بيّن إداري محطة تصفية العزيزية في الحسكة محمود كنهوش “إنه بعملٍ دؤوب ومستمر وبجهود (دائرة المياه، بلدية الشعب، وبالتعاون مع قوى الأمن الداخلي) التابعين للإدارة الذاتية الديمقراطية، تم إعادة مياه الشرب إلى عشرة أحياء من المدينة.
وصلت مياه الفرات إلى خزانات محطة العزيزية في مدينة الحسكة، بتاريخ 7/7/2024م، بعد الانتهاء من إعادة تأهيل قناة ري الخابور في مقاطعة دير الزور، بكلفة تبلغ (قرابة 50 ألف دولار أمريكي).
وللحديث بشكلٍ موسّع عن المحطة وآلية التوزيع وبرنامج عملها وغيرها من التفاصيل؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الإداري في محطة العزيزية بمدينة الحسكة “محمود كنهوش” الذي أشار في حديثه إلى: “يعاني أهالي مدينة الحسكة من انقطاع المياه منذ احتلال الفاشية التركية ومرتزقتها لسري كانيه عام 2019، نتيجة قطع الاحتلال مياه محطة علوك الواقعة في ريف سري كانيه، التي تُغذي الحسكة والبلدات التابعة لها بمياه الشرب”.
اللجوء إلى المناهل
بعد انقطاع مياه محطة علوك لجأت المدينة إلى المصدر الوحيد وهو المناهل الموجودة في مدينة الحسكة، وحول ذلك بيّن كنهوش: “المناهل الموجودة في الحسكة مناهل آبار سطحية عددها 56 منهلاً مُرخص (منطقة الحمة) منها سبعة مناهل لدائرة المياه في الحسكة، وضمن المناهل يوجد صهاريج مدنيّة مُرخصة عددها 800 صهريج عدا الصهاريج الغير المُرخصة وهناك صهاريج لدائرة المياه عددها 61 صهريجاً منها 36 صهريجاً في الخدمة”.
هناك مناهل مُرخصة تتابع دائرة المياه أمور تعقيمها كالكلورة والتصفية وتنقية المياه، وهناك مناهل غير مُرخصة تقوم ببيع المياه بدون رقابة، يوضح كنهوش: “في عام 2023 أنشأنا بالتعاون مع بعض المنظمات نقاط تفتيش على مداخل مدينة الحسكة، هذه النقاط كانت عبارة عن خيم فيها عاملين من دائرة المياه مع عاملين من المنظمات، وظيفة هذه الخيام هي فحص المياه التي تنقلها الصهاريج قبل دخولها إلى المدينة وتوزيعها وبيعها للأهالي، حيث يتم فحص المياه هل إذا كانت مكلورة ومُعقمة أم لا، وفي حال إيجادها غير مكلورة يتم كلورتها عن طريق الكادر الموجود من عاملي المنظمة ودائرة المياه ويتم إعطاء وصل لصاحب الصهريج يُثبت أن مياهه مكلورة وصالحة للشرب، وجاءت هذه الخطوة بعد قيام بعض الصهاريج بنقل المياه من مناهل غير مرخصة للأهالي ما سبب أمراض داخلية وهضمية للسكان”.
مشروع جر مياه الفرات
بعد أن أصبحت المصدر الوحيد لأهالي الحسكة مياه المناهل، توجهت الإدارة الذاتية الديمقراطية بالتعاون مع المنظمات إلى إعادة تفعيل مشروع جر مياه الفرات.
وعن ذلك أردف كنهوش: “مشروع جر مياه الفرات هو مشروع قائم منذ عام 2004، وكان بالخدمة لغاية عام 2012، حيث توقف المشروع عن العمل نتيجة الأزمة والحرب لغاية 2019، وبعدها باشرت الإدارة الذاتية الديمقراطية والمنظمات بإعادة تأهيل وإعادة مشروع جر مياه الفرات”.
