No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ دلال جان –
روناهي/ الحسكة ـ يعتبر الطب البديل أو التداوي بالأعشاب الطبيعية من أقدم أنواع الطب منذ القدم، حيث يرجع تاريخه إلى العصور القديمة، فقد كان القدماء يستخدمونه للتداوي من الأمراض وللحد من انتشار الأوبئة الخطيرة بأعشاب طبيعية والتدليك، وكانوا يستخدمون كل نوع من الأعشاب في علاج الكثير من الأمراض.
وذُكرت هذه الأعشاب وطرقُ استخدامها في التداوي مثل: (النعناع والبابونج والسعتر البري والبقدونس والزيوت العطرية …) في الكتب القديمة، ومع ظهور الطب الحديث والأجهزة المتطورة والأدوية والعقاقير الطبية والكيميائية، ولا يزال الكثيرون من المرضى يلجؤون إلى الطرق القديمة، لإدراكهم أنَّ الأدوية الكيمائية والصور بالأشعة لا تجلب غير الأمراض الخطيرة، وقد كان لصحيفة روناهي زيارة لمركز “ساكار” للمعالجة الفيزيائية والتداوي بالأعشاب بقسمها الخاص بالنساء للتعرُّف على الطبِّ البديل وفوائده في الشفاء.
المعالجة الفيزيائية تدعم جسم الإنسان
والتقينا باختصاصية المعالجة الفيزيائية في مركز ساكار للعلاج الفيزيائي قسم الأطفال والنساء الخبيرة إسراء خضر عيسى التي حدثتنا قائلةً: “تخرَّجتُ من المعهد الصحي قسم المعالجة الفيزيائية، حيث درست في الحسكة وهذا القسم قليلٌ من الإناث يدرسونه، إلا أنني التحقت به لغاية إنسانية نبيلة، وهدفي كان مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص الذين حرموا من المشي والحركة لأسباب كثيرة منها الحوادث والجلطات الدماغية وشلل الأطفال، حيث يدعم هذا العلاج جسم الإنسان ليصبح قوياً وليتمتع بصحة جيدة، ومساعدته حتى يمتلك القدرة على مقاومة المرض”، ونوَّهتْ إسراء: “إلى أنَّنا نلاحظ انتشار الكثير من الأمراض الخطيرة في الآونة الأخيرة بسبب استخدام البشرية للمضادات الحيوية والأدوية الكيمياوية والعلاجات الشعاعية، وكل ذلك يسبب للجسم نمو خلايا سرطانية مميتة في المستقبل بالإضافة إلى عدم اتباع نظام غذائي متكامل ومدعم بالفيتامينات والحديد والبروتينات للحفاظ على صحة وسلامة الجسم”، مضيفةً: “أيقن الكثيرون من المرضى والأهالي بأن المعالجة بالأدوية الصناعية الكيميائية لا يمكن الاعتماد عليها في علاج الأمراض وبخاصةٍ الأعصاب وفقدان الحركة والمشي”، وقالت إسراء: إنَّ المركزَ حظي بإقبال العديد من المرضى الذين يعانون من فقدان الحركة في أحد أطراف الجسم أو في نصفه، منوهةً: “إلى أنَّ في الجلسات الأولى للعلاج يلاحظ المريضُ التطوُّر في علاجه، ويبرهن على أنَّ الطبَّ البديل والعلاج الفيزيائي يمكنهما إعادة تكوين الجسم وإحداث تغييرات حيوية وعصبية تساعده على الحركة مع مرور الأيام، فيكتسبُ الجسمُ مناعةً جيدة لمقاومة الأمراض، فتنمو لديه قوةٌ كبيرة تُساعده على التماثل للشفاء الذاتي فيقوم بإجراء التمارين والتدليك لوحده في المنزل ليساعد جسمه على سرعة الشفاء”.
نعمل على تهيئةِ جوٍّ مناسب للشفاء
وأشارت أيضاً: “إلى أنَّهم شهدوا حالاتٍ كثيرة في المركز، ومن خلال التجارب والخبرات الناجحة استطعنا السيطرة والتحكُّم بالكثير منها، سواء أكانت جسدية أم جلدية أم نفسية أم مزمنة في الوقت نفسه مثل التهاب الكبد والكولون والمعدة وحالات العقم، وفي مثل هذه الحالات يلجأ المريض إلينا بعد أن عجز عن التداوي بالأدوية الكيميائية، فيلجأ إلى الأعشاب والنباتات الطبيعية أو التدليك عن طريق الأجهزة المتواجدة في المركز”، وأكدت على أنَّه قد خصَّص يوم الخميس لعمل الحجامة من قبل مختص بهذا المجال.
كما وأكدت: “على طبيعة تعامل المركز مع المريض فنحن لا نتعامل مع جسد المريض فحسب، بل نتعامل مع عقله وروحه وعواطفه لأنَّها جميعاً تؤثر إيجاباً على صحته، فكلما كانت نفسيته متعبة ومنهارة كانت عملية الشفاء أكثرصعوبة وتستغرق وقتاً أطول وجلساتٍ أكثر، لذلك نعمل بالدرجة الأولى على خلق الأجواء النفسية المُريحة للمريض ليتمكَّن من التماثل للشفاء سريعاً، لأنَّ الطبَّ البديل يرى الجسد والجسم والعقل والروح جميعها منظومة واحدة متكاملة، وبذلك ينشط جهاز الشفاء الذاتي ويتغلَّب المريض على المرض”.
