سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التهديدات التركيّة للاتحاد الوطني وقادته.. الأهداف والغايات

رفيق ابراهيم

هجمات تركيا لم تتوقف على باشور كردستان وعلى مناطق الدفاع المشروع، ومن إحدى العوائق التي تقف في وجه هذه الهجمات وإفشال مخططاتها، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وعدم رضوخ قادتها لمطالب الفاشية التركية بالتعاون في محاربة حركة التحرر الكردستانية، لذا في الآونة الأخيرة وجهت خطاباً شديد اللهجة للاتحاد الوطني الكردستاني وقادته، وعلى رأسهم بافل الطالباني، رئيس الحزب، الذي رفض بشكلٍ قاطع، المشاركة في حربها الشعواء ضد الكريلا، والاقتتال بين أخوة الدم والتراب.

ففي الآونة الأخيرة، زادت الفاشية التركية من حربها وهجماتها على مقاتلي حركة التحرر الكردستانية، في مناطق الدفاع المشروع بباشور كردستان، وأرفقتها بتصعيد خطابها السياسي عبر تهديدها لحزب الاتحاد الوطني، وقادته، حيث تتهم تركيا الحزب وقادته بالتعامل مع حزب العمال الكردستاني، وتحاول قطع العلاقات الجيدة بين الطرفين، وتسعى بشتى الوسائل للتأثير عليها، ويأتي تهديد الاتحاد الوطني وقياداته في إطار الضغط على الحزب، للامتثال للأوامر التركية، وهددت صراحةً رئيس الحزب بافل الطالباني، بأنه أما أن يمتثل للمطالب التركية أو سيتم تصفيته.

الدولة التركية المحتلة، وبعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها على أيدي الكريلا، تحاول امتصاص الغضب الشعبي الداخلي، وتنشر أخباراً عارية عن الصحة، بأنها ألحقت بمقاتلي حركة حرية كردستان خسائر كبيرة، وهي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر والقضاء النهائي على الكريلا، وهذا الكلام محض افتراء وكذب، لأن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك تماماً، والشارع التركي ونتيجة كذب الإعلام التركي، ونشره الأخبار الكاذبة والملفقة، لم يعد يصدق القادة العسكريين والسياسيين الأتراك، لأنه ومنذ أكثر من أربعة عقود والقادة الأتراك يكذبون، والإعلام التركي ينشر الأخبار التي لا أساس لها.

القادة الأتراك وبعد هذا التخبّط يحاولون استمالة الشارع التركي، وشد انتباهه لخارج الحدود، فاخترعوا قصة تعاون حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، مع حزب العمال الكردستاني، في محاولة للفت الشارع التركي، وحتى إن تعاونا وكانت بينهما علاقات أخوّة متينة، فما الضير من ذلك، فهما حزبان كردستانيان كبيران، يملكان قاعدة جماهيرية كبيرة على مستوى الأجزاء الكردستانية الأربعة، وهدفهما الحصول على الحقوق الكردية المغتصبة.

 وبالتالي هناك قواسم مشتركة بينهم، من أجل خدمة الكرد وقضيتهم العادلة، ولكن السؤال، لماذا تحشر تركيا نفسها بكل صغيرة وكبيرة تخص الشأن الكردي؟ فالشأن الكردي هو قضية نقاش وتوافق بين الكرد أنفسهم، وليس من حق تركيا فرض سياساتها على أي كردي كشخص أو كحزب أو كقوة عسكرية، والكرد مطالبون اليوم بوحدة الصف للوقوف في وجه التحديات والمخططات التي تستهدف النيل من إرادتهم، لذا من واجبهم الأساسي السعي لتحقيق الوحدة، وتحت أي ظرف كان، ولهذا حسن العلاقات بين الاتحاد الوطني والعمال الكردستاني، طبيعية، بل يجب تطويرها لأبعد الحدود، بل يجب أن يكون هناك محاولات جادة لضم الأحزاب الكردستانية الأخرى إليها.

وتهديد وزير الدفاع التركي صراحةً، رئيس الحزب بافل الطالباني، يأتي في سياق حرب الإبادة بحق الشعب الكردي وقياداتهم، وجميعنا رأينا كيف حكمت محكمة تركية بالسجن على القيادي الكردي صلاح الدين ديميرتاش لمدة 42 عاماً، من دون أية تهمة رسمية وجهت له، وتهديدات بافل الطالباني، هي تهديدات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ويستشف منها تفتيت البيت الكردي، وخلق صراعات داخلية بين الأحزاب والقوى السياسية الكردية، وعلى الكرد أن يدركوا مدى خطورة هذه التهديدات، وأن يتماسكوا ويتحدوا للوقوف أمام هذه التهديدات العلنية لدولة الاحتلال التركي.

الفاشية التركية لن تتوانى عن تهديد كل من يسعى لإعادة ترتيب البيت الكردي، ويساهم في تحقيق مكاسب جديدة، وكل من يدافع عن حقوق الكرد المغتصبة منذ مئات السنين، ولأن تركيا العدو الأول للكرد، لا يمكن الوثوق بها، فهي تحتل عفرين وسري كانيه وكري سبي، في روج آفا، وتشن هجماتها المتواصلة على مناطق الدفاع المشروع بلا هوادة، وتستخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد الكريلا، ولا أحد يتفوه بكلمة واحدة لردعها، وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات الجيدة بين الكرد أنفسهم، تقيم تركيا القيامة ولا تقعدها، وبالفعل وكما يقول المثل “شر البلية ما يضحك”.