وتابع: “تم إعادة تأهيل المشروع وأصبح قيد العمل، حيث تم إنشاء المحطات المرتبطة بمشروع الفرات كمحطة الصور ومحطة العلوة ومحطة 47 وإنشاء وتفعيل وتأهيل محطة تصفية العزيزية، المشروع لم يكن فعالاً على أكمل وجه، حيث من فترة تأهيل المشروع إلى أن دخل الخدمة وصلت المياه للحسكة أربع مرات فقط، أطول مدة كانت عام 2023 استمرت لمدة 20 يوماً وكانت متقطعة إلا أنها تعتبر أطول مدة وصلت فيها المياه وتوقف بعدها المشروع مجدداً”.
وأضاف كنهوش: “قبل الشهر تموز من عام 2024 باشر عاملو قناة الري بإعادة تأهيل القناة، حيث باشروا بصيانة قناة الري وكان هناك كسور بحاجة لصيانة وتأهيل وعدد البلاطات التي تعرضت للكسر كانت قُرابة 247 بلاطة، باشر العمال والعاملون بصيانة القناة وتأهيلها وأصبحت جاهزة للخدمة”.
القناة… وآلية الضخ
وعن التفاصيل الخاصة بالقناة نوّه كنهوش: “طول القناة من منطقة الصبحة لمنطقة الصور 45 كيلو متر، القناة عليها ثلاث محطات رفع، محطة الرفع الأولى في الصبحة ومحطة الرفع الثانية والثالثة جميعهم في قطاع دير الزور موجودين على القناة”.
المحطات (محطات جنوب الحسكة) أو المحطات التابعة للحسكة تضخ المياه من القناة باتجاه محطة العزيزية، بيّن كنهوش: “محطة الصور تضخ المياه لمحطة العلوة ومحطة العلوة تضخ لمحطة 47 ومحطة 47 تضخ المياه لمحطة تصفية العزيزية، ويبلغ طول الخط من محطة الصور لمحطة العزيزية 160 كيلو متر”.
وكشف عن آلية عملهم للكشف على التعديات المخفية وإزالتها: “بعد تشغيل المشروع في الشهر السابع نحن كدائرة المياه وبلدية الشعب والمديرية العام لمياه الشرب في الحسكة بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي وورشة صيانة الخطوط في منطقة الشدادي والحسكة باشرنا بالكشف على الخطوط وإحصاء التعديات الموجودة على الخط وتم إحصاء 23 تعدياً بقطاع دير الزور من الصور إلى منطقة السعدة الحدود الإدارية لقطاع دير الزور، ومن منطقة السعدة إلى منطقة العلوة تم إحصاء 56 تعدي، هذه التعديات كانت ظاهرة على الخط بشكلٍ مباشر وعلى الفنتوسات الهوائية، باشرت الورشات بإزالة هذه التعديات الظاهرة، وبعد الانتهاء من التعديات الظاهرة كان هناك تعديات مخفية، تم تشغيل المحطات والضخ باتجاه محطة العزيزية، وكان ضخ تجريبي لمدة 24 ساعة، كي تظهر التعديات المخفية على الخط ليتم صيانتها وتأهيلها وبعد الضخ ظهرت التعديات المخفية وتم إحصاء مواقعها وعدد نقاطها وتم توقيف الضخ وباشرنا بإزالة التعديات المخفية أيضاً، من ثم تم استئناف الضخ باتجاه محطة العزيزية”.
وتطرّق إلى: “مشروع جر مياه الفرات هو مشروع حيوي استراتيجي عليه خمس محطات مياه شرب تابعة لقطاع دير الزور وعليه 175000 دونم سقاية، ومخصصات الحسكة من المشروع هي واحد متر مكعب بالثانية بالنسبة للمياه”.
مشروع نسبي
مشروع جر مياه الفرات هو مشروع نسبي لا يُغطي احتياجات الحسكة بالكامل، يغطي نسبة من 20 إلى 25 % من الأحياء المستفيدة.
