تُعتبر الاضطرابات التنكسية (الفصالية العظمية) المسؤول الأساسي عن معظم حالات الألم القطني، فأنها ستحدث عند كل شخص في عمر معين ولكنها قد تكون عرضية في حالات غير نادرة. تطال الحدثية التنكسية البنى الفقارية المختلفة: جسم الفقرات -المفاصل الزليلية بين الفقرية المفاصل الفقرية الضلعية – القرص بين الفقري – الأربطة والأوتار. إلا أن المكان الأكثر إحداثاً للآلام القطنية هو القرص بين الفقري. تكون الآلام التنكسية ميكانيكية الطبيعة إذ تظهر أو تزداد مع الجهد وتزول أو تخف بالراحة من دون يبوسية صباحية أو تبدلات مخبرية مميزة .
ـ السببيات والآلية الإمراضية :
لا تزال حتى الآن مفعمة بالكثير من الغموض ولكنه من الثابت أن هناك عاملين أساسيين يلعبان الدور الريادي في إحداث الآفات التنكسية وفق المعادلة: مستوى الشدات الفيزيائية ×درجة القصور الغضروفي =الفصال العظمي. ونظراً لتداخل العوامل المسببة المؤهلة للآفات التنكسية الفقارية ولكون التنكس الحاصل في أي من البنى الفقارية سيؤهب بالضرورة إلى امتداد التنكس للبنى الأخرى لذا كان من الغالب مصادفة عدة إصابات في آن واحد .
يجمع العديد من الباحثين على أن التنكس القرصي الغضروفي يبدأ في النواة اللبية – قلة تقول العكس -إذ تصبح غير قادرة على تحمل الضغوط الفيزيائية – تتحمل عند الشباب حتى تبلغ 2000كغ -مما يؤدي إلى زيادة الشدات الميكانيكية على الحلقة اللفية في قسمها الخلفي – وهي أقل مرونة وأكثر تعرضاً للشداد – إلى حدوث التشققات تحت العيانية – تكون متجهة من المركز إلى المحيط – مع تشكلات ليفينية معاوضة تتلو حدوث ارتكاس التهابي مكان التشققات تساهم في إحداثه بالإضافة إلى أذية النسيج الرخو الليفي. وهناك وسائط التهابية اكتشف وجودها في النواة اللبية هي:
الفوسفوليبازA، أكاسيد آزوتية، بروستاغلاندينات. إن الوذمة المرافقة للالتهاب التي تطال البنى المجاورة بالإضافة إلى الوسائط الالتهابية وتناقص pHالقرص كل هذا يؤدي إلى حدوث الأذية العصبية التخريشية ثم الانشغاطية في مرحلة أكثر تقدماً.
مع ترقي الإصابة القرصية وما يرافق ذلك من حدثيات التهابية وتقهقر الوظيفة المرنة للغضروف والحركة الشاذة للنواة اللبية يزداد الضغط والشد على الصفائح المحيطة لجسم الفقرة الأمر الذي يؤدي حدوث المناقير العظمية المستحدثة أو المحفظة المفصلية المتضخمة والمتورمة أن تضغط الجذور العصبية أو القزاة الشوكية فتسبب أعراضاً عصبية تشبه الفتق.