بعد التصعيد الأخير في الأيام الماضية بين إسرائيل وإيران وحزب الله اللبناني، تنتشر مخاوف وتساؤلات حول مدى توجه الصراعات في الشرق الأوسط وتوسعها ما يخلق خطراً على مستقبل المنطقة برمتها، بعد واقعة القصف على مجدل شمس بالجولان، ومقتل 12 شخصاً فيها، شهدت الأجواء الإقليمية توتراً بين إيران وإسرائيل، وترقّب للرد الذي يجهزان له كل من الطرفين، وسط حالة تملؤها التساؤلات في الشرق الأوسط من احتمال توسع رقعة الحرب وتكثيف الضربات من كل الأطراف ضد بعضها.
رد إسرائيل كان بتوجيهه ضربة موجِعة لحزب الله وإيران، فاغتياله لأحد أكبر قادة حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت، وكذلك مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية داخل طهران، كانت بمثابة تصعيد كبير من الجانب الإسرائيلي، وتحذير لحزب الله وإيران بعدم التحرك ضدها.
وعمّقت تلك العمليات من حدة الصراع والتهديدات من جانب إيران وحلفاؤها، ضد إسرائيل، حيث توعدت إيران برد قوي على الداخل الإسرائيلي، فيما حذرت الأخيرة من قيام أي جهة بتصعيد آخر ضدها كون ذلك ليس من مصلحتهم.
يمر الشرق الأوسط بحالة عدم استقرار ومخاوف من انتقال الحرب التي كان محيطها غزة والحدود الجنوبية للبنان، إلى مناطق أوسع نتيجة الضربات القوية التي تشنها إسرائيل وإيران وحلفاؤها، من حزب الله وغيره ضد بعضهم البعض، وذلك لما تشهده الحرب من انفلات وعدم التزام القوانين والمواثيق الدولية.
الجانب الأمريكي الذي يلعب دور وسيط بين الأطراف المتصارعة مع دعمها العلني لإسرائيل، في حربها مع حماس، خارج الردود بين إسرائيل وإيران وحزب الله، حيث تم تناول أنباء عن مكالمة هاتفية وصفت بالصعبة، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب بايدن من الأخير التوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة، وذلك في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر. لكن؛ المعلومات أضافت أن بايدن اتصل بنتنياهو، لمناقشة الاستعدادات العسكرية المشتركة لمواجهة الرد المتوقع من إيران وحزب الله، وفي الوقت نفسه للإعراب عن عدم رضاه عن المنحى الذي اتخذه نتنياهو.
ما قد يحدث في المرحلة المقبلة يقف على القدرات العسكرية لإسرائيل وإيران ودراسة كل منها ردها ضد الأخرى، وما تقوم به إسرائيل من قصفٍ مستمرٍ للمراكز الإيرانية في سوريا، وفي لبنان، يوضّح أنّ إيران لن تستجيب لما تريده حكومة إسرائيل، وسط مخاوف من إحداث حرب إقليمية واسعة النطاق.