أكد كنهوش عن الأحياء المستفيدة من المشروع هي: غويران، النشوة الشرقية، حي الزهور وتعتبر قطاع واحد تابع لغويران وجبة أولى، الوجبة الثانية يتم إعطاءها لحي العزيزية، الطلائع، وخشمان، الوجبة الثالثة المستفيدة حي الصالحية، والمفتي، والضاحية.
وفيما يخص بقيّة الأحياء (الغير مُستفيدة) من المشروع يتم تغطيتها عبر الصهاريج التابعة لدائرة المياه، يوجد منهل ضمن محطة العزيزية من منهل الفرات بعد تصفية المياه يتم تشغيل المنهل ويتم توزيع وتغطية الأحياء الغير مستفيدة من المشروع.
فيما لفت إلى: “بعد العمل الموسّع في ربط الخزانات ضمن محطة تصفية العزيزية أنه تم تزويد الأحياء الأخرى مثل الحي العسكري والصناعة وأطراف حي مرشو بالمياه “حسب قوة الضخ””. مشيراً إلى أن المياه التي تصل إلى الحسكة من مشروع الفرات هي من ستة آلاف إلى ثمانية آلاف متر مكعب خلال 24 ساعة.
التعقيم… ونسبة الضخ
المياه التي تصل إلى محطة العزيزية هي مياه خام بحاجة معالجة، عند وصولها لمحطة العزيزية يتم المباشرة بموضوع الخلط الكيميائي وتتم إضافة الفحم الفعال ومادة السولفات ومرحلة الترقيد ومن ثم مرحلة الفلترة والأحواض الرملية المرشحات ومن ثم تعقيمها بمادة الكلور وهكذا تصبح المياه صالحة للشرب، كما هناك تحاليل مخبرية صباحاً ومساءً، يتم أخذ عينة قبل تشغيل المنهل وعند الضخ للأحياء يتم أخذ عيّنات للتأكد من أن المياه صالحة للشرب، كنسبة عكارة وأملاح وناقلية وPH والكبريتات جميعها تكون ضمن الحد المطلوب.
قبل تفعيل المشروع كانت المياه تصل بنسبة قليلة، أحياناً قد تصل ليوم واحد في السنة فقط وكانت مدة الضخ لا تتجاوز ثلاث ساعات تقريباً، أما الآن الضخ من خمس ساعات إلى ست ساعات.
الصعوبات والعراقيل
وعن التحديات والصعوبات التي تواجه العمل ذكر كنهوش: “التعديات والتجاوزات على الخط متكررة، تتم متابعة الخط ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، ويتم الكشف على الخط، هناك تعديات تحصل وأعمال تخريبية أخرها كان في منطقة الصور منذ أيام كان على سكر الغسيل قطر ثمانية إنج تم كسر السكر وتم توقيف الضخ لمدة 72 ساعة”.
وفيما يخص الصعوبات: “هناك صعوبات نواجهها كانقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وصعوبة السيطرة على الخط كونه طويل جداً، طول الخط 160 كم والكشف عليه يستغرق وقتاً طويلاً”.
منوهاً إلى أنه عند الخروج إلى أي قطاع يتم مرافقتهم مع عدد من عناصر الأمن “الأسايش” تجنباً لأي تصادم مع الأهالي في أماكن التعديات.
ترشيد استخدام المياه
واختتم إداري محطة العزيزية في مدينة الحسكة “محمود كنهوش” حديثه قائلاً: “أزمة المياه في الحسكة هي جزء من النقاش العمومي منذ سنوات، وتوالي سنوات الجفاف، واستنزاف الخزانات الجوفية بعدة مناطق، وعدم وقوع تقدمّ كبير في مشاريع المياه البديلة، فضلاً عن المعاناة الكبيرة للأهالي والاتجار بمياه الشرب والكثير من الأمور الأخرى.. ندعو الأهالي في الأحياء المستفيدة إلى الحفاظ على المياه الواردة والاستهلاك للضرورة فقط، وعدم التعدي على الخطوط، سيكون هناك لجنة رقابة وضبط المخالفات في الأحياء التي سيكون دورها في ضخ المياه”.