سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الاستمرار في تأهيل سد الفرات

تقرير/ ماهر زكريا ـ مصطفى السعيد –

روناهي/ الطبقة ـ بعد نجاح إصلاح العنفات في سد الفرات إثر تحريره على يد قوات سوريا الديمقراطية؛ تستمر ورش الصيانة بإصلاح مجموعات التوليد الكهربائية في الطبقة؛ بهدف توصيل الكهرباء.
نظراً لتعرض سد الفرات للتدمير المُتعمد إثر حكم مرتزقة داعش على المنطقة قبل تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية، بدء تشكيل اللجان وورش الصيانة وجمع الخبرات بعد تحريره؛ بهدف صيانة الأضرار التي أصابت السد، في مجموعات التوليد الكهربائية؛ حيث نجحت الورش المُشَكّلة في تحديد الأعطال والمباشرة في إصلاح العنفات.
الإدارة المدنية تقدم الدعم في مراحل الصيانة
ولتسليط الضوء على هذه الأعمال؛ زارت صحيفتنا “روناهي” سد الفرات والالتقاء مع المعنيين فيها كما في تقريرنا التالي:

وبهذا الصدد؛ حدثنا المهندس المشرف على صيانة السد والمشرف سابقاً على عمليات الصيانة الأولى علي الراوي؛ قائلاً: “يُعتبر سد الفرات منشأة كهرومائية في سوريا. لذلك؛ تسعى الإدارة المدنية الديمقراطية في الطبقة لتقديم الدعم في مراحل عمليات صيانة وإصلاح مجموعات التوليد كافة؛ بالإضافة إلى تقديم التسهيلات لاستقطاب الخبرات اللازمة من السدود الأخرى”.
وأضاف الراوي: “إن هذه الخبرات مشتركة مع إدارة سدود شمال سوريا والإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة؛ وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة تُقدم الدعم، وفي النهاية أدت إلى تفعيل عدة مجموعات توليد كهربائية؛ ودخلت الخدمة وأنارت منطقة الطبقة وأجزاء من مناطق الشمال السوري”.
استمرارية عمليات الصيانة بخبرات وإمكانيات محلية
والجدير ذكره؛ إن الورش العاملة نجحت في إعادة تأهيل ثلاث مجموعات توليد ووضعها في الخدمة؛ حيث تنتج هذه المجموعات حوالي (300) ميغا؛ ومازالت عمليات الصيانة جارية لإصلاح بقية العنفات بخبرات محلية؛ وذلك تحت إشراف الإدارة المدنية الديمقراطية؛ بالإضافة إلى دعمها بإمكانيات محلية.
وللاطلاع على سير عملية صيانة سد الفرات والخطوات القادمة لإدارة السد فيما يخص أمور الصيانة وتأمين المواد اللازمة؛ أفادنا المهندس المشرف على صيانة السد علي الراوي مبتدئاً حديثه عن مباشرة المرحلة الأولى في السد قائلاً: “بعد التمكن من الدخول إلى السد كانت المفاجئة بحجم الدمار الذي تعرض له السد، وكانت القيادة المركزية والمحلية مدمرتان بشكلٍ كامل، والقسم السفلي للسد مغموراً بالمياه بارتفاع (18) متراً، وسحب المياه من الطوابق المغمورة هي الخطوة الأولى”.
تأمين مياه الشرب لمدينة الطبقة
وأضاف الراوي: “كان يواجه العمل مسألة أخرى ألا وهي الوقوف على مشكلة تأمين مياه الشرب لمدينة الطبقة التي تحتاج إلى تغذية كهربائية لمضخات المياه؛ وبتوجيه ذاتي وطوعي لتأمين مياه الشرب من خلال توفير مضخة ديزل لعودة المياه إلى المدينة ولتبدأ بعدها الخطوة الثانية؛ وهي تأهيل أولى عفنات السد وهي العنفة رقم (8) الأقل تضرراً من حيث لوحة القيادة والمولد والمحول، فتم البدء في إعادة صيانة هذه العنفة، وبالمقابل قدمت الإدارة المدنية الدعم من حيث الرواتب والمكافئات في ذلك الوقت”.
ونوّه الراوي قائلاً: “بعد شهر ونصف تم تجهيز العنفة الثامنة من حيث لوحة التحكم والاختبارات الميكانيكية والكهربائية وتم دوران العنفة؛ لنبدأ من جديد بتوليد الكهرباء وبإمكانات وخبرات الكادر الفني العامل في السد، وبعد عمل العنفة تم تأمين الكهرباء لمضخات المياه ليصبح هناك اكتفاء بالمياه، وفي ذلك الوقت كان العمل متوازي للتعاون والعمل مع سد الحرية، وكانت هناك جبهتان للعمل في سدي الحرية والفرات حيث وتوفر الكهرباء لسد الحرية من سد الفرات”.
العمل جارٍ على إصلاح ساحة التوزيع؛ وغرفة التحكم
وتابع علي الراوي حديثه عن أعمال الصيانة المستمرة لتأهيل بقية العنفات قائلاً: “وبعد سبعة أشهر تم تجهيز وإصلاح ثلاث مجموعات وهي المجموعات (1 – 3 – 8)؛ وواحدة منها تغذية محلية للسد وهي العنفة الجاهزة رقم (8)؛ بالإضافة إلى جهوزية كبلها لإيصال الكهرباء لساحة التوزيع ومنها للشبكة”.
وحول إصلاح مجموعات السد؛ أكد: “تم إصلاح المجموعة رقم (2) وهي عنفة ذات استطاعة الـ (20) ميغا، وبعد إصلاح المجموعات سابقة الذكر أصبح العمل جارياً على إصلاح ساحة التوزيع؛ وغرفة التحكم، ليصبح التحكم بشكل آلي من غرفة العمليات، بالإضافة إلى تجهيز خطوط ربط سد الفرات مع سد روج آفا خط مسكنة (2)، وفي حال تم ربط السدين يتم استقرارهما”.
جاهزية لصيانة خطوط الربط في الرقة باتجاه الحسكة
وأكد المشرف على صيانة سد الفرات علي الراوي في ختام لقائه بصحيفتنا قائلاً: “في الأيام المقبلة يتم العمل على تجهيز خطوط الرقة باتجاه الحسكة والربط الحلقي بين سد الفرات وسد روج آفا في الحسكة، وبقدرة افتراضية في الوقت الحالي (30) ميغا، ولكن الأمر مرتبط بكميات المياه الواردة في نهر الفرات، ويُذكر بأن بحيرة الفرات في الأيام السابقة شهدت انخفاضاً كبيراً في وارد مياه نهر الفرات ليصل لأقل من الثلث، والكمية الواردة بشكل طبيعي يجب أن تكون ضمن حدود (500) متر مكعب في الثانية”.

