ساهم الحب خلال التاريخ بموضوعات إنسانية هامة عبر التراث الشفهي والمدون وخاصة في الملاحم الأسطورية والحكايات الشعبية، واستمر حاضرا في حركة الأدب، والحياة الإنسانية، فمع ظهور الحياة الإنسانية منذ فجر التاريخ، ولدت حالات الحب وعاشها الإنسان بجوارحه كلها، وأنتجت حكايات خالدة، في وجدان ووعي الأجيال عبر التاريخ، وقد ساهم الأدب في الحفاظ عليها عبر الشعر والحكايات، إلى جانب النحت والرسم، حيث تجلت عبر أعمال إبداعية عميقة وراقية في غاياتها ومراميها الإنسانية، فدونت ملاحم جديدة في العشق والبطولة والوفاء، معبرة عن الجمال الكامن في أعماق الروح الإنسانية.
استمر خلود الحب كقيمة جوهرية في الكثير من الأعمال الأدبية التي احتفظت بقيمة جمعية لدى كل البشر، مثل أسطورة أورفيوس في الأدب اليوناني القديم، وحكاية روميو وجوليت ذات الصيت العالمي، والتي تكاد تكون إرثا عالميا لصورة الحب الناصعة، كما نقلت الصحراء العربية مثالا في العشق عبر حكاية “مجنون ليلى”، كما تعدُّ قصة “ممو زين” أعظم ملحمة كردية في الحب، تلك الملحمة التي عبر عنها الشيخ البوطي بأنها “أروع قصة حب نبتت في الأرض وأينعت في السماء”.
واشتهرت روايات عديدة ويمكننا الإشارة إلى عناوينها كمراجع أدبية إنسانية ترجمت إلى لغات العالم، والتي استندت في حبكتها على علاقات غرامية عميقة، وباتت شواهد خالدة في الرواية مثل: رواية “أنا كارنينا” للكاتب ليو تولستوي، ورواية “ذهب مع الريح” للكاتبة ماركريت ميتشل، وكذلك رواية “جين آير” للروائية شارلوت برونتي، ولعل أشهرها عالمياً رواية “الحب في زمن الكوليرا” للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز، كما حفل الأدب العربي بقصص حب رائعة خلدها الشعراء العرب في قصائدهم، كما كان الحب العنوان الأبرز في الرواية العربية على امتداد تاريخ الرواية العربية، وظهرت كتابات جبران خليل جبران ومي زيادة، وتصوفهما في العشق العذري، كما روى الكاتب إحسان عبد القدوس العديد من الروايات التي اعتمدت تيمة الحب في رواية “الوسادة الخالية” ورواية “في بيتنا رجل”، في الوقت الذي طرق الشاعر السوري نزار قباني القلوب بكتاباته الشعرية الرقيقة “كان للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي دورا في التعبير عن أعمق مشاعر الحب لدى المرأة عبر روايتها “ذاكرة الجسد”، كذلك كتب الروائي السوري حنا مينة “السفينة والبحر”.
وغيرها كثير، وساهمت السينما وحركة المسارح في نقل أغلب تلك الروايات إلى المشاهد عبر مسرحيات وأفلام خالدة.
والأدب الكردي مثله مثل باقي الآداب العالمية طافح بمختلف الأحاسيس المرهفة والمشاعر الصادقة، خاصة أن الحب يعدُّ من السمات الصادقة ضمن المجتمع الكردي، فالأدب الكردي يحفل بالعديد من قصص الحب العذري والحقيقي، ففي فلكلوره وتراثه الشفهي آلاف الأغنيات والأمثال والمأثورات حول الحب، فلا تكاد أغنية من أغانيه يغيب عنها الحب، حتى في مدونات وسرديات حكايات الحرب أو الخوارق، فلو تتبعنا الملاحم الكردية القديمة نجد أنه أدب زاخر بالعشق والحب والوفاء، ولعل أسطورة” ممي آلان” تكون الأساس لحكايا الحب حول العالم.