراء ملعب الطفولة ورحلات التصوف ومراتع الجمال، تختنق عطشاً، وعلى مرأى ومسمع الضامنين الدوليين، ترى إلى متى سيستمر هذا الفاشي الطوراني بممارساته اللا أخلاقية!!! إلى متى سيصمت العالم على هذه الحرب اللاإنسانية ؟؟.
الحسكة عاصمة الجزيرة السورية أرض العطاء والخير والمحبة والسلام والتعايش المشترك بين كل مكونات وأثنيات سورية، تلك العروس التي كانت ترتدي أثواب الفرح رغم الألم وتحتضن بفسيفساء لا يشابهه شيء في مقاييس الجمال تختنق عطشاً كما تختنق حروف كلماتي وأنا أكتب الآن، تقف عاجزة عن التعبير عما يدور في خُلدي من أفكار، أكثر من مليون إنسان يعانون اليوم أشد المعاناة، وقد تراكمت عليهم همومهم لتزداد هموماً جديدة.
تشريد ..تهجير ..نزوح ..كورونا وغلاء وها هي اليوم تعاني ألم العطش، أي جريمة بحق الإنسانية يرتكبها طورانيو هذا العصر وأزلامهم الذين باتوا بلا ضمائر … إرهابيون قتلة وحثالة مرتزقة ومارقون آثمون أفاكون، نعلم يقيناً مدى وحشية الاحتلال التركي فكيف ننسى يوماً مجازره بحق الأرمن والكرد بل وحتى العرب، كل تلك المجازر التي ارتكبها لم تنسَ وها هو يلجأ اليوم إلى حرب خاصة تعتمد تدمير البنية التحتية للمجتمع المتراص والمتكاتف حول إدارته الفتية عبر قطع المياه عن الشعب ومحاربته بقوته وقوت عياله.
يلجأ اليوم إلى إحراق الأرض ومحاولة لتدمير نفسية الشعب فحربه النفسية ما هي إلا دليل عجز واضح وتفكك داخلي يعيشه ومحاولة لإنقاذ ما تبقى من بعض ماء الوجه.
أقول وعبر هذا المنبر الحر للطورانيين الجدد بأن حربكم هذه ستبوء بالفشل فالشعب كل الشعب يدرك أنكم ضعفاء فالحرب بالبنية التحتية المائية هي حرب لاأخلاقية وهذا هو الفرق بين من تربى على فلسفة وفكر الأمة الديمقراطية الحرة وبين من تربى وعاش بين اللقطاء، أننا وتشهد كل المعارك التي خاضتها قواتنا قوات سوريا الديموقراطية مع أعتى أنواع الإرهاب الظلامي التكفيري، لم تستخدم قطع المياه وغيره كوسيلة حرب.
إننا نحارب من أجل الإنسان، وأنتم تسعون جاهدين لقتل حلم الإنسان بل وتدمير ذاته. لم يكتفوا هؤلاء بزراعتهم للعملاء اللذين يتساقطون كل يوم كالذباب، لم يكتفوا ببث الشائعات والقتل وكل ما هو لاإنساني، بل تجاوزوا ذلك بكثير، حرب خاصة من نوع جديد وهي قطع المياه عن الشعب وعن الأرض في محاولة لفرض البلبلة وخلق الفتنة والقلاقل .
نقول لكم يا أعداء الإنسان والإنسانية بأن حربكم ستفشل وأنكم لم تدركوا بعد من هم أحفاد صلاح الدين وكاوا وعمر بن الخطاب والحسين، لم تدركوا بعد جبروت أحفاد آشور وكلدان وقوة الصليب، إنها الجزيرة السورية فلا تظنن يوماً أنكم ستزعزعون استقرارها فهي أرض العطاء والخير والتضحيات والشهداء.
ونتوجه أولا إلى المعنيين بالاستفادة من مياه الفرات وجر وفتح قنوات ري من نهر الفرات للخلاص من هذه المشكلة وثانياً إلى المجتمع الدولي بأخذ إجراءاته تجاه الدولة التركية فالحسكة تختنق عطشاً وستنهض وتحكي حكاية وطن.