وفي السياق نفسه؛ التقينا بالإداري في سدي الفرات والحرية محمد شيخو الذي شرح أعمال الصيانة في سد الفرات ووضعه الحالي قائلاً: “اليوم ونحن على أعتاب عام ونصف من تحرير المدينة؛ وإعادة تأهيل سد الفرات، يعمل السد في الوقت الراهن بثلاث مجموعات”، وتابع شيخو: “العمل جارٍ على إصلاح العنفة السادسة، لأن وضعها كان سيئاً للغاية بعد التحرير؛ حيث غمرت المياه الطوابق الأربعة؛ والمحولات الكبيرة ذات توتر عال كانت مدمرة، بالإضافة إلى تدمير مولدة التنظيم ولوحات التحكم، وجميعها تحتاج للإصلاح،  وبوابات المفيض الأربع لم تسلم وتعرضت لأضرار مختلفة”.
كل عملية إصلاح هي إنجاز
وأكد شيخو أن المشكلة الأكبر التي يواجهونها هو انخفاض مناسيب المياه لتصل إلى ثلاثة أمتار؛ وانخفاض عن الاستثمار الأمثل لها، هذا ما ينعكس بشكل سلبي على حياة المواطن من ناحية الكهرباء التي تُعد عصب الحياة، كما تؤثر على مياه الشرب والزراعة، وأشار شيخو أن كل عملية في السد جرت من إصلاح هي إنجاز منذ البداية، وما قدمه العمال والمهندسون الذين عملوا بشكل تطوعي هو تميز، وقابل ذلك دعم كبير من مجلس سوريا الديمقراطية حسب الإمكانات المتاحة؛ من توفير بعض المواد اللازمة من السوق وتوزيع المكافآت للعمال”.
إصلاح المجموعة رقم (6) بنجاح الاختبارات الميكانيكية
وعن الصيانة القائمة في الوقت الحالي؛ صرح الإداري في سدي الفرات والحرية محمد شيخو قائلاً: “إن الأعطال الموجودة في المجموعة رقم (6) نتيجة الحرق ونقص الأكبال الزيتية، ليبدأ العمل على إصلاح المجموعة رقم (6) بعد نجاح الاختبارات الميكانيكية، وتوفر القطع والأكبال الزيتية، واستمرارية العمل على إصلاح المحول؛ وبعدها تصبح المجموعة جاهزة للدوران الكهربائي والميكانيكي والمخبري لتصبح كبقية المجموعات الجاهزة ويمكنها توليد الكهرباء”.
التعرض للخطر لإنقاذ سد الفرات
والجدير ذكره ورغم خطورة العمل في سد الفرات إلا أن اللجان المُشكَلّة التي ضمت كل من المهندسين والفنيين والعمال القائمين على رأس العمل، عرضوا أنفسهم للخطر في سبيل إنقاذ سد الفرات، كما تم إصلاح المجموعات رقم (1 – 3 – 7 – 8). ولكن؛ المجموعتان (2 – 4) غير قابلة للإصلاح.