وعن الحالات التي يستقبلها المركز؛ قالت إسراء: “نستقبل حالات العقم للنساء والرجال بعد إجراء الفحوصات اللازمة في المخبر وعلى إثرها تحدد المدة الزمنية لتقديم العلاج اللازم، بالإضافة لاستقبال الأمراض الجلدية من البهاق والأكزيما والحساسية وترهلات الجسم وإشراقة الوجه ومنع تشكل التجاعيد، ويتم العلاج وفق جلسات علاجية وبرنامج غذائي صحي مناسب وعبر تناول الأعشاب أو دهن المنطقة المصابة بها بهدف إصلاح الأعطاب في جسم المريض والتخلُّص منها نهائياً”.
يسعى إلى الأفضل
وتابعت إسراء قائلةً: “يسعى المركز دائماً إلى التوجُّه للأفضل باستخدام الأجهزة الحديثة والأعشاب الطبيعية لما لها من قدرةٍ على الشفاء والوقاية من الكثير من الأمراض باتباع نظام صحي للمريض وهي الطرق التي ورثها العامة وهي مُجرَّبة منذ آلاف السنين على الإنسان، ولم نشاهد حتى الآن أيَّ أثارٍ جانبية من جرَّاء الطب البديل فهو يعتمد بالدرجة الأولى على حالة المريض النفسية ومدى تقبُّله للعلاج، ومن ثم تأتي مرحلة العلاج بالأعشاب أو التدليك فالطب البديل يؤمن دائماً بأن جسم الإنسان له القدرة على التماثل للشفاء باعتباره وحدة غير متجزئة ويمتلك طاقة علاجية يستطيع التغلب على الأمراض التي تصيبه كافة، ويستطيع معالجة نفسه بنفسه، فنحن نعمل على تنشيط الدورة الدموية وزيادة الحركة لتتولَّد عند المريض طاقةٌ جسمية قويَّة تستطيع تنشيط وظائف الجسم الطبيعية”.
الحالة النفسية أولى خطوات العلاج
أما بالنسبة للأطفال فنستقبل الكثير من الحالات ومعظمها تكون مُشوَّهة وهي خلقية منذ الولادة وحالات بفعل سبب آخر بعد الولادة، كنقص الأنسجة وحالات الحرارة المرتفعة التي تتسبَّب في شلل الأطفال وتعيق الحركة بشكل جزئي أو كامل فتوقف وظائف الدماغ فلا تستجيب، ومع هذه الحالات يعمل المركز مع الأهل على إيجاد الطريقة المناسبة للتعامل مع الطفل، بحيث يعامل على أنه إنسان سوي ولا يختلف عن بقية الأطفال وأضافت: “ولا نظهر عدم قدرته على الحركة والمشي أو عجزه عن النطق أمام الآخرين، لذلك نعمل على تأمين الراحة النفسية له لمنع ظهور آثار سلبية تعيق عملية الشفاء، فالحالة النفسية كما ذكرنا سابقاً هي مهمة في مراحل بداية العلاج ونحن نُؤمِّن له كلَّ السبل التي تساعده على تنمية ثقته بنفسه من خلال نشاطات حركية ورياضية، وهذا يساعد على تحسين حالته من جميع النواحي النفسية والصحية والجسدية”.
واختممت المعالجة الفيزيائية في مركز ساكار للعلاج الفيزيائي قسم الأطفال والنساء والخبيرة إسراء خضر عيسى حديثها قائلةً: “أما بخصوص كلفة العلاج بالأعشاب فهي أقلُّ بكثير من التداوي بالأدوية الكيميائية أو الطب الحديث وهذا ما نهدف إليه في المركز”.
وأيضاً التقينا شهلة عبد الكريم من الدرباسية والدة الطفل ميران شيخ خلف يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف التي قالت: “يعاني طفلي من الإعاقة منذ سنتين ونصف السنة تقريباً، فقد كان يلعب في المنزل وفي أثناء اللعب أصيب في مؤخرة رأسه الأمر مما أدى إلى إصابته بالشلل وعدم قدرته على المشي والحركة والنطق، ومنذ ذلك الوقت نعالجه بالأدوية والعقاقير الطبية، وبذلنا مجهوداً كبيرة من أجل عملية الشفاء لكن دون جدوى وباءت جميعها بالفشل وهذا كان يُؤثِّر سلباً على حياته اليومية وتدهور حالته النفسية والصحية، ومع مراجعتنا لمركز ساكار للعلاج الفيزيائي استطاع طفلي تجاوز مرحلة كبيرة من المرض، وبدأت حالته تتحسَّن شيئاً فشيئاً بعد أن خضع لتأهيل حركي في الأعصاب مكَّنه من تحريك يده ورجله والاستجابة للإدراك والوعي مع العالم الخارجي بعد أن كان عاجزاً كلياً عن النمو والحركة والإدراك”.
No Result
View All Result